تطبيقات رقمية تتناثر داخل الغرفة الحقيقية، وفي الأذن يهمس صوت لطيف "تذكر كم يمكن أن تكون كل لحظة في الحياة ذات قيمة"، ليطلب الاسترخاء والتنفس بعمق، بينما ترى أمواج المحيط الرقمية تلتقي بطاولة حقيقية أمامك، هكذا وصفت صحيفة وول ستريت جورنال تجربة أداء نظارات آبل الجديدة.

واعتبرت الصحيفة الأميركية تجربة الأداء بأنها لم تكن هيّنة، "خصوصا حينما ترتدي نظارة تبلغ قيمتها 3.5 دولار، وهي الأغلى".

و"Vision Pro" ستكون أول اختراق لشركة "آبل" في سوق نظارات الرأس للواقع الافتراضي والمعزز، إذ من المقرر أن تتاح للبيع في الأسواق أوائل العام المقبل.

كيف يتم ارتداؤها؟

وفق وول ستريت جورنال، يبدو الأمر للوهلة الأولى كما لو أنّ آبل قد علّقت ساعة "آبل وواتش" عملاقة على الرأس بطريقة جيدة، إذ تتميز بمعصم قابل للارتداء يشبه الجورب، ويتم برفق ارتداؤه حول جمجمة الرأس.

وتشير تجربة الأداء إلى أنّ "Vision Pro" من آبل أكثر راحة مقارنة بنظارات الرأس من شركة "ميتا"، لكنّ النظارة التي بها الكثير من التكنولوجيا، بدأ تضغط على الجزء العلوي من الأنف والجبهة، ليشعر من يرتديها مع الوقت بوزنها.

شعور الغثيان

تختلف نظارات الرأس "Vision Pro" من "آبل" عن أيّ نظارة رأس أخرى نظرا لمدى سهولة التبديل بين رؤية العالم الحقيقي والعالم الرقمي، إذ يسمح التاج الرقمي (مثل آبل وواتش) الموجود على الحاجب الأيمن، بالتحكم في الانغماس بين العالمين، والانتقال أكثر إلى الواقع الافتراضي من خلال التمرير في اتجاه واحد، ورؤية المزيد من الواقع الحقيقي بالتمرير في الاتجاه الآخر.

وأظهرت تجربة الأداء أنه يمكن رؤية اليدين بوضوح أكثر عند النظر إلى الأسفل، مقارنة بكثير من نظارات الرأس الأخرى ذات إمكانات التبادل المماثلة. لكنّ "Vision Pro" تتميز بسرعة التخلص من رؤية الواقع الحقيقي بسرعة، لكنّ الأمر غير الجيد أنّ تكرار هذا الأمر يزيد الشعور بالمزيد من الغثيان.

كيف تعمل؟

تبدو أدوات التحكم في نظارات الرأس الأخرى مثل أقلام عالم الهواتف الذكية، قبل أن نحصل على شاشات هواتف تعمل باللمس، وهو الأمر الذي يختلف مع نظارات "Vision Pro" عينيك هي المؤشر وأصابعك هي الأزرار.

وبحسبة الصحيفة الأميركية، فإنه يمكن استخدام نظارات الرأس "Vision Pro" بسهولة، إذ يمكن التنقل بسلاسة للوصول إلى الشاشة الرئيسية ذات المظهر المألوف، وفي حال الرغبة نحو تحديد أيّ شيء يكون ذلك من خلال قرص أصابع اليد معا في الهواء، فيما يكون التمرير من خلال ضغط وسحب التاج الرقمي في أي اتجاه.

ماذا بالداخل؟

أطلعت شركة "آبل" الصحفيين الذين قاموا بتجربة الأداء على مجموعة مختارة من العروض التوضيحية، وبالنسبة لـ"وول ستريت جورنال" كان هناك حالتان مقنعتان لاستخدام هذه النظارات في الوقت الحالي:

التمكن من توزيع بعض التطبيقات الذكية في الغرفة الحقيقية وعلى طاولة القهوة، مثل الرسائل والملاحظات والمتصفح الإلكتروني، وذلك بدلا من وجود شاشات متعددة، إذ يمكن فقط وضع هذه الشاشات الافتراضية حول غرفتك.

وتقول آبل" إنها تعمل أيضا على إتاحة استخدام لوحة المفاتيح ولوحة التتبع في كلمتها الرئيسية بهذه النظارات.

وتتيح نظارات "Vision Pro" إجراء محادثة ثلاثية الأبعاد عبر "FaceTime"، ومشاهدة الأفلام ومقاطع الفيديو ثلاثية الأبعاد. كما يمكن التقاط الصور ومقاطع الفيديو ثلاثية الأبعاد، إلى جانب إتاحة العديد من التجارة التفاعلية بين العالمين الحقيقي والافتراضي.

هل حان المستقبل؟

بحسب "وول ستريت جورنال" فإنه فور نزع نظارة الرأس "Vision Pro" فإكه تشعر بشيء رائع للغاية وكأنك تتعاطى أدوية مهدئة للتو.

وتميّز "آبل" نفسها بتجربة ترتكز بالكامل على الواقع، هذه هي الحقيقة حيث بدلا من الهرب من محيطك، تجلب لك نظارات الرأس العالم الرقمي إلى عالمك الحقيقي، وهو ما تسميه "آبل" "الحوسبة المكانية". 

(ترجمات)