ضغط أعضاء الرابطة الوطنية للصحافيين السود الثلاثاء، على نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، بشأن تفاصيل سياساتها، وشهد الحوار بعض اللحظات المتوترة فيما أخذت تشرح رؤيتها لإدارتها في حال فوزها بالانتخابات في نوفمبر.

وعلى مدار 45 دقيقة، تطرقت هاريس إلى عدد من السياسات التي تنوي انتهاجها، بما في ذلك خطتها الاقتصادية التي تشمل تحفيز بناء المساكن الجديدة من خلال الإعفاءات الضريبية، وتقديم مساعدات مالية للمشترين لأول مرة، وتوسيع الإعفاءات الضريبية لكل طفل جديد.

كما تحدثت بقوة عن مسألة الإجهاض في ولايات مثل جورجيا، وكذلك، أوضاع المهاجرين الهايتيين في سبرينجفيلد بولاية أوهايو، الذين أصبحوا جزءاً من النقاش بشأن سياسات الهجرة.

وأعربت هاريس عن أسفها الشديد للوضع في سبرينجفيلد، قائلة: "إنه لأمر مؤسف للغاية. أعلم أن الناس يشعرون بقلق عميق إزاء ما يحدث لتلك الجالية، ويجب أن يتوقف ذلك".

وتعرضت هاريس للضغط من قبل صحافيين، مثل تونيا موسلي من NPR وجيرين كيث جاينور من The Grio ويوجين دانيلز من Politico، للحصول على إجابات مباشرة حول مواضيع أخرى.

وقام الصحافيون بمقاطعتها عندما ابتعدت عن الموضوع، أو أطالت في الإجابة. وتمكنت هاريس من تجاوز لحظة توتر عندما قاطعتها موسلي أثناء الحديث عن القيود على مبيعات الأسلحة، حيث تجاوزت الموقف بالضحك.

تعويضات العبودية وغزة

وشعر الجمهور، الذي بلغ عدده حوالي 150 شخصاً بينهم نحو 100 طالب جامعي، بعدم الارتياح عندما تهربت هاريس من الإجابة عن سؤال حول إصدار أمر تنفيذي لإنشاء لجنة لدراسة التعويضات عن ممارسات العبودية السابقة بحق السود. وفي النهاية، قالت إن القرار يعتمد على الكونجرس، مما خيب آمال بعض الحاضرين، وفق NBC NEWS.

كما أبدى بعض الحاضرين استياءهم من إجابة غير مباشرة لهاريس بشأن ما إذا كانت ستستمر في اتباع نفس نهج إدارة بايدن في التعامل مع الحرب في غزة.

وقالت هاريس: "أنا أؤمن بأن هذه الحرب يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن، والطريقة لتحقيق ذلك هي من خلال التوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، ونحن نعمل بجد لتحقيق هذا الهدف"، وهي الإجابة التي ذكرتها من قبل مراراً.

وقال الصحافي جيرين كيث جاينور عقب اللقاء "أردنا أن نسألها أسئلة، ونحصل على إجابات قد تكون جديدة أو لم تُطرح من قبل". 

وعما إذا كانت ستغير أي شيء في سياستها تجاه غزة، قالت: "أحد الأشياء التي فعلناها وكنت داعمة جداً لها، هي وقف إرسال القنابل زنة 2000 رطل إلى إسرائيل. هناك بعض النفوذ الذي نستعمله، ولكن الشيء الذي سيفتح بقية الأمور في الإقليم، هو وقف إطلاق النار. لن أخوض في محادثات خاصة، ولكنني سأخبركم أنني أجريت محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الإسرائيلي والقادة في مصر وحلفاؤنا، وأوضحنا أنه يجب أن نتوصل لاتفاق".

وحين سألها الصحافي عما تقوله لمن يعتقدون أن هذه الأمور ليست كافية، أجابت: "نحن نضع الضغوط على الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق".

ولكنها أضافت: "دعوني أكون واضحة، أنا أدعم قدرة إسرائيل على أن تدافع عن نفسها، وأدعم الحاجة إلى أن يكون لدى الفلسطينيين كرامة وحق تقرير المصير، والأمن، فيما نمضي قدماً للتوصل إلى حل الدولتين، ولكن الآن، يجب أن نحصل على وقف إطلاق النار، واتفاق تبادل المحتجزين".

وجاءت مشاركة هاريس بعد أسابيع قليلة من تشكيك الرئيس السابق دونالد ترمب في أصول هاريس العرقية خلال المؤتمر الوطني للرابطة الوطنية للصحافيين السود في شيكاجو، ما أثار جدلاً واسعاً.

وانتقد بعض الأعضاء، الرابطة لدعوتها لترمب، رغم تعليقاته المثيرة للجدل حول السود. وأكد رئيس الرابطة، كين ليمون، في بيان أن الرابطة لا تدعم مرشحين سياسيين وأنهم تعاملوا مع مقابلة ترمب "وفقاً للمبادئ الصحافية".

وخلال المؤتمر، وصف ترمب سؤالاً من مراسلة ABC NEWS بشأن تصريحاته السابقة حول السود والنساء بأنه "وقح". كما قال إنه أفضل رئيس للسود منذ الرئيس الراحل أبراهام لنكولن، وشكك في إرث هاريس، مشيراً إلى عدم معرفته بهويتها العرقية إلا بعد سنوات.