شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، على أن منطقة الشرق الأوسط "تعيش على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد عن العام، على أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة".

وقال السيسي خلال الاجتماع الختامي الموسع لقمة "بريكس" في كازان الروسية، إن "هذه الاعتداءات، التي امتدت إلى الأراضي اللبنانية، تعد أكبر دليل، على ما وصل إليه النظام الدولي، من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير، فضلاً عن غياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التي ترتكب في حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولي والإنساني، الأمر الذي نتجت عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، واستمرار الحرب وتوسعها".

وشدد الرئيس المصري، خلال كلمته، على أن "هذه كلها شواهد تفرض تضافر الجهود الدولية، لوقف التصعيد الخطير في المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة، وخاصة في ظل امتداد الصراعات بالمنطقة، لتشمل العديد من الدول، وامتداد تلك الصراعات، لتؤثر سلباً على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر، وعلى حركة التجارة الدولية، واستقرار سلاسل الإمداد العالمية".

وفي سياق آخر، قال السيسي إن مصر تثمن عالياً عمل منتدى "بريكس+"، وترى ضرورة الاستفادة القصوى من تفاعل الرابطة مع المؤسسات المالية الدولية، مضيفاً أن "مصر تؤمن، في خضم هذا التشتت، بضرورة تكاتف الدول النامية، وتعزيز التعاون (جنوب – جنوب)، كإحدى السبل المهمة لمواجهة التحديات الراهنة.

بنوك التنمية متعددة الأطراف

وقال السيسي إن مصر كانت دوماً في طليعة الدول، التي حرصت على تعزيز التعاون بين الدول النامية، فضلاً عن سعيها الدؤوب، لدعم مصالح وأولويات دول الجنوب، في مختلف المحافل الدولية.

كما دعا الرئيس المصري إلى أهمية تعظيم الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف، لتكون أكثر قدرة على تعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر، بما في ذلك النفاذ لتمويل المناخ، مؤكداً على الدور المهم لكل من "بنك التنمية الجديد"، و"البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية"، في توفير التمويل اللازم والميسر للدول النامية، لتنفيذ المشروعات التنموية في قطاعات متعددة.

وأضاف السيسي: "من المهم مواصلة التعاون والتشاور بين الدول النامية من أجل الحفاظ على فعالية النظام الدولي المتعدد الأطراف ومقاومة محاولات فرض سياسات أحادية الجانب بشكل جماعي".

السيسي يلتقي بزكشيان

والتقي السيسي، الأربعاء، مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، وبحثا التصعيد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على هامش قمة مجموعة "بريكس".

وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن الرئيسين اتفقا على أهمية الجهود المشتركة لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات الثنائية، كما تبادلا وجهات النظر حول التطورات بالمنطقة.

وأكد الرئيس المصري على أهمية "نزع فتيل التوتر الإقليمي وتفادي التصعيد غير المحسوب، الذي قد يدفع المنطقة برمتها إلى مواجهات خطيرة ذات تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار الإقليمي"، بحسب بيان الرئاسة المصرية.

وأضافت، في بيانها، أن السيسي استعرض في ذات السياق الجهود والاتصالات المصرية المكثفة لمحاولة دفع مسار التهدئة والتوصل لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، مؤكداً ضرورة حشد الجهود الدولية لحث جميع الأطراف على التعامل بإيجابية مع المساعي الرامية لاستعادة التهدئة بالمنطقة، بما يسمح بمعالجة الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في فلسطين ولبنان.