وضع الصاروخ الأوروبيّ "آريان 6" في المدار، يوم الثلاثاء، الأقمار الاصطناعية الصغيرة التي حملها إلى الفضاء بعد 66 دقيقة من إقلاعه من مركز كورو الفضائيّ في غويانا الفرنسية، لتتكلّل رحلته الأولى بالنجاح.

وقال المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية جوزيف أشباخر، تعليقًا على نجاح المهمة، "هذا يوم تاريخيّ لوكالة الفضاء الأوروبية ولأوروبا".

وبهذا النجاح تستعيد أوروبا استقلاليتها في مجال الرحلات إلى الفضاء.

لكن لاعتبار هذا النجاح مكتملًا، لا بدّ من انتظار عودة الطبقة العليا من المركبة، من الغلاف الجوي، وهبوطها في المحيط الهادئ، وهو أمر يفترض أن يحصل بعد 3 ساعات تقريبًا من لحظة الإطلاق.

ويمثّل نجاح مهمة هذا الصاروخ العملاق البالغ طوله 56 مترًا، عودة أوروبا إلى قطاع الفضاء، بحسب رئيس النقل الفضائيّ في وكالة الفضاء الأوروبية توني تولكر-نيلسن.

ومنذ الرحلة الأخيرة للمركبة "آريان 5" قبل عام، لم يعد الأوروبيون قادرين على وضع قمر اصطناعيّ في المدار، بجهودهم الذاتية، فمنذ الهجوم الروسيّ على أوكرانيا، لم يعد بإمكانهم الوصول إلى صواريخ سويوز الروسية، كما سُحب صاروخ "فيغا-سي" من الخدمة، منذ نهاية عام 2022 بعد تعرّضه لحادث.


"فخر فرنسي وأوروبي"

وعبر "إكس"، قال الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون محتفلًا بإطلاق المركبة: "هذا هو تاريخنا الفضائي. هذا هو استقلالنا الاستراتيجي. إنه مصدر فخر فرنسيّ وأوروبي".

وأضاف: "الإطلاق الأول لـ"آريان 6" ينجح! تهانينا للفرق التي جعلت ما يبدو مستحيلًا ممكنًا. تمت المهمة".

11 قمرًا اصطناعيًا

وفي رحلتها الأولى، حملت مركبة الفضاء "آريان 6" 11 قمرًا اصطناعيًا جامعيًا صغيرًا، ومعدّات لتجارب مختلفة، فضلًا عن كبسولتين لإعادة الدخول إلى الغلاف الجوي.

وطورت شركة "أريان غروب"، المملوكة لشركتَي "إيرباص" و"سافران"، الصاروخ "آريان 6"، بتكلفة تُقدّر بـ4 مليارات يورو، لكنّ إنتاج الصاروخ، الذي كان مقررًا في 2020، تكرّر إرجاؤه.

(وكالات)