قال أندريه يرماك، أقرب مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مساء الخميس، إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا، لأنها ليست في الوضع الذي تتطلع إليه فيما يتعلق بالأسلحة والضمانات الأمنية.

وأضاف رئيس مكتب زيلينسكي في تصريحاته لمحطة عامة، عندما سئل عما إذا كانت أوكرانيا مستعدة للدخول في محادثات "ليس اليوم".

وتابع يرماك: "نحن لا نمتلك الأسلحة، ولا نمتلك الوضع الذي نتحدث عنه. وهذا يعني دعوةً لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وتفاهماً على ضمانات واضحة... حتى نطمئن بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يعود في غضون عامين أو ثلاثة أعوام".

وتأتي تصريحات يرماك في وقت يدرس فيه زيلينسكي إمكانية التوصل إلى تسوية عبر التفاوض لإنهاء الحرب مع روسيا، كما تتزامن مع تصريحات مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين، الذي قال الثلاثاء، إن روسيا تقترب من تحقيق أهدافها العسكرية في أوكرانيا، و"تمتلك زمام المبادرة الاستراتيجية في كل المناطق"، مشدداً على أن "القوات الأوكرانية على حافة الانهيار"، وفق قوله.

عضوية الناتو

وفي تصريحات أدلى بها هذا الأسبوع، قال زيلينسكي إن أوكرانيا "تريد إنهاء الحرب، وإن هناك حاجة إلى بذل جهود لجعل بلاده أقوى وإلزام الكرملين بالعمل نحو السلام".

وأشار مؤخراً إلى أن أوكرانيا قد توافق على وقف إطلاق النار إذا سُمح لها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال إن كييف ستسعى إلى استعادة الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا من خلال الضغط الدبلوماسي، وليس القوة، كما أصر لفترة طويلة.

وأضاف زيلينسكي أن عضوية الحلف ستكون ضرورية لعرضها على الأجزاء غير المحتلة من أوكرانيا حتى تفكر كييف في إنهاء ما سماه "المرحلة الساخنة من الحرب". وبينما ستستمر أوكرانيا في المطالبة بكامل أراضيها، كما اقترح مؤخراً أن تسعى كييف إلى "استعادتها بطريقة دبلوماسية".

وترفض روسيا منذ فترة طويلة أي حديث عن انضمام أوكرانيا للحلف، ويقول بوتين إن على كييف أن تتقبل ضم الكرملين لأربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا بشكل جزئي.

واستبعد الرئيس الروسي في السابق المشاركة في محادثات السلام، ما لم تخضع أوكرانيا لمجموعة من المطالب، إذ تكثف روسيا هجماتها ضد خطوط الدفاع الممتدة لأوكرانيا، وبمساعدة حوالي 10 آلاف جندي كوري شمالي، استعادت ما يقرب من نصف الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، لكن موسكو لم تحقق اختراقاً في شرق أوكرانيا، الذي يحتلها جيش كييف أو في كورسك، رغم خسارة أكثر من ألف جندي يومياً.

تقدم روسي في شرق أوكرانيا

وعسكرياً، قال مدون كبير مؤيد لروسيا الجمعة، إن القوات الروسية أصبحت على بعد 1.5 كيلومتر فقط من مدينة بوكروفسك الأوكرانية بعد أن تقدمت وحدات روسية من الجنوب باتجاه المدينة التي تمثل مركزاً للطرق والسكك
الحديدية والتي كان عدد سكانها قبل الحرب 60 ألف نسمة.

وتسيطر روسيا على جزء من أوكرانيا بمساحة ولاية فرجينيا الأمريكية وتتقدم بأسرع وتيرة منذ الأيام الأولى للغزو عام 2022، وفقا لخرائط مفتوحة المصدر.

وقال يوري بودولياكا وهو مدون عسكري بارز من أصل أوكراني ومؤيد لروسيا، إن القوات الروسية أصبحت الآن على بعد 1.5 كيلومتر فقط من المدينة بعد تقدم من الجنوب.

وذكر الجيش الأوكراني، الأربعاء أن القوات الروسية دمرت أو سيطرت على عدة مواقع أوكرانية بالقرب من المدينة.