تعرض مجموعة "آبل" الاثنين مجموعتها الجديدة من أجهزة "آيفون"، وتدمج فيها للمرة الأولى نظامها الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعدما كانت متأخرة في اللحاق بركب هذه التكنولوجيا التي أصبحت نجمة سيليكون فالي. 

تعوّل المجموعة العملاقة التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا، بقوة على هذه الأجهزة الجديدة، في حين أن منافستَيها، الأميركية غوغل، وخصوصا الكورية الجنوبية سامسونغ الرائدة عالميا في مجال الهواتف الذكية، أطلقتا بالفعل هواتف محمولة مزودة تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي.

مؤتمر آبل 2024 اليوم

وتحتاج آبل إلى تزويد منتجاتها بمزايا جديدة لدعم مبيعات هواتفها في ظل تراجع نسبي في الزخم. ففي الفترة من أبريل إلى يونيو، انخفضت مبيعات آيفون بنسبة 1% على أساس سنوي إلى 39 مليار دولار.

وأكد المحلل في شركة "إي ماركتر" Emarketer غاديو سيفيلا أن "أجهزة آيفون الجديدة هذه مهمة للغاية، إذ إن هذه الفئة من المنتجات هي الأكثر ربحية لشركة آبل والعنصر الأساسي في عالمها الآخذ في التوسع من الخدمات والاشتراكات، ثاني أكثر أنشطة الشركة ربحية".

في بداية يونيو، بعد عام ونصف عام من إطلاق شركة "أوبن إيه آي" الناشئة لموجة الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال برنامج "تشات جي بي تي"، كشفت آبل عن نظام "آبل إنتلجنس" Apple Intelligence الذي يتيح دمج التكنولوجيا الجديدة في أجهزتها.

وبحسب الشركة، سيكون الذكاء الاصطناعي الخاص بها قادرا على اقتراح ردود على رسائل البريد الإلكتروني وإنشاء الصور. وسيتمكن المستخدمون أيضا من طرح أسئلة أكثر تعقيدا على المساعد الصوتي "سيري"، على سبيل المثال للعثور على صورة في ألبوماتهم من خلال وصفها شفهيا.

آيفون 16

بالنسبة للمحلل في شركة "ويدبوش سيكيوريتيز" دان آيفز، فإن رغبة محبي شركة آبل "في الحصول على هاتف +آيفون 16+ ستدفع باتجاه نهضة منتظرة بشدة في كوبرتينو (مقر المجموعة) خلال العام المقبل".

ويراهن المحلل أيضا على التعافي في الصين، وهي سوق إستراتيجية لشركة آبل. فقد انخفضت إيرادات المجموعة في هذا البلد بنسبة 6.5% خلال الربع الذي شهدته الشركة خلال الربيع الفائت.

ومن المتوقع أن تنمو مبيعات الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي المصنوعة من كل الشركات مجتمعة، بنسبة 344% هذا العام في جميع أنحاء العالم بحسب شركة "آي دي سي"، لتمثل ما نسبته 18% من إجمالي السوق بحلول نهاية عام 2024.


الذكاء الاصطناعي التوليدي

مع ذلك، يعرب بعض المراقبين عن شكوكهم حول قدرة آبل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويقول المحلل في شركة "فوريستر" ديبانجان تشاترجي إنه في حال "لاحظ عملاء آبل بعض الاختلافات الطفيفة" بين الطراز الجديد والطرازات السابقة، "فلن يكونوا في عجلة من أمرهم" لشراء النوع الجديد.

وفي وقت تروج الشركات المنافسة لخدمات المساعدة المزودة تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيتركز الاهتمام خلال مؤتمر الاثنين، الذي يحمل عنوان "حان وقت التألق"، على تحديث سيري.

ويأمل ديبانجان تشاترجي أن تبث "آبل حياة جديدة في مساعدها الصوتي الذي أظهرت ثغرات في الاستخدام حتى الآن".

ويُفترض أن تصبح خدمات المساعدة المرتكزة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل جيميناي من غوغل، أو ميتا إيه آي، أو كوبايلوت من مايكروسوفت، تدريجيا ما يشبه المساعد الشخصي للمستخدمين، مع توافر مستمر وسعة اطلاع كبيرة تبعا لقدرة النفاذ إلى الملفات الخاصة بالمستخدمين كالرسائل والجداول الزمنية والصور.

ويعتقد الخبراء أن شركة آبل ستؤكد على أمن البيانات وسريتها في "آبل إنتلجنس"، خصوصا وأن النظام الجديد يعتمد جزئيا على شراكة مع شركة خارجية هي "أوبن إيه آي".

ومع ذلك، لن تكون هواتف آيفون بنسختها المقبلة ونظام الذكاء الاصطناعي الجديد متاحة للجميع.

ففي الاتحاد الأوروبي، أرجأت المجموعة إطلاق خدمات "آبل إنتلجنس" إلى أجل غير مسمى، بسبب "شكوك تنظيمية" مرتبطة بالقوانين الجديدة للأسواق الرقمية.
كما أن أسعار الهواتف الجديدة ستكون باهظة.

فقد، أطلقت آبل العام الماضي هواتف "آيفون 15"، النموذج الأساسي للمجموعة، بالسعر نفسه للـ"آيفون 14" (يبدأ من 800 دولار)، في حين أن أغلى طراز احترافي،"آيفون 15 برو ماكس" (iPhone 15 Pro Max)، يكلف ما لا يقل عن 1200 دولار.

(وكالات)