قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كارل سكاو، إنه قام بزيارات مكثفة إلى مناطق النزاع في الشرق الأوسط والسودان لتقييم الأوضاع الإنسانية الخطيرة والطلبات المتزايدة للغذاء من ملايين الأشخاص المحاصرين أو الفارين من النزاعات.

لكن سكاو قال في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، هذا الأسبوع إن الوكالة، التي تتخذ من روما مقرا لها، اضطرت إلى تخفيض أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يمكنها مساعدتهم بسبب نقص التمويل.

وأضاف سكاو أن برنامج الأغذية العالمي يعمل على تنويع مصادر تمويله، بما في ذلك استهداف القطاع الخاص، لكنه قال:"سيكون وقتا صعبا قادما، لا شك في ذلك، مع زيادة الفجوات".

وقال: "الاحتياجات تستمر بالارتفاع، والتمويل لا يبقى حتى مستقرا على المستويات الحالية التي لدينا".

وتابع سكاو قائلا: إن سوريا تواجه تداعيات حرب أهلية مستمرة منذ 13 عاما، بالإضافة إلى زيادة أعداد الوافدين من حرب إسرائيل وحزب الله الأخيرة في لبنان المجاورة، واندلاع تمرد غير متوقع أطاح بالرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف سكاو إنه حتى قبل الحرب في لبنان ونهاية حكم أسرة الأسد الذي استمر لأكثر من 50 عاما، كان هناك 3 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد وكانوا في حالة جوع شديد. لكن الوكالة كانت تقدم المساعدات الغذائية لـ 2 مليون فقط بسبب تخفيضات التمويل.

وأضاف سكاو: "الآن، هي أزمة ثلاثية، والاحتياجات ستكون ضخمة".

على صعيد الوضع في غزة، قال سكاو إن الوضع الإنساني في شمال غزة كارثي، لكنه قلق بنفس القدر بشأن جنوب غزة، "إن لم يكن أكثر"، بسبب وجود نحو مليون شخص في شاطئ شمال خان يونس مع اقتراب فصل الشتاء.

وفي المناطق الشمالية من قطاع غزة، حيث تقدر الأمم المتحدة أن هناك 65 ألف فلسطيني ولا يوجد أي مساعدات قد وصلت لهم منذ أكثر من شهرين، قال سكاو إن العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفوضى الأوضاع، والاستيلاء على مساعدات غذائية، قد منعت الوصول إلى المحتاجين.

وأضاف أن بعض قوافل المساعدات الإنسانية تمكنت من الوصول إلى المنطقة الشمالية الأكبر بما في ذلك مدينة غزة، حيث تقدر الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص يقيمون هناك.

أما في الجنوب، قال سكوا إن برنامج الأغذية العالمي قدم مساعدات لحوالي 1.2 مليون شخص خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر.

ولكن في أكتوبر ونوفمبر، حصل فقط ثلث هذا العدد — 400 ألف فلسطيني — على المساعدات.

وفي الوقت نفسه، كان دخول السلع التجارية الأساسية محدودا جدا مقارنة بأشهر الصيف، حسب قوله.

وألقى سكاو اللوم في ذلك على قلة نقاط الدخول وعدم القدرة على نقل الطعام إلى مستودعات برنامج الأغذية العالمي، بالإضافة إلى "الانهيار الكامل للنظام المدني والعام".

وقال سكاو إن خبراء المجاعة الدوليين أفادوا قبل ثلاثة أسابيع بأنه إذا لم يتغير شيء، فستحدث مجاعة في غزة، "وأعتقد أن هذا هو الاتجاه الذي نسير فيه".

وبشأن السودان أوضح أن الأوضاع في السودان مروعة، فهناك 25 مليون شخص في السودان الذي تمزقه الحرب يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وقد تم إعلان المجاعة في مخيم زمزم الضخم للنازحين في غرب دارفور.

وأشار سكاو إلى التقدم الذي تحقق في الشهر الماضي في الحصول على التصاريح اللازمة لتسليم المساعدات عبر خطوط النزاع ومن الحدود مع تشاد.

ومع جفاف الطرق مع نهاية موسم الأمطار، أصبح برنامج الأغذية العالمي قادرا على إيصال "الكثير من الطعام".

ووصلت قافلة واحدة إلى مخيم زمزم، وكان من المفترض أن تصل قافلتان أخريان، لكن تم تأجيلهما بسبب القتال في الأيام العشرة الماضية في الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

وقال سكوا إن برنامج الأغذية العالمي وصل إلى حوالي 2.6 مليون شخص هذا الشهر، مشددا على أن المجتمع الدولي كان يجب أن يفعل المزيد لمعالجة أزمة السودان "ويجب أن يفعل المزيد في المستقبل".