
تسببت الحرب بين إسرائيل وإيران في إغلاق المجال الجوي في بعض الدول ومنها العراق، مما أدى إلى تعليق رحلات الطيران وتحويل مسار اخرى، ما أثر على العديد من المسافرين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في دول مختلفة.
وفي أحدث رحلة جوية وصلت إلى العراق، قال مصدر في وزارة النقل العراقية لوكالة سما نيوز، إن "طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية قادمة من بيروت وصلت إلى مطار البصرة، يوم الثلاثاء، وهي تحمل 234 مسافراً عالقاً في لبنان".
وأوضح، أن "الرحلة تمثل الأولى من نوعها بعد اتفاق مع الجانب اللبناني على تسهيل إجلاء العراقيين العالقين هناك".
وقد بدأت الرحلات بنقل اللبنانيين من العراق والعراقيين من لبنان، على أن يتم تسيير رحلتين يومياً بشكل موقت، إلى حين إعادة فتح المطارات العراقية في بغداد والنجف.
وجاءت هذه الرحلة بعد أن ناشد العديد من العراقيين العالقين في لبنان، أمس الاثنين، السلطات العراقية بالتدخل الفوري من أجل إجلائهم.
وقال أحد المواطنين العراقيين العالقين في لبنان، لوكالة سما نيوز، إن "العشرات من العائلات العراقية تجمعت أمام مبنى السفارة العراقية في لبنان من أجل ايجاد حل سريع لإخراجهم من لبنان في ظل غلق الأجواء أمام حركة الطيران".
وأضاف، أن "الوضع الأمني خطير جداً وأغلب الموجودين من العراقيين قدموا إلى لبنان من أجل العلاج والآن هم غير قادرين على العودة لبلادهم"، مبيناً أن "هناك مخاوف كبيرة من تعرضهم لقصف إسرائيلي في لبنان".
وتتواصل الحرب المدمرة بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس، وبينما تشن طهران ضربات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مستهدفة تل أبيب، تستكمل إسرائيل هجماتها في الداخل الإيراني.
ودفعت هذه التطورات الأمنية غير المسبوقة في المنطقة، السلطات العراقية إلى اتخاذ قرار احترازي بإغلاق أجواء البلاد مؤقتاً منذ يوم الجمعة الماضي.
بدورها، اتخذت وزارة النقل العراقية، إجراءات لتسهيل عودة العراقيين باعتبارها هي المسؤولة عن إدارة الأجواء العراقية، بحسب المتحدث باسم الوزارة، ميثم الصافي.
واوضح الصافي، للوكالة، أن "السلطات العراقية عمدت إلى إغلاق الأجواء العراقية بالكامل بداية الأحداث، لكن بعدها تم فتح الأجواء الجنوبية وتحديداً المجال الجوي في مطار البصرة الدولي لعودة المسافرين".
واضاف: "وعلى هذا الأساس، تم تفعيل عدد من الرحلات لإجلاء العراقيين من خلال الناقل الوطني، وفي الأيام الماضية كان هناك 7 رحلات يومياً، واليوم هناك 12 رحلة من تركيا ولبنان وغداً ستكون من جورجيا، لذلك لا توجد مشكلة على اعتبار أن الأزمة مسيطر عليها".
واشار إلى أن "الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود تتولى عملية نقل العراقيين في الدول القريبة من العراق أو دول الجوار براً، وتجري الأمور بانسيابية عالية".
وكان وزير النقل، رزاق السعداوي، أعلن أمس الاثنين لوكالة سما نيوز "حصول موافقة السلطات القبرصية على مرور الطائرات العراقية عبر أجواءها من أجل نقل العراقيين من لبنان وتركيا وجورجيا عبر مطار البصرة الدولي اليوم الثلاثاء".
يشار إلى أن السعداوي أصدر أمس الاثنين، حزمة توجيهات، في إطار تسهيل عودة العراقيين العالقين في عدد من البلدان، عبر مطار البصرة الدولي، وذلك خلال ترؤسه اجتماعاً لغرفة عمليات النقل الجوي في مقر الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية.
وأكد السعداوي في بيان أن "الأولوية في المرحلة الحالية ستكون لإعادة المسافرين العراقيين العالقين في مطار بيروت ومطارات أخرى"، مشيراً إلى "توسع الخطة لاحقاً لتشمل تحديد الوجهات حسب الحاجة وتطورات الموقف".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وجه أمس الاثنين، بتشكيل فريق برئاسة سلطة الطيران المدني وعضوية وزارتي النقل والخارجية وقيادة العمليات المشتركة لإعادة المواطنين العراقيين العالقين خارج البلد.
بدورها، قالت وزارة الخارجية العراقية، إنها تواصل متابعة أوضاع المواطنين العراقيين العالقين في مطارات كل من الإمارات وتركيا والأردن ولبنان، وقد تمكنت من تأمين تأشيرات دخول لهم بالتنسيق مع السلطات المعنية، لتسهيل إجراءات إقامتهم المؤقتة.
وفي كوردستان، أصدرت حكومة الإقليم، أمس الاثنين، مجموعة تعليمات لمواطنيها الكورد العالقين خارج البلاد، بينها السفر إلى تركيا ومراجعة أقرب بعثة تركية في البلد المتواجدين فيه، وإكمال باقي التعليمات للدخول براً إلى كوردستان.
يأتي هذا بعدما أعلنت حكومة إقليم كوردستان، السبت الماضي، منح تأشيرة عبور (ترانزيت) للعالقين في مطار إسطنبول التركي للعودة لأربيل.
هذا وأعلنت حكومة إقليم كوردستان، تشكيل لجنة طارئة مشتركة بين دائرة العلاقات الخارجية ووزارة الداخلية، بهدف تنظيم عمليات إعادة المواطنين الكورد العالقين في الخارج، بعد أن أدى الإغلاق الكامل للأجواء العراقية إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية واحتجاز مئات المسافرين في مطارات دولية.
وكانت بغداد قد أعلنت وقف جميع الرحلات الجوية المدنية والعسكرية حتى إشعار آخر، وسط مخاوف من اتساع رقعة التصعيد وتعرض الأجواء العراقية لمخاطر أمنية محتملة.