دعا الرئيس الصيني شي جين بينج، الأربعاء، إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والصراع الروسي-الأوكراني، وحث دول مجموعة "بريكس" على تعميق التعاون المالي والاقتصادي، قائلاً إن الحاجة إلى إصلاح البنية المالية الدولية أصبحت أكثر إلحاحاً، لافتاً إلى أن "العالم اليوم، يدخل مرحلة جديدة من التقلبات والتغيرات".

وقال شي جين بينج، خلال اجتماع موسع لقادة وممثلي دول "بريكس" في كازان الروسية، إن "الصين مستعدة لتوسيع التعاون في مجال الصناعة الخضراء، والطاقة النظيفة، والمعادن الخضراء مع دول المجموعة"، مضيفاً أن بكين تعتزم إنشاء 10 مراكز دراسية في دول "بريكس" خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتابع الرئيس الصيني: "الجهود المشتركة ستسمح لنا بتحديد اتجاهات المجموعة، وفتح صفحة جديدة لتطويرها في إطار جنوب وشرق العالم"، وقال أيضاً إن "بريكس بحاجة إلى تعزيز تمثيل دول الجنوب العالمي".

وبشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، قال الرئيس الصيني: "نشهد تدهوراً للوضع الإنساني في القطاع، ومن المهم العمل على وقف إطلاق النار وحل الأزمة".

كما دعا شي جين بينج إلى حل الأزمة الأوكرانية عبر خفض التوتر والتوصل إلى وقف إطلاق النار، داعياً أيضاً إلى بناء مجموعة "بريكس" سلمية، وأن "نكون حراساً للأمن المشترك"، وفق تعبيره.

السيسي: الدول النامية تعاني

بدوره، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته، إن مصر تؤمن بضرورة تعزيز النظام الدولي بين الدول متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها، من أجل الحفاظ على السلم العالمي.

وشدد السيسي على أن التطورات الدولية أظهرت أن القصور التي يعاني منها النظام الدولي الحالي، لا تقتصر فقط على القضايا السياسية والأمنية، بل تمتد إلى ما هو اقتصادي ومالي خاصة في الدول النامية.

وأضاف أن الدول النامية تعاني من إشكالية الديون وارتفاع مشكلة التمويل والاقتراض، مشيراً إلى أن توسيع عضوية "بريكس" يعكس نية دول التجمع لتعزيز التعاون متعدد الأطراف، وإعلاء صوت ومصالح الدول النامية.

وأكد السيسي التزام مصر بمبادئ المجموعة وحرصها على تعزيز التعاون بين دوله ما ينعكس على الأمن والاستقرار والتنمية العالمية.

التزام هندي

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن ثقته في أن "بريكس" ستصبح منظمة قادرة على معالجة التحديات العالمية في المستقبل القريب.

وأضاف مودي، خلال كلمته: "لقد حققت المجموعة الكثير في السنوات القليلة الماضية.. واثق من أن هذه المنظمة ستصبح في المستقبل القريب منصة أكثر فعالية لمعالجة التحديات العالمية".

وأضاف رئيس الوزراء أن الهند ملتزمة بتطوير التعاون في إطار مجموعة "بريكس".

لولا يدعو إلى إنشاء نظام مصرفي جديد

وفي السياق، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إن قمة "بريكس" تنطوي على إمكانية إنشاء نظام مصرفي، من شأنه أن يقلل من تكاليف العلاقات التجارية.

وأضاف لولا في حديثه عبر رابط فيديو في اجتماع قمة بريكس في كازان: "عندما نتحدث عن النظام المصرفي، فإننا نناقش إمكانية إنشاء نظام مالي من شأنه أن يقلل من تكاليف علاقاتنا التجارية".

وشدد الرئيس البرازيلي على أن هذا لا يعني استبدال الأنظمة المالية الوطنية لأعضاء الرابطة.

ووصل شي جين بينج، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، وزعماء الدول الأعضاء في "بريكس"، الثلاثاء، إلى مدينة كازان الروسية لحضور قمة المجموعة الاقتصادية، التي يأمل الكرملين أن يجعلها قوة موازية لما يصفه بـ"هيمنة الغرب"، وفق وكالة "أسوشييتد برس".

انطلقت فعاليات قمة "بريكس" في نسختها الـ16 بمدينة قازان الروسية، الثلاثاء، تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلَين".
ويراهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه القمة، التي تستمر ثلاثة أيام، لإظهار فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن تهيمن القضية الفلسطينية ومسألة وقف الحرب على قطاع غزة ولبنان وسبل تهدئة التصعيد الأخير الذي يشهده الشرق الأوسط وسط مخاوف نشوب حرب إقليمية جراء الضربة الإسرائيلية المرتقبة على إيران، الدولة المنضمة حديثاً للمجموعة، على الجانب السياسي والأمني لقمة قازان.

ووصف مستشار الشؤون الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف القمة بأنها "أكبر حدث للسياسة الخارجية على الإطلاق" من قبل روسيا، حيث يحضرها 36 دولة وأكثر من 20 منها ممثلون برؤساء دول.