قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إن الرئيس السابق دونالد ترمب يفتقر إلى اللياقة، معتبرة أن هذا الأمر سيؤدي إلى استبعاد الناخبين له في السباق الرئاسي شديد التقارب مع بقاء حوالي أسبوعين فقط على يوم الانتخابات، حسب ما نقلت وكالة "بلومبرغ".

وأضافت المرشحة الديمقراطية، في مقابلة أجرتها مع القس آل شاربتون، يوم الأحد، على قناة MSNBC: "سيخسر لهذا السبب.. رؤساء الولايات المتحدة يدخلون الغرف المختلفة في جميع أنحاء العالم بالسُلطة المُكتسَبة للحديث عن الديمقراطية وسيادة القانون، ولذا فهم يحتاجون إلى التحلي باللياقة وكذلك الالتزام بالقواعد والأعراف". 

وقللت هاريس، في المقابلة، من أهمية المخاوف الديمقراطية بشأن قدرتها على الوصول إلى الناخبين السود، قائلة إنها "يجب أن تكسب أصوات الجميع، بغض النظر عن عرقهم أو جنسهم"، وتساءلت: "لماذا يختلف الرجال السود عن أي فئة أخرى من الناخبين؟". 

ومن جانبه، تحدث رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون عن تعليقات ترمب المثيرة للجدل في التجمعات الانتخابية باعتبارها "لغة مرحة"، قائلاً إنها لا ينبغي أن تشتت انتباه الناخبين عن مواقفه السياسية، وأضاف النائب الجمهوري في مقابلة مع شبكة CNN: "هو يستمتع بحضور هذه التجمعات، ولذا فإنه يقول أشياء مرتجلة". 

الناخبون السود

في وقت سابق من يوم الأحد، ركزت هاريس في تصريحاتها أمام مرتادي كنيسة في منطقة أتالانتا، على رفضها للمرشحين الذين ينشرون الكراهية والانقسام، إذ تسعى إلى حشد الناخبين السود في المرحلة الأخيرة قبل انتخابات 5 نوفمبر.

وقالت هاريس للحاضرين في كنيسة نيو بيرث المعمدانية في ستونكريست بجورجيا، دون تسمية ترمب بشكل مباشر: "ما نراه هو بعض الأشخاص الذين يحاولون تعميق الانقسام علينا ونشر الكراهية وزرع الخوف وإحداث الفوضى".

واعتبرت أن هذه الانتخابات "يجب أن تكون أكثر من مجرد شخصيات.. يجب أن تكون حول النظر إلى الداخل".

وتعتمد حظوظ المرشحة الرئاسية الديمقراطية في الولاية جزئياً على قدرتها على جذب الناخبين السود في جورجيا، الذين يمثلون ثلث الناخبين المؤهلين، وفقاً لتحليل مركز "بيو" للأبحاث، وهو من بين أعلى النسب في البلاد.

وكثف ترمب من تواصله مع الناخبين السود هذه الدورة، سعياً إلى انتزاع الدعم من كتلة ديمقراطية رئيسية على أمل ترجيح التوازن في الولايات المتأرجحة مثل جورجيا.

وأعرب الديمقراطيون عن انزعاجهم من أن هاريس، التي تسعى إلى أن تكون أول رئيسة سوداء للولايات المتحدة، لا تحقق أداءً جيداً بين الرجال السود.

وقال حاكم ماريلاند، ويس مور، على قناة "فوكس نيوز صنداي": "هناك شكوك طبيعية لدى الكثير من الناخبين السود، وليس بالضرورة بشأن نائب الرئيس، وليس بشأن الحزب الديمقراطي. يتعلق الأمر بوتيرة التقدم في أميركا".

واستشهد مور بطرح هاريس لمواقف سياسية حول الأجور والثروة الأسبوع الماضي، إذ تستهدف جمهوراً من الذكور السود، وتعتبر هذه المواضيع مهمة لتأكيد مواقفها من هذه المجموعة من الناخبين.

"الجدار الأزرق"

وقال حكام ولايات بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، التي تعرف باسم "الجدار الأزرق"، في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة ABC إن جهود حث الناخبين على التصويت ستكون أساسية في المرحلة النهائية من السباق الرئاسي. وينظر لهذه الولايات على أنها مفتاح لأي انتصار ديمقراطي في الانتخابات.

وقالت حاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر: "أوافق على أنها ستكون متقاربة"، مضيفة أننا "لن نفترض أي شيء" حول من سيفوز.

ومن المرتقب أن ينضم الرئيس السابق باراك أوباما إلى هاريس هذا الأسبوع في جورجيا لمحاولة جذب الناخبين في هذه الولاية التي تعتبر ساحة معركة رئيسية، وكان قد اعترف السبت الماضي في لاس فيجاس، بأن الناخبين قلقون.

وقال في هذا الصدد: "أتفهم سبب سعي الناس إلى تحريك الأمور"، وأضاف: "ما لا أستطيع فهمه هو لماذا يعتقد أي شخص أن دونالد ترمب سيغير الأمور بطريقة جيدة بالنسبة لك، لأنه لا يوجد دليل على الإطلاق على أن هذا الرجل يفكر في أي شخص سوى نفسه".

كما قللت هاريس من أهمية القلق بشأن الوصول إلى الناخبين الذكور السود في مقابلة مع MSNBC يوم الأحد، وكررت أنها "يجب أن تكسب أصوات الجميع، بغض النظر عن عرقهم أو جنسهم"، مضيفة: "لماذا يختلف الرجال السود عن أي فئة سكانية أخرى من الناخبين؟".