في زمن الذكاء الاصطناعي وتسارع الشركات للحاق بركب التكنولوجيا الرائدة، لا تخلو التجربة من مخاطر وسلبيات تثير المخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على جودة الأعمال.
إحدى هذه السلبيات رصدتها دراسة حول الشركات في الإمارات العربية المتحدة، تبين أن 48% من المؤسسات متخوفة إزاء اعتماد الموظفين الزائد على المحتوى المؤلَّف من قبل الذكاء الاصطناعي وثقتهم الكاملة به.
اقرأ أيضاً: صندوق النقد يحذر من تأثير تبني الذكاء الاصطناعي على الانكماش الاقتصادي
في هذا السياق، أظهر تقرير جديد صادر عن ميرسر مارش بينيفتس، الشركة الاستشارية العالمية في مجالات صحة ومنافع الموظفين والمخاطر المتعلقة بالأفراد والتابعة لمارش ماكلينان المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز MMC، أن الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة تواجه مجموعة من المخاطر المتعلقة بالموظفين بدءاً من التطورات التقنية المتسارعة وصولاً إلى الممارسات الخاصة بالقوى العاملة والحوكمة والاستدامة، والتي قد تؤثر سلباً على نجاحها المستقبلي في حال عدم إيجاد حلول لها.
سوء استخدام الذكاء الاصطناعي
وفي حين أن الشركات تتوجه بشكل متزايد إلى الذكاء الاصطناعي لخفض التكلفة وزيادة الأرباح وجعل الموظفين أكثر إنتاجية وإبداعية. يخلُص التقرير إلى أن سوء إدارة الذكاء الاصطناعي كانت في مقدمة المخاوف في صفوف الذين شملهم الاستطلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبينتيجة التقرير، أعرب 48% منهم عن مخاوفهم إزاء اعتماد الموظفين الزائد على المحتوى المؤلَّف من قبل الذكاء الاصطناعي وثقتهم الكاملة به دون اتخاذهم لإجراءات تحقق مناسبة، إلى جانب المخاوف إزاء ضعف التوافق بين الخطط والطموحات والميزانيات المتوفرة للذكاء الاصطناعي 45%.
يستند التقرير العالمي الجديد الصادر عن ميرسر مارش بينيفتس ويحمل عنوان "المخاطر المتعلقة بالأفراد 2024" إلى آراء 4.575 مختصاً في مجالات الموارد البشرية والمخاطر شملهم الاستطلاع، من ضمنهم أكثر من 100 مشارك من دولة الإمارات العربية المتحدة.
نوعية المخاطر
ويصنّف التقرير المخاطر من حيث إمكانية وقوعها ودرجة خطورتها وذلك في خمسة مجالات رئيسية هي: التغيرات التقنية والتحولات الجذرية، والمواهب والقيادة وممارسات القوى العاملة؛ والصحة وجودة الحياة والسلامة، والحوكمة والامتثال والجوانب المالية، والبيئة والاستدامة والحماية.
اقرأ أيضاً: رئيس سوفت بنك: الذكاء الاصطناعي الأذكى من الإنسان سيتوفر خلال 10 سنوات
وأبدى الذين شملهم التقرير من دولة الإمارات العربية المتحدة مستويات مرتفعة من الوعي بخصوص المخاطر المتعلقة بالأفراد مقارنة بأقرانهم الدوليين، حيث أفادوا بأن إدارات الموارد البشرية والمخاطر في مؤسساتهم تتمتع بنفس درجة الأهمية في معالجة هذه المخاطر.
إلى ذلك، أظهرت النتائج أن 47% من الذين شملهم الاستطلاع أعربوا عن مخاوفهم إزاء الفجوة المتنامية بين حزم المكافآت المخصصة للموظفين الحاليين مقارنة بتلك المخصصة للموظفين الجدد، فيما أعرب 42% من الذين شملهم الاستطلاع عن مخاوفهم إزاء عدم كفاءة برامج الرفاه المعنوي المقدمة من أصحاب العمل في تلبية احتياجات الدعم المتنامية.
كما أعرب 48% من الذين شملهم الاستطلاع عن مخاوفهم إزاء مزايا الرعاية الصحية غير الكافية التي يقدمها أصحاب العمل و/أو الحكومة لتغطية الحالات الصحية المرتبطة المناخ.
الأفراد قوة المؤسسات
حول نتائج التقرير علّق الرئيس الإقليمي لشركة ميرسر مارش بينيفتس في منطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا، خوليو غارسيا فيلالون، قائلاً "على الرغم من أن الأفراد هم أهم مواطن قوة المؤسسات، إلا أنهم قد يتسببون في تعريضها للخطر في حال عدم وجود الثقافة المناسبة والسياسات والتدريب. تتسم المخاطر المتعلقة بالأفراد بنطاقها الواسع وتعقيدها، وارتباطها الوثيق إلى حد بعيد بالتحديات التي تواجه المؤسسات في جميع فئات المخاطر الرئيسية الأخرى. ويمكن للتركيز على الأفراد في سياق كل فئة من فئات المخاطر أن يسهم في تحقيق أثر قابل للقياس في تخفيف حدة المخاطر المتعلقة بالأفراد في المستقبل وتقليلها".
شاهد أيضاً: ماسك: الذكاء الاصطناعي سوف يصل بالبشر إلى نقطة لا حاجة فيها للوظيفة
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة مارش ماكلينان الإمارات أيمن الحوت: "يبدو أن المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر يقظة حول هذه المسائل مقارنة بأقرانها حول العالم، الأمر الذي يمكن أن يسهم في التخفيف من حدة المخاطر في حال تحويله إلى إجراءات ملموسة".
وتابع "من الجيد أن يُعرب 85% من الذين شملهم الاستطلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة عن اعتقادهم بأن إدارات الموارد البشرية والمخاطر في مؤسساتهم تدير المخاطر المرتبطة بقضايا القوى العاملة بفعالية، وأن يرى 95% من الذين شملهم الاستطلاع بأن إدارات الموارد البشرية والمخاطر في مؤسساتهم تتعاون معاً بهدف التقليل من حدة المخاطر المتعلقة بالأفراد، ما يشير إلى أنها تتحرك في الاتجاه الصحيح".
توصيات
وبناء على هذه النتائج تقدم ميرسر مارش بينيفتس توصياتها من أجل معالجة مشاكل الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالأفراد بضرورة تعاون المؤسسات مع القادة في جميع إدارات المؤسسة بهدف فهم مزايا الذكاء الاصطناعي والمخاطر المرتبطة به، وتقييم السيناريوهات غير الآمنة، وتشجيع الاعتماد الآمن لهذه التكنولوجيا، ووضع استراتيجية خاصة بالأفراد تعطي الأولوية للجوانب الرقمية.