جدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري دعوته، الثلاثاء، إلى عقد جلسة عامة للمجلس، الخميس، لانتخاب رئيس جديد للبلاد، بحسب الوكالة الوطنية الإعلام.
وتأتي هذه الدعوة مع استمرار أزمة شغور منصب الرئيس في لبنان منذ أكتوبر 2022، بعد نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وفشل البرلمان مرات عدة في انتخاب رئيس جديد، فيما تواجه البلاد عدة تحديات، وتنفذ وقفاً لإطلاق النار مع إسرائيل.
وكان بري قال، في نوفمبر الماضي، بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل، إن الحرب مع إسرائيل كانت "أخطر مرحلة" مرّ بها لبنان في تاريخه، وطالب كافة الطوائف بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية "يجمع ولا يفرق".
ويجري اختيار من يشغل منصب الرئيس من خلال تصويت في البرلمان اللبناني، الذي يتألف من 128 مقعداً. وليس لدى أي تحالف سياسي بمفرده ما يكفي من المقاعد لفرض اختياره، ما يعني ضرورة التوصل إلى تفاهم بين الكتل المتنافسة من أجل انتخاب مرشح.
وينص الدستور اللبناني على ضرورة حضور نصاب من 86 نائباً من أجل التصويت للرئيس، على أن ينال 65 صوتاً ليُعتبر رابحاً من الدورة الأولى، و بالأكثرية المطلقة في الدورة الثانية.
وتعهد الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية نعيم قاسم بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في نوفمبر، بالتعاون مع الدولة، ومتابعة عملية الإعمار، والمساهمة في اكتمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها "انتخاب رئيس للجمهورية"، لافتاً إلى أن الجلسة المقررة لمجلس النواب في 9 يناير، لانتخاب الرئيس ستعقد في نفس الموعد المحدد.
من جانبه، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، إن "قائد الجيش العماد جوزيف عون لا يزال مرشحنا والقرار اتخذ من قبل (كتلة) اللقاء الديمقراطي ورئيسه، وكنت حاضراً"، وفق ما نقلت الوكالة.
وأضاف في حديث إلى محطة "إل بي سي" اللبنانية، الاثنين: "نعرف تاريخ قائد الجيش الوطني وفي المؤسسة العسكرية وأهمية تنفيذ القرارات الدولية اليوم والتي تعود كلها إلى الطائف، ثم بالأساس إلى اتفاق الهدنة مع إسرائيل في العام 1949".
وتابع: "عندما تتألف الوزارة، يجب أن يعمل فريق العمل على تحقيق الإصلاحات التي حددها صندوق النقد الدولي، إنما فلنذهب أولاً إلى الاتفاق على اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون".
وأردف :"تجربتنا مع أحد العسكريين في الرئاسة أيام الوصاية السورية كانت سيئة، فلم يكن هو من يعطي الأوامر بل المحيطين به والوصاية السورية، ولكن تجربة العماد ميشال سليمان كانت مجدية والأمر مختلف بتجربة العماد ميشال عون".
ومضى قائلاً: "لننتخب من أول دورة، فتأجيل الانتخابات إلى ما بعد تسلّم الرئيس (الأميركي المنتخب دونالد) ترمب قد يكون خطأً كبيراً، وقد يورطنا في المجهول، فالبلد لا يتحمل التأجيل".
إجماع لبناني
وكان وائل أبو فاعور، النائب البارز عن كتلة جنبلاط، قال لـ"رويترز" في أكتوبر الماضي، إن انتخاب "رئيس جمهورية بإجماع لبناني أو تفاهم لبناني يعطي رسالة إلى الخارج بأن هناك حكماً قوياً في البلد مستعداً لأن يفاوض على مستقبل الوضع في لبنان".
ودعا حزب "القوات اللبنانية"، وهو أحد الفصائل المسيحية الكبرى والمعارضة لـ"حزب الله"، في أكتوبر الماضي، إلى انتخاب رئيس، معتبراً أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتتحمل الدولة مسؤولياتها بنفسها.
وآخر رئيس للبنان، هو ميشال عون، الذي كان قائداً سابقاً للجيش، وحليفاً سياسياً لـ"حزب الله".
وقال دبلوماسي غربي كبير لوكالة "رويترز" في أكتوبر الماضي، إن الدول الغربية والعربية حضت السياسيين في لبنان على انتخاب رئيس، لافتاً إلى أن من مصلحة "حزب الله" أيضاً حل المعضلة السياسية، حتى تتمكن الدولة من تحمل المزيد من "عبء" الأزمة مع إسرائيل.
وبموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر الماضي، من المفترض أن تسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان على مراحل، في حين يجري تفكيك المرافق العسكرية لـ"حزب الله" جنوبي نهر الليطاني.
وأنهى الاتفاق صراعاً عبر الحدود بين البلدين أودى بحياة الآلاف منذ اندلعت شرارته عقب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في أكتوبر 2023.