قال وزير الداخلية الفرنسي الجديد برونو ريتايو، إن البلاد من المرجح أن تشهد تشديداً للإجراءات في ملفي "الهجرة والأمن"، وهو ما يعكس تحولاً نحو التيار اليميني في المجتمع، في تصريحات تشير إلى اعتماد الحكومة المؤلفة من أغلبية ضئيلة على الدعم الضمني من اليمين المتطرف.

ودعا وزير الداخلية إلى اتخاذ إجراءات أشد صرامة، فيما يتعلق بطلبات اللجوء، وأعمال العنف ضد الشرطة، وعقوبات السجن، والمتطرفين والاتجار بالمخدرات، وهو ما يظهر تأثير حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان على الحكومة الجديدة.

وبعد الانتخابات التي أجريت في يونيو الماضي، والتي منيت فيها حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بخسائر فادحة، بات حزب التجمع الوطني قوياً في المشهد السياسي، مما يشير إلى دعم ضمني للائتلاف الجديد الذي شكله رئيس الوزراء ميشيل بارنييه من تيار الوسط والمحافظين، لكن حزب التجمع الوطني، يحتفظ لنفسه بالحق في سحب دعمه لحكومة بارنييه، في حال أخفقت في معالجة مخاوفه، بشأن الهجرة والأمن وغيرها من القضايا.

ولم يقدم ريتايو (63 عاماً)، المخضرم في حزب (الجمهوريون) والمتحفظ تجاه الهجرة منذ فترة طويلة، سوى القليل من التفاصيل، حول رؤيته لوزارة الداخلية، خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء، الاثنين الماضي، لكنه بات أكثر وضوحاً في سلسلة مقابلات صحفية، إذ قال لصحيفة (لو فيجارو) اليومية إنه "سيكشف عن إجراءات جديدة في غضون أسابيع"، وإن فرنسا "يجب ألا تتوانى عن تعزيز أدواتها التشريعية".

ونقلت عنه الصحيفة القول "هدفي هو وضع حد لدخول المهاجرين غير الشرعيين بصفة خاصة، (وكذلك) ترحيلهم، لأنه لا ينبغي لمن تسلل إلى فرنسا البقاء فيها".

وأضاف: "ستتاح لي فرصة في الأسابيع المقبلة لتقديم مقترحات جديدة"، في حين ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية استخدام المراسيم.

وتابع قائلاً "يتمتع وزير الداخلية بسلطات تنظيمية كبيرة، وسأنتفع بها لأقصى حد".

وذكر في تصريح لقناة "سي. نيوز"، الثلاثاء، أن فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، ذات التفكير المماثل يجب أن تتحد حتى تدفع الاتحاد الأوروبي إلى تشديد قوانين الهجرة.

وكانت الرئاسة الفرنسية، قد أعلنت السبت، عن تشكيلة الحكومة الجديدة التي تضم 39 وزيراً، أغلبهم من أحزاب الوسط والأحزاب المحافظة.

وينتمي وزير الداخلية الجديد برونو روتايو لحزب "الجمهوريين"، وهو شخصية من اليمين المحافظ معروف بمواقفه السياسة "المتشددة" في التعامل مع ملف الهجرة.

وكان روتايو من الداعمين لتحالف "الجمهوريين" مع اليمين المتطرف في مشهد سياسي متزايد الاستقطاب، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الساخنة مثل الهجرة.

ودعا روتايو ماكرون إلى موقف أكثر صرامة مع المهاجرين، يتضمن تغييرات دستورية تسمح بخفض إعانات الرعاية الاجتماعية.