في مذكرة بحثية جديدة، حدد رئيس الأصول الرقمية بالبنك، جيفري كندريك، توقعاته بشأن البيتكوين والإيثريوم وسولانا اعتمادًا على ما إذا كان ترامب أو منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس سيفوز بالانتخابات الرئاسية.
تم تصميم سولانا، التي تم إطلاقها في العام 2020، لتكون أسرع من العملات المشفرة الأخرى. مثل الإيثريوم، فهي تمكن المطورين من تطوير التطبيقات - وهو أمر القيام به أصعب مع البيتكوين، والتي تستخدم في المقام الأول للمعاملات.
ترامب ضد هاريس
قال كيندريك في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه إذا أصبح ترامب - الذي يُنظر إليه عمومًا على أنه مؤيد للعملات المشفرة - رئيسًا للولايات المتحدة مرة أخرى، فإنه يتوقع أن ترتفع قيمة سولانا بنسبة 400 بالمئة، وأن ترتفع قيمة الإيثريوم بنسبة 300 بالمئة وأن تزيد قيمة البيتكوين بنسبة 200 بالمئة في العام 2025.
سيؤدي ذلك إلى ارتفاع قيمة سولانا العام المقبل إلى أكثر من 700 دولار، والإيثريوم إلى أكثر من 9650 دولارًا والبيتكوين إلى أكثر من 185000 دولار.
وتابع: "بشكل عام، نعتقد بأن إدارة ترامب ستكون أكثر دعمًا لنظام الأصول الرقمية الأوسع من إدارة هاريس"، مضيفًا أن تقديم صندوق تداول المؤشرات المتداولة سولانا، أو صندوق التداول في البورصة، سيكون أكثر احتمالية في عهد ترامب منه في عهد هاريس، وفق ما نقلته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية في تقرير اطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية".
وأضاف كيندريك: "كما يمكن تقديم حجج مماثلة للتوقعات النسبية لـ ETH مقابل BTC في ظل نتيجة ترامب مقابل هاريس في الولايات المتحدة".
ومع ذلك، قال كيندريك إنه إذا فازت هاريس بالبيت الأبيض، فإنه يتوقع أن يتفوق البيتكوين على الإيثريوم، وأن يتفوق الإيثريوم على سولانا في العام 2025.
ويتوقع أن ينتهي الإيثريوم العام المقبل عند حوالي 7000 دولار تحت قيادة هاريس، مقارنة بـ 10000 دولار تحت قيادة ترامب (يتم تداول الإيثريوم حاليًا عند حوالي 2410 دولار).
تقييم سولانا
وعلى الرغم من دعوته الصعودية لسولانا في ظل رئاسة ترامب، أشار كيندريك إلى أن تقييمها الحالي يبدو "مرتفع الثمن" مقابل الإيثريوم على جميع المقاييس التي تنظر إلى الوراء.
وتشمل هذه المقاييس نسبة القيمة السوقية المرتفعة لسولانا إلى رسوم المعاملات، والإصدار الصافي الإجمالي للرمز، و"عائد الرهان الحقيقي" - بعبارة أخرى، العائد المكتسب من خلال التحقق من صحة المعاملات.
عودة ترامب تدعم العملات المشفرة
من جانبه، قال رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets جو يرق، إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فاجأ العالم بدعمه للعملات المشفرة (تحويل موقفه من الهجوم للتأييد)، بعد أن أعلن أن "أميركا ستقود القطاع، وأن العملات المشفرة ستظل عظيمة من خلال تبني هذا المشروع".
وأضاف أن هناك 50 مليون أميركي يستخدمون العملات المشفرة، مما يعني أنه يجب أن تكون الحاضنة الأساسية لدعم هذه العملات. وفي هذا السياق، كشف ترامب رسميًا عن إنشاء منصة تشفير جديدة تحمل اسم "وورلد ليبرتي فايننشال"، مؤكدًا أن تبنيه للعملات المشفرة سيعطيها دفعة قوية في حال عودته للرئاسة.
وأشار يرق إلى أنه "في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، وصلت التعاملات بالعملات المشفرة إلى مستويات قياسية، سجلتها أكبر عملة (البيتكوين) قبل أن تشهد تصحيحًا نسبيًا.. لذا، من المؤكد أن تأثير ترامب سيكون كبيرًا في حال فوزه، حيث سيؤثر على صناع السياسات المالية والنقدية، بل وحتى على أعضاء الكونغرس، الذين قد يصدرون تشريعات أكثر دعمًا للعملات المشفرة وتسهيلات تنظيمية أكبر."
وأوضح أن "هيئة الأوراق المالية الأميركية قد منحت بالفعل موافقات لصناديق استثمارية تتعامل بالإيثيريوم والبيتكوين هذا العام وهو مؤشر على الانفتاح المتزايد تجاه هذا القطاع. ومن المتوقع أن يكون لعودة ترامب تأثير إيجابي عالمي، حيث يتبع العالم عادة خطواته، خاصة أنه يتمتع بتأثير إعلامي ضخم."
واختتم يرق تصريحه قائلاً: "لقد تغير موقف ترامب تجاه العملات المشفرة بشكل ملحوظ، فبعد أن كان يصفها بأنها كشراء الهواء، أصبح الآن يدعم جمع التبرعات بالعملات المشفرة، مما يعكس تحولًا جذريًا في موقفه. ومع دعم العديد من منصات التشفير لحملته الانتخابية، من المرجح أن يستمر هذا الدعم في حال فوزه بالرئاسة."
عاصمة العملات المشفرة
وإلى ذلك، قالت خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس: "منذ بداية حملته الانتخابية للعام 2024، بدأ الرئيس السابق دونالد ترامب بالتحدث بشكل متزايد عن دعمه للعملات المشفرة.. فقد صرح بأن الولايات المتحدة يجب أن تكون عاصمة العملات المشفرة على مستوى العالم، وهو موقف مختلف تمامًا عن موقفه السابق قبل الانتخابات الماضية، حيث كان يصف العملات المشفرة بأنها كارثة محتملة".
وأضافت رمسيس: "في الماضي، عبر ترامب عن هذا الرأي علنًا في عدة مناسبات، لكنه غيّر موقفه بشكل ملحوظ بعد أن تورط أبناؤه في استخدام العملات المشفرة. وقد بدأ يدرك الفوائد التي توفرها هذه العملات، خاصة في ما يتعلق بتسهيل العمليات المالية."
وأشارت إلى أن "ترامب الآن يصف البنوك التقليدية بأنها "بنوك لكبار السن" ويرى أنها "موضة قديمة". في المقابل، يعتبر أن المستقبل يكمن في العملات المشفرة. هذا التغيير في موقفه يأتي كجزء من استراتيجيته الانتخابية، حيث يعِد باتباع سياسات تدعم العملات الرقمية وتعزز من التمويل اللامركزي. ويؤكد أن هذه العملات، لكونها غير مرتبطة بقرارات الفيدرالي ولا تخضع للرقابة المركزية، تعد أداة مالية مرنة وغير خاضعة للسيطرة، مما يجعلها وسيلة مثالية لتسهيل التجارة."
وأوضحت رمسيس أن "ترامب يسعى من خلال حملته إلى استقطاب رجال الأعمال، مستندًا إلى النجاحات الاقتصادية التي شهدتها الأسواق المالية في فترة رئاسته السابقة. ومع ذلك، قد يكون لعدم مرونته في التعامل وافتقاره إلى الشفافية أثر سلبي على فرص نجاحه في الانتخابات القادمة، حيث قد تواجه سياساته توقعات أقل تفاؤلًا مقارنة بالماضي".