قالت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس الثلاثاء، إنها تستعد لاحتمالية إعلان منافسها الجمهوري دونالد ترمب النصر في الانتخابات قبل اكتمال فرز الأصوات في انتخابات نوفمبر المقبل، في تكرار لسيناريو انتخابات 2020، التي يرفض ترمب حتى الآن، الاعتراف بخسارتها أمام جو بايدن.

وأضافت هاريس في مقابلة مع NBC NEWS في مقر إقامتها بواشنطن، أن حملتها استعدت لاحتمال محاولة ترمب "قلب نتيجة الانتخابات"، ولكنها قالت إنها تركز على هزيمته أولاً.

وأَضافت: "سنتعامل مع ليلة الانتخابات، والأيام التي تليها، ولدينا الموارد والخبرة والتركيز على هذا الأمر".

وحين ضغطت عليها المحاورة هالي جاكسون بشأن احتمال إعلان ترمب الفوز في الانتخابات قبل اكتمال فرز الأصوات، وإعلان الشبكات الإخبارية الفائز بالانتخابات، قالت هاريس إنها قلقة.

وقالت جاكسون: "الرئيس السابق أعلن الفوز مبكراً في الانتخابات الماضية 2020 قبل اكتمال فرز الأصوات، ماذا لو فعل هذا مجدداً بعد أسبوعين؟"، وردت هاريس بالقول: "أمامنا أسبوعين، وأنا مركزة على الحاضر، فيما يتعلق بالمهمة التي أمامنا حالياً، وسنتعامل مع ليلة الانتخابات، وما يليها حين تأتي، ولدينا الخبرة والموارد".

ولما سألتها عما إذا كان لديها فريق يعمل على تلك الاحتمالية، ويستعد لها، ردت هاريس: "بالطبع".

وأضافت: "هذا شخص، دونالد ترمب، حاول قلب نتيجة انتخابات حرة وعادلة، ولا يزال ينكر إرادة الشعب، وهو الشخص الذي حرض الغوغاء على العنف، ومهاجمة مبنى الكابيتول، حيث تعرض 140 ضابطاً للهجوم، وقتل بعضهم. هذا أمر خطير".

وكانت هاريس تشير هنا إلى هجوم 6 أكتوبر 2021، حين هاجم أنصار الرئيس ترمب حينها مبنى الكابيتول لمنع الكونجرس من التصديق على نتيجة الانتخابات.

ورفض ترمب إعلان خسارته الانتخابات، وزعم أن هناك مؤامرة كبيرة لتزوير الانتخابات، وأن الرئاسة سرقت منه.

وقالت هاريس: "الشعب الأميركي، في هذه النقطة، قبل أسبوعين من الانتخابات، أمام قرار مهم للغاية، بشأن ما الذي سيكون عليه مستقبل البلد".

ترمب يزرع بذور الشك

وزعم ترمب لأشهر أن الانتخابات ستزور ضده، بدون دليل، ووجه أصابع الاتهام لعدد من المؤسسات والأشخاص، الذين زعم أنهم يتدخلون في الانتخابات، وقال لأنصاره إنه يحتاج إلى الفوز بهامش كبير "أكبر من تزويره".

وحذر خبراء من أن محاولة ترمب لزرع بذور الشك الآن، قد تستخدم لإثارة أنصاره في الأيام التي تلي الانتخابات في محاولة للسيطرة على السلطة عبر الزعم بأن نتيجة الانتخابات مزورة، وفق NBC NEWS.

وقبل أسبوعين من الانتخابات، ترمب وهاريس عالقان في سباق محتدم ومتقارب للغاية، حيث تظهر استطلاعات الرأي أنهما متعادلان تقريباً في الولايات المتأرجحة التي ستحدد نتيجة الانتخابات.

وصعدت هاريس من انخراطها مع وسائل الإعلام مؤخراً، بعد فترة حدت فيها من مقابلاتها التليفزيونية في الأسابيع التي تلت ترشحها للرئاسة.

ترمب: الديمقراطيون يحاولون الغش

والاثنين، أقر ترمب خلال مؤتمر صحافي، في ولاية نورث كارولاينا، بأنه لم ير أي دليل على الغش في الانتخابات الأميركية، مع انطلاق التصويت المبكر في عدة ولايات، إلا أنه واصل زرع الشكوك في نزاهة انتخابات نوفمبر، وخلال تجمع انتخابي في وقت لاحق اتهم الديمقراطيين بـ"مخاولة الغش".

وفي مؤتمر صحافي في المنطقة الغربية من نورث كارولاينا، والتي تضررت بشدة جراء الإعصار هيلين، سأل أحد الصحافيين ترمب عما إذا ما كان قد رأى أي دليل على أن انتخابات العام الجاري لن تكون عادلة، رد ترمب قائلاً: "حسناً، أنا لم أر"، ولكنه أشار إلى الديمقراطيين وقال: "للأسف، أعرف الجانب الآخر، وهم ليسوا جيدين، ولكنني لم أر هذا".

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن ترمب نظر خلفه بعدها إلى مايكل واتلي رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري والذي اختاره ترمب بنفسه، ليدلي بتصريحات في هذا الشأن، وقال واتلي: "رغم أن عملية التصويت لا تزال في بدايتها، إلا أن الحزب سعيد بما رآه في الولايات الخمسين".