
أعربت الأمم المتحدة ودول عن غضبها واستنكارها لإقدام القوات الإسرائيلية على قصف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط ثلاثة أشخاص وإصابة 10 آخرين، فيما أعرب بابا الفاتيكان البابا ليو عن "بالغ حزنه" ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش بشدة قصف إسرائيل لكنيسة العائلة المقدسة في غزة.
وقال جوتيريش، في بيان صدر باسمه، إن الهجمات على أماكن العبادة "أمر غير مقبول"، مؤكداً "ضرورة احترام وحماية الباحثين عن مأوى، لا استهدافهم بالغارات".
وأضاف جوتيريش: "لقد أزهِقت أرواح كثيرة بالفعل، هناك حاجة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، داعياً كافة الأطراف إلى ضمان احترام المدنيين وحمايتهم في جميع الأوقات، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع على نطاق واسع.
فرنسا: استمرار حرب غزة أمر غير مبرر
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "إدانته الشديدة" للقصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة في غزة تحظى "بحماية تاريخية من فرنسا".
وقال ماكرون في منشور على منصة إكس: "لقد تحدّثتُ مع الكاردينال بيتسابالا، بطريرك القدس اللاتين"، مؤكّداً "تضامن فرنسا مع جميع المسيحيين الفلسطينيين الذين هم اليوم، من غزة إلى الطيبة، يتعرضون للتهديد".
وأضاف ماكرون: "قلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم وجميع المسيحيين الذين يعيشون الجحيم مثل جميع المدنيين الفلسطينيين في غزة والرهائن".
وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ "استمرار هذه الحرب أمر غير مبرّر"، مندداً بأنه "في كل يوم يُقتل العشرات من المدنيين الفلسطينيين في غزة".
وأضاف: "يجب تثبيت وقف إطلاق النار فوراً، وتحرير المدنيين والرهائن من خطر الحرب الدائمة"، معتبراً أن "عدم دخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع أمر غير مبرر وغير لائق، ويعد انتهاكاً لجميع المبادئ الدولية للعمل الإنساني".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو القصف الإسرائيلي لكنيسة العائلة المقدسة في غزة بأنه "غير مقبول".
وأوضح بارو على منصة "إكس" أن الكنيسة تحظى بحماية تاريخية من فرنسا، مضيفاً: "لقد أعربت عن تأثر بلادنا وتضامنها مع بطريرك القدس اللاتين.. إن هذه الاعتداءات لا تُحتمل، وحان الوقت لتتوقف المذبحة في غزة".
إيطاليا تحمل إسرائيل المسؤولية
وحملت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني إسرائيل مسؤولية الهجوم على الكنيسة.
وقالت ميلوني في بيان: "الهجمات التي تشنها إسرائيل على السكان المدنيين منذ أشهر غير مقبولة.. لا يمكن لأي عمل عسكري أن يبرر مثل هذا السلوك".
السعودية تدعو لوضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي
وأدانت وزارة الخارجية السعودية القصف الإسرائيلي لكنيسة دير اللاتين في غزة، وأعربت عن استنكارها الشديد لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته المتكررة ضد المدنيين ودور العبادة.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن الاعتداءات الإسرائيلية دون رادع تستدعي موقفاً جاداً من كافة الدول لوضع حد "لجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تعرض الأمن والاستقرار في المنطقة للخطر".
وجددت المملكة مطالبتها للمجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، بالتصدي للممارسات الإسرائيلية وتفعيل آليات المحاسبة والمساءلة الدولية تجاهها.
مصر تدين استهداف دور العبادة
كما نددت مصر بقصف واستهداف الاحتلال الإسرائيلي لدور العبادة في قطاع غزة، من مساجد وكنائس وآخرها كنيسة دير اللاتين في غزة.
ووصفت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، قصف واستهداف دور العبادة في قطاع غزة بأنه "جريمة جديدة وانتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني".
وجاء في بيان الخارجية: "تعرب مصر عن استنكارها الشديد للانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة لكافة قواعد القانون الدولي الإنساني في حربها ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي لوضع حد لتلك الانتهاكات، وإلزام إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالاضطلاع بمسئولياتها في حماية دور العبادة وعدم المساس بأى شكل من الأشكال بالأماكن المقدسة".
الأردن: خرق فاضح للقانون الدولي
وأدانت المملكة الأردنية الهاشمية بأشد العبارات، القصف الإسرائيلي لكنيسة دير اللاتين في غزة، باعتباره خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، خصوصاً اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة أن "قصف إسرائيل لكنيسة دير اللاتين يعد امتداداً لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تواصل عدوانها واستهدافها الممنهج للمدنيين الأبرياء في القطاع".
