طالبت وزارة الخارجية الفرنسية إسرائيل بالانسحاب من المنطقة العازلة التي تفصل هضبة الجولان المحتل والأراضي السورية، واحترام سيادة ووحدة أراضي سوريا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في إيجاز صحافي الأبعاء، نقلته صحيفة "لوموند"، إن "أي انتشار عسكري في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا ينتهك اتفاق فض الاشتباك لعام 1974".

وأضاف: "فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

والمنطقة العازلة تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع أقيمت بموجب اتفاقية فصل القوات في عام 1974، وتشرف عليها قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف).

ويأتي التصريح الفرنسي، بعدما نددت الأمم المتحدة السعودية والإمارات ومصر وتركيا وروسيا بالتوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.

ودافعت الخارجية الأميركية عن التوغل والضربات الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر في إيجاز صحافي: "الجيش السوري تخلى عن مواقعه في تلك المنطقة، وهو ما يخلق فراغاً يمكن للتنظيمات الإرهابية ملئه".

وتابع: "إسرائيل قالت إن هذه الإجراءات مؤقتة وللدفاع عن حدودها، هذه ليست إجراءات دائمة، نحن ندعم التزام جميع الأطراف باتفاق فض الاشتباك لعام 1974".

ضربات وتوغل إسرائيلي في سوريا

وتحركت إسرائيل هذا الأسبوع للسيطرة على المنطقة العازلة التي تقع داخل الأراضي السورية في أعقاب الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، كما قصفت أهدافاً عسكرية في مختلف أنحاء سوريا هذا الأسبوع، وأغرقت سفناً تابعة للبحرية السورية في اللاذقية.

وقالت مصادر لـ"رويترز" الثلاثاء، إن التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية تجاوز المنطقة العازلة، ووصل إلى 25 كيلومتراً من دمشق، وهو ما نفته إسرائيل، وقالت إن قواتها تعمل في المنطقة العازلة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء، أن قواته تواصل أنشطتها في مواقع رئيسية داخل "المنطقة العازلة" في سوريا. وأضاف، في بيان صحافي، أن القوات استهدفت "مصادر تهديد، ومواقع لمسلحين على الحدود"، على حد زعمه.

وأشار إلى أن القوات صادرت خلال عمليات البحث عدة دبابات سورية معطلة.

وتابع أن قواته عثرت في موقع للجيش السوري على مخبأ للأسلحة، تشمل الألغام والمتفجرات وصواريخ مضادة للدبابات ومعدات عسكرية أخرى.

تنديد بالتحركات الإسرائيلية

ونددت مصر بالاستهداف الإسرائيلي "الممنهج" للبنية التحتية داخل الأراضي السورية، وقالت إنها ترفض استغلال إسرائيل حالة الفراغ في سوريا لتقويض الدولة واحتلال أراضيها.

كما أدانت الإمارات بشدة استيلاء القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، مؤكدة أن تلك الخطوة تعد "خرقاً وانتهاكاً للقوانين الدولية ولا سيما اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا والذي وقع عليه الجانبان في عام 1974".

ونددت الخارجية التركية، الثلاثاء، بشدة بالتوغل الإسرائيلي، وقالت إن "إسرائيل تعكس مرة أخرى عقلية الاحتلال".