بعد أيام على الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، ليودي بحياة ما يقرب من 22 ألف شخص حتى الآن، بدا يتساءل الكثير حول إمكانية التكنولوجيات المتطورة المُلحقة بالهواتف الذكية في التنبؤ بالزلازل، خصوصا في المناطق التي تزداد فيها فرص حدوث ذلك.

وبالفعل، أبلغ مستخدمون عن تلقيهم إشعارات من "غوغل" على هواتفهم تحذّرهم من وقوع زلزال في تركيا قبل ثوان من حصوله. 

والحقيقة، إنه خلال العام الماضي استطاعت الهواتف الذكية التي تعمل بنظام "أندرويد" في تنبيه سكان ولاية كاليفورنيا من زلزال قبل حدوثه بثوان معدودة، حيث ضجت هواتف سكان خليج سان فرانسيسكو بإنذار في أكتوبر 2022، قبل حدوث هزة أرضية بقوة 4.8 درجات، بعد وصول تنبيه لأكثر من مليون مستخدم، حسبما أشارت مجلة "وايرد" الأميركية في تقرير لها.

وجاءت التنبيهات الصادرة من هواتف "أندرويد" في إطار مشروع "نظام أندرويد لإنذارات الزلازل" والذي تقوم به غوغل بالتعاون مع هيئة المسح الجيولوجي الأميركية ومكتب حاكم كاليفورنيا لخدمات الطوارئ، لإرسال تنبيهات الزلازل، بدعم من نظام الإنذار المبكر بالولايات المتحدة "ShakeAlert".

وطوّر علماء الزلازل في الولايات المتحدة نظام "ShakeAlert"، من خلال بناء أكثر من 700 مقياس أرضي للزلازل مثبتة في جميع أنحاء كاليفورنيا، إذ يمكن التحذير قبل بضع ثوان، ما يحدث فارق في إعطاء الناس وقتا للتعامل مع الأمر.

ماذا عن باقي العالم؟

وفق مقال منشور على مدونة "غوغل"، فإنها تقوم ببناء أكبر شبكة لكشف الزلازل في العالم من خلال الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد، حيث إن تركيب شبكة أرضية من قياس الزلازل على غرار ما تم في كاليفورنيا، قد لا يكون ممكنا في جميع المناطق المتأثرة حول العالم، لذا فهي تستخدم نظام "أندرويد" الأساسي للمساعدة في اكتشاف الزلازل.

وتقول "غوغل" إنه يمكن أن يكون هاتف "الأندرويد" جزءا من نظامها للتنبيه من الزلازل في أي مكان بالعالم، مشيرة إلى أن هذا يعني أن هاتف "أندرويد" يمكن أن يكون مقياس صغير للزلازل إلى جانب الملايين من الهواتف الأخرى التي تعمل بذات النظام الموجودة في المنطقة لتشكل شبكة أكبر للكشف عن الزلازل.

كيف يحدث ذلك؟

وفق "غوغل" تأتي جميع الهواتف الذكية بمقاييس تسارع صغيرة يمكنها استشعار الإشارات التي تشير إلى حدوث زلزال، حيث إنه حال اكتشاف الهاتف شيئا يعتقد أنه قد يكون زلزالا، فإنه يرسل إشارة إلى خادم اكتشاف الزلازل لديها، إلى جانب موقع تقريبي لمكان حدوث الاهتزاز، وبناء عليه يقوم الخادم بعد ذلك بدمج المعلومات من العديد من الهواتف بالمنطقة لتأكيد ما إذا كان هناك زلزال أم لا.

وتؤكد "غوغل" أن هذه العملية تتم بسرعة أكثر من سرعة الضوء "وهي تقريبا السرعة التي تنتقل بها الإشارات الصادرة عن الهاتف"، وذلك مقابل سرعة الزلزال، مشيرا إلى أن المشروع جاء بالتعاون مع خبراء في الزلازل والكوارث، بهدف تطوير شبكة جماعية لاكتشاف الزلازل في جميع أنحاء العالم.

وبحسب عملاق التكنولوجيا الأميركي، تُرسل الهواتف التي تعمل بنظام "أندرويد" التنبيهات في حالة حدوث زلازل بقوة 4.5 أو أكبر فقط، ويمكن تفعيلها من خلال إجراءات السلامة وحالة الطوارئ في الهاتف.

(ترجمات)