وتشير تقديرات شركة تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي «كوديسكو لابس» إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لديها القدرة على أتمتة نحو 45 إلى 50 في المئة من جميع الأنشطة الوظيفية في مختلف الصناعات.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن تلك الوظائف ستستبدل بالكامل بالذكاء الاصطناعي، ولكن من المرجح أن تؤثر الأتمتة على مهام محددة ضمن الأدوار الوظيفية، ما يزيد من القدرات البشرية بدلاً من استبدال المهن بأكملها، كما تتطلب بعض الوظائف درجة عالية من القدرة على التكيف والتفكير النقدي والخبرة التي تكافح أنظمة الذكاء الاصطناعي حالياً لتقليدها.
ما الوظائف الأكثر أماناً من الذكاء الاصطناعي؟
يبدو أن القدرة على التواصل الاجتماعي والتفكير الإبداعي ستكون العائق أمام غزو الذكاء الاصطناعي لسوق العمل، إذ رجح تقرير لمعهد يو إس كارير أن الوظائف التي تتطلب الذكاء العاطفي والتفاعل البشري، مثل المعالجين والأخصائيين الاجتماعيين بعيدة عن الاستبدال بالذكاء الاصطناعي، لأنها تتطلب التعاطف، ومهارات التعامل مع الآخرين، والقدرة على التواصل مع الأفراد على مستوى عاطفي أعمق.
ومن بين الوظائف الأكثر شيوعاً التي تبين أنها ذات مخاطر منخفضة للأتمتة هي الوظائف في المجال الطبي، لأنها معقدة وتتطلب المرونة، كما يمكن أن تكون الحالات الطبية غير متوقعة، فضلاً عن المجالات الأكثر إبداعاً والتي لا تلتزم بالروتين الصارم.
وأنشأ معهد يو إس كارير مخططاً يضم 65 وظيفة من المستبعد أن تُستبدل بالذكاء الاصطناعي على المدى القريب، بل ومن المتوقع أن تواصل النمو متحدية تطور تكنولوجيا الأتمتة بحلول عام 2032.
ويتصدر الممرضون الممارسون قائمة الوظائف المتوقع نموها مع زيادة تقدر بـ45.7 في المئة بحلول عام 2032، وهي أسرع بكثير من أي من الوظائف الـ64 الأخرى في القائمة، وتعتبر هذه الوظيفة آمنة لأنها تتطلب مساعدة الآخرين ورعايتهم بالإضافة إلى الإقناع والتفاوض والإدراك الاجتماعي، وكلها صفات سيكون من الصعب جداً تكرارها باستخدام الروبوت أو الذكاء الاصطناعي.
وتشمل الوظائف الأخرى التي من المتوقع أن تنمو أكثر خلال العقد المقبل مصممي الرقصات، مع نمو متوقع بنسبة 29.7 في المئة بحلول عام 2032، يليهم مساعدو الأطباء، مع نمو متوقع قدره 27.6 في المئة، إذ تتطلب مهنة مصمم الرقصات الإبداع والمهارات الاجتماعية، وكلها صفات لا يستطيع الذكاء الاصطناعي والروبوتات تقليدها بسهولة، بينما تتطلب وظيفة مساعد طبيب مهارات مماثلة لتلك التي تتطلبها مهنة التمريض الممارس، ما يجعلها وظيفة ذات مخاطر منخفضة لأتمتة الروبوت.
وفي حين أن مهام محددة ضمن هذه الأدوار الوظيفية قد تصبح آلية، فمن المتوقع أن تظل العناصر الأساسية التي تعتمد على البراعة والخبرة البشرية ضرورية، ما يضمن استمرار هذه الوظائف في المستقبل القريب.
ومع ذلك، علينا أن نضع في اعتبارنا أن تداعيات هذه التكنولوجيا على مستقبل العمل يمكن أن تختلف باختلاف الصناعات والأدوار الوظيفية المحددة، وسيستمر اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكاملها في التطور، ما قد يوفر فرصاً وتحديات جديدة في سوق العمل.
لذا ينصح الخبراء لدى شركة «كوديسكو لابس» بالسعي للحصول على التدريب المهني المستمر واكتساب المهارات التي تكمل تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ تتمثل إحدى طرق البقاء في صدارة أتمتة الوظائف في مواصلة تعلم مهارات جديدة تساعد على المنافسة في سوق العمل لسنوات مقبلة.