تعمل الولايات المتحدة مع عدة دول في الشرق الأوسط لمنع سقوط الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها نظام بشار الأسد في "الأيدي الخاطئة"، حسبما أفاد موقع "أكسيوس"، الاثنين، نقلاً عن مسؤول أميركي.

وقال "أكسيوس" إن الولايات المتحدة وحلفاءها يشعرون بالقلق من أن يؤدي انهيار الجيش السوري والقوات الأمنية الأخرى، والفوضى التي تعم البلاد، إلى استيلاء "المجموعات الإرهابية" على الأسلحة الخطيرة التي يمتلكها نظام الأسد. 

وذكر الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب، الأحد: "سنقدم الدعم لجيران سوريا – لبنان، والعراق، والأردن، وإسرائيل - ضد أي تهديد قد ينشأ من سوريا".

وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، الأحد: أن بلاده ستدعم الجهود الدولية لمحاسبة نظام الأسد وداعميه على الفظائع والانتهاكات التي ارتكبوها ضد الشعب السوري، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.

أسلحة استراتيجية

وكان نظام الأسد قد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين في عام 2013، ما شكل انتهاكاً لـ "الخط الأحمر" الذي حدده الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، في وقت سابق من نفس العام بشأن ما قد يدفع إلى التدخل العسكري الأميركي، حسبما ذكر "أكسيوس".  

لكن أوباما تراجع في نهاية المطاف عن تهديداته بقصف سوريا، ووافق على اتفاق مع روسيا لتدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري. ومع ذلك، يعتقد مسؤولون أميركيون وغربيون أن النظام السوري خرق الاتفاق واحتفظ ببعض من أسلحته الكيميائية، وفقاً للموقع.

وفي الساعات الـ48 الماضية، شنّت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على العشرات من القواعد العسكرية والمستودعات والمنشآت السورية التي كانت جزءاً من برامج الأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليستية في سوريا، وفقاً لما قاله مسؤولون إسرائيليون للموقع. 

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "نحن مسؤولون عن ضمان عدم سقوط أنظمة الأسلحة الاستراتيجية في الأيدي الخاطئة". 

وفي هذه الأثناء، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها شنت "عشرات الضربات الجوية الدقيقة"، الأحد، بهدف تدمير معسكرات تنظيم "داعش" في وسط سوريا.

وكانت هذه الضربات جزءاً من مهمة مستمرة "لإعاقة، وإضعاف، وهزيمة تنظيم داعش، لمنع الجماعة الإرهابية من تنفيذ عمليات خارجية ولضمان عدم استغلال داعش للوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سوريا"، بحسب بيان القيادة المركزية.

وقال مسؤول أميركي للصحافيين، الأحد، إن إدارة بايدن كانت تركز في الأيام الأخيرة على الأسلحة الكيميائية في سوريا. وأضاف أن الخبراء الاستخباراتيين الأميركيين يعتقدون أن الأسلحة ما زالت تحت السيطرة.

وتابع المسؤول: "نحن نتخذ تدابير حذرة للغاية بشأن هذا الأمر.. نبذل كل ما بوسعنا لضمان عدم توفر تلك المواد لأي شخص، وضمان العناية بها. نريد التأكد من أن الكلور أو أشياء أسوأ قد دُمرت أو تم تأمينها. هناك عدة جهود في هذا الصدد مع شركائنا في المنطقة".

رسائل من بايدن وطمأنة من المعارضة

وفي الوقت ذاته، أصدرت الفصائل السورية المسلحة التي كانت تتجه نحو دمشق بياناً من غرفة عملياتها المشتركة أكدت فيه أنها ليست مهتمة بأسلحة النظام الكيميائية. 

وقالت الفصائل إنها ستتعامل مع القواعد والمنشآت العسكرية للنظام السوري بمسؤولية، وتعهدت بتأمين البنية التحتية وعدم السماح لها بالسقوط في الأيدي الخاطئة، بحسب "أكسيوس".

كما قالوا إنهم مستعدون للتنسيق مع المجتمع الدولي بشأن مراقبة الأسلحة والمواقع الحساسة في سوريا، وتقديم الضمانات بعدم استخدام أي أسلحة محظورة بموجب القانون الدولي.

وحدد بايدن سياسة الولايات المتحدة بشأن الأزمة في سوريا لبقية الأيام الـ43 من إدارته في خطاب الأحد. وقال الرئيس الأميركي إنه سيتحدث مع قادة دول الشرق الأوسط في الأيام القادمة وسيرسل مسؤولين أميركيين كبار إلى المنطقة لمناقشة الوضع.

وأضاف بايدن: "سنتواصل مع جميع المجموعات السورية من أجل الانتقال نحو سوريا مستقلة وذات سيادة تخدم جميع السوريين". وأكد أن الأمر متروك للشعب السوري لتحديد مستقبله، لكن الولايات المتحدة مستعدة لدعم العملية.

وقال "أكسيوس" إن بايدن بعث برسالة إلى زعيم الجماعة الإسلامية الرئيسية، أبو محمد الجولاني، دون أن يذكره أو يذكر تنظيمه "هيئة تحرير الشام" بالاسم. وقال بايدن: "بعض المجموعات المتمردة التي أطاحت بالأسد لديها سجلات قاتمة من الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان".

وأضاف: "لقد لاحظنا تصريحات قادة هذه المجموعات المتمردة في الأيام الأخيرة. إنهم يقولون الأشياء الصحيحة الآن، ولكن... سنقيّم ليس فقط كلماتهم، ولكن أيضاً أفعالهم".

وأشار المسؤول الأميركي الذي قدم الإحاطة إلى أن إدارة بايدن كانت تتواصل في الأيام الأخيرة مع جميع جماعات المعارضة السورية، بما في ذلك "هيئة تحرير الشام". وقال: "نحن على اتصال مع جميع المجموعات السورية ولدينا طرق للتواصل مع الجميع في سوريا".