وشدد القضاة على "ضرورة امتثال إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، لا سيما القانون الدولي الإنساني، وبشكل خاص الامتناع عن مهاجمة الأعيان المدنية ودور العبادة في قطاع غزة بشكل فوري".
ودعا السفير المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وضرورة اتخاذ موقف فاعل يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، ويضمن إدخال المساعدات الكافية والفورية إلى القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة سببها ويفاقمها العدوان.
البطريركية اللاتينية في القدس
وكانت البطريركية اللاتينية في القدس، التي تشرف على كنيسة العائلة المقدسة، قالت إن قصفاً إسرائيلياً استهدف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة، الخميس، وإنها "تدين وتشجب بشدة استهداف المدنيين الأبرياء والاعتداء على أحد بيوت العبادة".
وذكرت البطريركية، في بيان، أن قصف الجيش الإسرائيلي لمجمع الكنيسة قتل امرأتين ورجلاً وتسبب بإصابة آخرين، وأضافت: "يجب أن تتوقف هذه الحرب البشعة".
وذكرت في البيان أن الكثير من الفلسطينيين كانوا قد نزحوا "إلى كنيسة العائلة المقدسة ليجدوا فيها ملاذاً آمناً، يحميهم من أهوال الحرب، لا سيما وقد فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وكرامتهم".
وقالت البطريركية اللاتينية في القدس، في وقت سابق، إن كاهن كنيسة غزة الأب جبرائيل رومانيللي من بين المصابين، مضيفة أن أضراراً لحقت بالكنيسة.
واعتاد الأب رومانيللي، وهو أرجنتيني، إطلاع بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس بانتظام على مستجدات الحرب برسائل ومكالمات.
وأظهرت لقطات تلفزيونية الأب وهو جالس في المستشفى الأهلي في غزة وضمادات تحيط بأسفل ساقه اليمنى.
وأشارت كنيسة العائلة المقدسة في غزة، في بيان منفصل، إلى وقوع "عدد من الجرحى، بعضهم في حالة حرجة".
وفي برقية تضامن مع الضحايا والمصابين، عبر بابا الفاتيكان البابا ليو عن "بالغ حزنه" ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وأظهرت البرقية الموقعة من وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين أن البابا عبر عن "أمله الكبير في الحوار والمصالحة والسلام الدائم في المنطقة"، ولم تتضمن البرقية أي ذكر لإسرائيل.
إسرائيل تقصف كنيسة غزة
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن التحقيق الأولي يشير إلى أن شظايا قذيفة أطلقت خلال نشاط عملياتي في المنطقة أصابت
الكنيسة "عن طريق الخطأ"، وإن "سبب الحادث قيد المراجعة".
وزعم أن إسرائيل لم تستهدف كنائس أو مواقع دينية، وعبر عن أسفه لما لحق بكنيسة العائلة المقدسة والمدنيين من أضرار.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل تأسف بشدة لسقوط قذيفة طائشة على كنيسة العائلة المقدسة في غزة" وإن "كل روح بريئة تفقد مأساة".
وأضاف نتنياهو، في بيان، أن "إسرائيل تحقق في الحادث وتبقى ملتزمة بحماية المدنيين والأماكن المقدسة".
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحافيين: " إن نتنياهو أبلغ ترمب أن قصف الكنيسة الكاثوليكية في غزة كان "عن طريق الخطأ"، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وافق على إصدار بيان.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن غضب ترمب من الحادث "كان أكبر مما أُشيع"، مشيرة إلى أن واشنطن طالبت إسرائيل بفتح تحقيق في الهجوم.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله إن ترمب شعر بالغضب عند سماعه بالهجوم على الكنيسة، وسأل فريقه فوراً عن سبب استهدافها، ثم طلب التحدث إلى نتنياهو مباشرة.
وخلال الاتصال، طلب ترمب من نتنياهو تفسيراً لما حدث، وعندما رد الأخير بأن الأمر كان "خطأ غير مقصود"، أصر ترمب على أن تصدر إسرائيل بياناً تعترف فيه بذلك، وهو ما حدث بعد وقت قصير.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى أكثر من 58 ألفاً حتى الآن، فيما بلغت الإصابات 139 ألفاً و607 منذ 7 أكتوبر 2023.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية أن إسرائيل قتلت 7 آلاف 750 شخصاً، وأصابت 27 ألفاً و566 آخرين منذ 18 مارس 2025، أي منذ استئناف إسرائيل الحرب على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.