كشف تقرير صادر عن منصة "نيوز غارد" NewsGuard، تمت مشاركته مع موقع "أكسيوس"، أنذ برامج الدردشة الرائدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تقوم بإعادة نشر معلومات روسية "مضللة".

ويلجأ المستخدمون إلى برامج الدردشة الآلية للحصول على معلومات موثوقة، ويقوم المبدعون بعرض نتائج الذكاء الاصطناعيّ باعتبارها "إجابة" على الأسئلة، ولكن يمكن لهذه النماذج أيضًا تقديم المعلومات المضللة على أنها حقيقة.

ولإجراء الدراسة، أدخلت المنصة مطالبات تسأل عن الروايات المعروفة التي أنشأها نائب الرئيس السابق لشرطة مقاطعة بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية، والمقيم حاليًا في موسكو، جون مارك دوغان.

ومن خلال إدخال 57 رسالة في 10 روبوتات دردشة رائدة، وجدت المنصة أنها تنشر روايات مضللة روسية بنسبة 32% من الوقت، وغالبًا ما تستشهد بمواقع الأخبار المحلية المزيفة التابعة لدوغان كمصدر موثوق.

وأجرت المنصة أبحاثها على تطبيقات للذكاء الاصطناعيّ منها "تشات جي بي تي" وأخرى تابعة لشركة "ميتا" وغيرها.

برامج غير موثوقة

وقال الرئيس التنفيذيّ المشارك لمنصة "نيوز غارد" ستيفن بريل، إنّ "الأمر المثير للقلق حقًا، هو أنّ الخدع والدعاية التي تكررها روبوتات الدردشة هذه بشكل متكرر، لم تكن غامضة، ولا الشخص الذي يقف وراءها".

وأضاف: "يوضح هذا التقرير بالتفصيل السبب وراء ضرورة إعطاء الصناعة اهتمامًا خاصًا للأخبار والمعلومات".

ويوصي بريل بأنه "في الوقت الحالي، لا تثق في الإجابات التي تقدمها معظم برامج الدردشة هذه، بشأن القضايا المتعلقة بالأخبار، خصوصًا القضايا المثيرة للجدل".


ويأتي ارتفاع عدد برامج المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعيّ في عام سيشهد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، بالإضافة إلى توجه أكثر من مليار شخص حول العالم إلى صناديق الاقتراع.

وبدأ أولئك الذين يقومون بحملات التأثير السرية أيضًا في استخدام برامج الدردشة الآلية للمساعدة في جهودهم، وفقًا لتقرير "أوبن إي اي" الأخير.

وعبّر السيناتور مارك وارنر الأسبوع الماضي عن قلقه إزاء ارتفاع جهود نشر المعلومات المضللة هذا العام، مقارنة بعام 2020 ودورات الانتخابات الأخيرة الأخرى.

وقال وارنر الذي يرأس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ: "هذا تهديد حقيقيّ في وقت أصبح فيه الأميركيون، بصراحة، أكثر استعدادًا لتصديق نظريات المؤامرة المجنونة من أيّ وقت مضى".

في حين اتفقت شركات عدة للذكاء الاصطناعيّ الرائدة في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام، على اتخاذ إجراءات للحدّ من انتشار التزييف العميق والمعلومات المضللة المتعلقة بالانتخابات.

"وكيل غير شفاف"

ووجدت المنصة نفسها تحت نيران رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب جيمس كومر، الذي بدأ تحقيقًا في المنظمة، مشيرًا إلى مخاوف بشأن "إمكانية نيوز غارد للعمل كوكيل غير شفاف لحملات الرقابة".

من جانبها، رفضت "نيوز غارد" هذا التأكيد، قائلة إنّ اللجنة تسيء فهم عملها مع وزارة الدفاع، والذي تقول إنه لا علاقة له بتقييمات مصادر الأخبار، بل "يرتبط فقط بجهود التضليل العدائية من قبل العمليات المرتبطة بالحكومة الروسية والصينية والإيرانية، والتي تستهدف الأميركيّين وحلفاءنا".

وقالت في بيان: "من المثير للقلق أن نرى السياسيّين في واشنطن يستخدمون سلطة الحكومة لمحاولة تخويف مؤسسة إخبارية، ويطالبون بنسخ من ملاحظات الصحفيّين وجميع سجلات تفاعلاتنا مع المصادر".

(ترجمات)