وتحاول شركة صناعة السيارات الأوروبية الكبرى خفض التكاليف، بما في ذلك ضمانات التوظيف التي استمرت عقوداً من الزمان، حيث تكافح فولكس فاغن لمنافسة الصناع الآسيويين الأقل تكلفة.
وتهدد فولكس فاغن بإغلاق مصانعها على الأراضي الألمانية لأول مرة في تاريخها الممتد لـ87 عاماً، ما أثار قلقاً رفيع المستوى في الحكومة الألمانية.
قال مدير الموارد البشرية في الشركة، جونار كيليان، في بيان «يتعين علينا خفض التكاليف في ألمانيا إلى مستوى تنافسي من أجل الاستثمار في تقنيات جديدة ومنتجات جديدة بمواردنا الخاصة»، وفي محاولة لمواجهة حالة عدم اليقين بشأن اتفاقيات العمل، قال كيليان إن فولكس فاغن تقترح عقد مفاوضات فيما يخص الأجور.
وكان من المقرر أن تبدأ مثل هذه المفاوضات في شهر أكتوبر تشرين الأول المقبل، لكن مجلس العمال دعا إلى بدء المحادثات هذا الشهر، ووعد رئيس مجلس العمال بالشركة بمقاومة شرسة لعمليات التسريح وإغلاق المصانع، محملاً الإدارة مسؤولية مشكلات فولكس فاغن.
وقال مجلس العمال في وقتٍ سابق إنه قد يفكر في الانتقال إلى أسبوع عمل من أربعة أيام بديلاً للإغلاق، تكراراً لحملة خفض التكاليف السابقة في التسعينيات.
وإذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق بحلول يونيو حزيران المقبل فإن اتفاقيات العمل المعمول بها قبل عام 1994 ستدخل حيز التنفيذ، وهو ما وصفته رئيسة مجلس العمال دانييلا كافالو في بيان للعمال بأنه «نتيجة تبدو مجنونة».
وبحسب مقال نُشر في صحيفة داخلية لمجلس العمال، تضمنت مكونات الأجر الإضافية في اتفاقية العمل قبل عام 1994 عدة مكافآت وأجور لم تعد متضمنة حالياً، مثل مكافأة عيد الميلاد المجيد، وأجر عن العمل في العطلات، وبدلات أعلى للعمل لساعات إضافية، ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة أجور الموظفين في المصانع الستة، ولكن اتفاقية العمل القديمة تنص أيضاً على إمكانية تسريح العمال لأسباب تشغيلية، وهو نص تم إلغاؤه منذ عقود.
وقال مجلس العمال في المقال «هناك حاجة إلى تسوية تفاوضية بالفعل، وإلّا فستكون فولكس فاغن قادرة على المضي قدماً في عمليات التسريح القسرية بدءاً من صيف عام 2025، لكنها في الوقت نفسه ستواجه على الفور زيادات هائلة في التكاليف لجميع من يبقون».
تأتي مشكلات فولكس فاغن في وقت من عدم اليقين الاقتصادي، مع ضعف النمو وارتفاع أسعار الطاقة، والتساؤلات حول مستقبل العلاقات التجارية مع السوق الصينية المربحة التي تحاول خلق نموذج للعلاقات الصناعية التوافقية مع ألمانيا.