يتفق قادة التكنولوجيا على أن الذكاء الاصطناعي سيصبح أذكى من البشر في المستقبل القريب، لكنهم يختلفون فقط في توقيت هذه الظاهرة الغريبة التي كانت حتى وقت قريب قاصرة على أفلام الخيال العلمي.
ففي وقت سابق من 2024، توقع الملياردير الأميركي إيلون ماسك أن تبدأ تقنيات «الذكاء الاصطناعي العام» (AGI) في الظهور خلال عامين، مشيراً إلى أنها ستكون أذكى من أكثر البشر ذكاءً.
لكن روبين لي الرئيس التنفيذي لشركة بايدو -إحدى أكبر الشركات التكنولوجية المهتمة بالذكاء الاصطناعي في الصين- كانت لديه توقعات أكثر تحفظاً، إذ توقع ظهور التقنيات الأذكى من البشر خلال 10 أعوام.
ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي العام إلى التقنيات الذكية التي لديها درجة مماثلة أو تفوق مستوى الذكاء البشري.
وعلى هامش مؤتمر فيفا تيك في باريس، قال لي في جلسة حوارية «الذكاء الاصطناعي العام يعني تطوير تقنيات ذات درجة ذكاء مماثلة أو أعلى من البشر، وجميع النماذج المتاحة اليوم ما زالت بعيدة عن ذلك»، مشيراً إلى أن الأمر قد يتطلب ما لا يقل عن 10 سنوات لتحقيق هذا المستوى من الذكاء.
ويرى لي أن العالم يحتاج إلى تطوير الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع كثيراً، وقال «أخشى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تتطور بالسرعة المطلوبة، فالجميع يشعرون بالصدمة مما يعتبرونه تطوراً سريعاً لتلك التقنيات خلال العامين الماضيين، لكن بالنسبة لي، فأنا أرى إيقاع التطور غير كافٍ، بل بطيئاً للغاية».
وتتسابق شركات التكنولوجيا الصينية -مثل علي بابا وتينسينت وبايدو- لتعزيز وجودها في سوق الذكاء الاصطناعي سريع التطور، وتستثمر بكثافة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في مواجهة المنافسة الشرسة مع نظيرتها الأميركية.
بين الواقع والمبالغة
وتأتي تعليقات روبين لي الأخيرة في وقت تزداد فيه المخاوف بشأن التطور المتلاحق لأدوات الذكاء الاصطناعي والتهديدات التي قد تمثلها لمستقبل البشر، خاصة في سوق العمل، إذ يخشى الكثيرون من استبدال العمالة البشرية بأخرى آلية عبر القطاعات الاقتصادية المختلفة.
لكن سام ألتمان -الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي مطورة روبوت الدردشة الذكي تشات جي بي تي– قلل في وقت سابق من هذه المخاوف، مشيراً إلى أنها مبالغة إلى حد كبير.
فعلى هامش مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس مطلع العام الجاري، قال ألتمان إن تقنيات الذكاء الاصطناعي العام «ستغير العالم بصورة أقل مما نتصورها وستغير سوق العمل بشكل أقل كثيراً مما نتوقعه».
رغم ذلك، لم ينفِ ألتمان احتمال استقبال تلك التقنيات قريباً، إذ توقع ظهورها في «المستقبل الوشيك».