تلعب منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك" والتي تعد الأكثر إثارة للخلاف والشعبية في الولايات المتحدة، دورًا محوريًا في السباق الانتخابي لرئاسة أميركا هذا العام، بحسب مجلة "نيوزويك"
وعلى الرغم من الانتقادات الكبيرة التي تواجهها المنصة الصينية من كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، فإن المرشحين في الحزبين يرون أن التطبيق سيكون حاسمًا للوصول إلى الناخبين، وخصوصا الشباب.
ودعا كل من الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب إلى حظر "تيك توك"، لكن كلا الرجلين لديهما الآن حسابات على منصة التواصل الاجتماعي الأسرع نموًا في أميركا.
وليلة السبت، أطلق ترامب - الذي حاول ذات مرة حظر "تيك توك" في الولايات المتحدة بأمر تنفيذي - حسابه بمقطع فيديو مدته 13 ثانية أعلن فيه رئيس "UFC "، دانا وايت، "الرئيس الآن على تيك توك".
وفي أقل من 24 ساعة، جمع الرئيس السابق أكثر من 2 مليون متابع على التطبيق، وحتى صباح يوم الاثنين، أصبح لديه 3.7 ملايين متابع، فيما تمت مشاهدة منشوره الوحيد على المنصة أكثر من 63 مليون مرة.
انتخابات "تيك توك"
وقال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة الاتصالات الإستراتيجية في الولايات المتحدة جيمس هاجرتي :"في السراء والضراء، سيكون عام 2024 هو انتخابات تيك توك".
وأضاف "قد يتم حظره في عام 2025، لكن (تيك توك) لن يذهب إلى أي مكان بالنسبة لانتخابات 2024".
ترامب ليس المرشح الرئاسي الوحيد الذي اضطر إلى تدشّين حساب على المنصة على عكس توجهاته، فبعد أشهر من الابتعاد عن التطبيق المثير للجدل بشأن مخاوف الخصوصية والأمن القومي المتعلقة بملكية "تيك توك" الصينية، استسلمت حملة بايدن وانضمت إلى المنصة.
حتى بعد أن وقع بايدن على قانون في أبريل من شأنه حظر المنصة الصينية على مستوى البلاد إذا لم تبيعه الشركة الأم، والتي تتخذ من بكين مقرًا لها بحلول يناير 2025، قالت حملته الانتخابية إنها تخطط لمواصلة استخدام التطبيق حتى يوم الانتخابات.
وقالت حملة بايدن في بيان: "البيئة الإعلامية المجزأة تتطلب منا أن نظهر ونلتقي بالناخبين أينما كانوا – وهذا يشمل تيك توك هو أحد الأماكن العديدة التي نتأكد من أن المحتوى الخاص بنا يشاهده الناخبون".
وفي المقابل، دافعت حملة ترامب أيضًا عن مرشح الحزب الجمهوري المفترض بعد انضمامه إلى المنصة، قائلة في بيان: "لن نترك أي جبهة دون حماية وهذا يمثل التواصل المستمر مع الجمهور الأصغر سنًا الذي يستهلك المحتوى المؤيد لترامب والمناهض لبايدن".
بايدن وترامب مجبران على استخدام "تيك توك"
وقال المستشار السياسي جاي تاونسند إنه بينما انتقد كلا المرشحين "تيك توك" وملكيته، فمن الواضح أن الحملتين توصلتا إلى استنتاج مفاده أن التطبيق مهم للوصول إلى الناخبين الشباب.
وقال تاونسند: "يشعر كلا المرشحين بأنهما مجبران على التحدث إلى الناخبين الأصغر سنا، مما يعني أن كلا المعسكرين يشعران بالتوتر بشأن الفئة الديموغرافية الأصغر سنا التي بلغت سن الرشد في السنوات الثماني الماضية".
ويضم تطبيق " تيك تو" 150 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، ولكن هناك أيضا فجوة صارخة بين الأجيال في قاعدة مستخدميه.
ووجد استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث في يناير أن 62% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يستخدمون " تيك توك"، مقارنة بـ 10% فقط ممن تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكبر.
وأظهر استطلاع رأي أن 51% من الناخبين الشباب من المرجح أن يدعموا المرشح الديمقراطي وأن 30% فقط من المرجح أن يدعموا المرشح الجمهوري، لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أن ترامب ربما يحقق مكاسب بين الشباب.
ولكن في حين أن "تيك توك" يستعد للعب دور أكبر هذا العام مما كان عليه في الانتخابات الماضية، فإن صعوده قد يشير إلى شيء آخر.
وقال خبير الإعلام الرقمي بجامعة جورج واشنطن، ديف كاربف، إن شعبية "تيك توك" "تشير في الغالب إلى التراجع المستمر للمنصات الأخرى".
وقال كاربف: "تيك توك يملأ فجوة وسائل التواصل الاجتماعي التي خلفتها منصة (إكس)"، مضيفًا أن هناك عوامل أكبر تهز السباق الرئاسي.
ورأى أنّ المنصة الصينية لن يكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات النهائية.
(ترجمات)