وافتتحت الجلسة بسعر 47 دولاراً للسهم، وهو أعلى بنسبة 38 في المئة من سعر الطرح الأولي.
وسعرت ريديت، ومقرها سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، الاكتتاب العام الأولي الخاص بها في نطاق 31 إلى 34 دولاراً للسهم، وتتوقع ريديت أن تكسب ما يقرب من 450 مليون دولار من عائدات الاكتتاب العام، إذا تم تسعير الأسهم عند منتصف النطاق المتوقع.
ووفقاً لسعر السهم عند الاكتتاب البالغ 34 دولاراً، قُدرت قيمة الشركة التي يصل عدد مستخدميها إلى 73 مليون شخص، بنحو 6.4 مليار دولار، لكن مع ارتفاع السهم بعد الطرح، ارتفعت هذه القيمة لتتجاوز 8.5 مليار دولار.
اكتتاب عام لشركة تكنولوجية جديدة بعد طول انتظار
وطرح ريديت في البورصة هو أول طرح عام لشركة وسائل تواصل اجتماعي رئيسية منذ اكتتاب منصة بنترست عام 2019، ولذلك طال انتظاره، إذ تم تقديم الطلب قبل أكثر من عامين.
وكانت ريديت قد تقدمت بشكل سري بطلب للاكتتاب العام في ديسمبر كانون الأول 2021، لكن سياسة التشديد التي مارسها بنك الاحتياطي الفيدرالي عرقلت هذه الخطوة.
وارتفعت إيرادات ريديت السنوية لعام 2023 بنسبة 20 في المئة إلى 804 ملايين دولار من 666.7 مليون دولار في العام السابق، بحسب بيانات الشركة.
وسجلت الشركة أيضاً خسارة صافية قدرها 90.8 مليون دولار العام الماضي، وهي أقل من خسارتها البالغة 158.6 مليون دولار في عام 2022.
مجالات جديدة للنمو
يمكن للأموال التي يتم جمعها من الاكتتاب العام الناجح أن تساعد ريديت على الاستثمار في المجالات الرئيسية للنمو، بما في ذلك بناء مصادر إيرادات جديدة في سعيها لتكون مزود بيانات لصناعة نماذج لغة الذكاء الاصطناعي، ويمكن أن يؤدي الطرح العام الناجح أيضاً إلى إنشاء هيكل ملكية مستدام لشركة لها تاريخ من التغييرات في الملكية والخلافات على القيادة.
لكن نجاحها ليس مضموناً، فلم تحقق شركة ريديت أرباحاً على الإطلاق، وباعترافها «قد لا نكون قادرين على تحقيق الربحية أو الحفاظ عليها في المستقبل»، وتمنح الشركة أيضاً المستخدمين المخلصين فرصة شراء أسهم الاكتتاب العام، وهي خطوة «رائعة للعلاقات العامة ولكنها محفوفة بالمخاطر من الناحية العملية»، وفقاً لما ذكره كامران أنصاري، الشريك في شركة الاستثمار هيدلاين (Headline)، لأن هؤلاء المستخدمين يمكن أن يتسببوا في تقلبات في سعر السهم إذا قاموا ببيع الأسهم بسرعة.
عام 2021 كان عاماً قياسياً بالنسبة للشركات التي تتطلع إلى الظهور لأول مرة في سوق الأسهم الأميركية، ولكن عملية إبرام الصفقات في وول ستريت تقلصت إلى حد كبير منذ ذلك الحين، مع زيادة المخاوف لدى المسؤولين التنفيذيين من الركود وارتفاع أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية.
وفي الوقت الذي يتوجه نشاط الاكتتاب العام الآن نحو الارتفاع -فقد تم تسعير 23 اكتتاباً عاماً أولياً حتى الآن هذا العام، بزيادة قدرها 15% على العام الماضي- كان أداء الشركات التي طرحت للاكتتاب العام أقل من أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو نقطتين مئويتين، وفقاً لبيانات مؤشر الاكتتاب العام رينيسانس.
صعوبات تواجه ريديت
قامت Reddit بتسعير أسهمها عند 34 دولاراً لكل سهم، ما يقدر قيمة الشركة بنحو 6 مليارات دولار، أي أقل من التقييم البالغ 10 مليارات دولار الذي استهدفته الشركة في السوق الخاصة في عام 2021، وهو ما قد يكون بمثابة تذكير بأنه في عصر استمرار أسعار الفائدة المرتفعة، يأتي المال الآن بتكلفة أعلى.
وقال ديفيد ترينر، الرئيس التنفيذي لشركة New Constructs، «يمثل الاكتتاب العام الأولي لشركة ريديت عودة الاكتتاب العام غير المرغوب فيه، ونعتقد أن الشركة قد لا تتمكن أبداً من تحقيق الدخل من منصتها دون إثارة غضب مستخدميها، وأن الفرضية الكاملة لريديت هي محتوى ينشئه المستخدمون».
ومع ذلك، قد لا يكون هناك وقت أفضل من الوقت الحالي لطرح ريديت أسهمها، فتستعد صناعة وسائل التواصل الاجتماعي لتغيير محتمل إذا تم المضي قدماً في مشروع القانون الذي قد يؤدي إلى حظر تيك توك في الولايات المتحدة -والذي أقره مجلس النواب بالفعل- بشكل أكبر.
ويعتقد البعض في وول ستريت أيضاً أن لدى ريديت مجالاً أكبر للنمو، بعد زيادة قاعدة مستخدميها بنحو 40% بين عامي 2021 و2023.
وقال سكوت كيسلر، رئيس قطاع التكنولوجيا العالمي في شركة الأبحاث ثيرد بريدج، «هناك بالفعل إمكانات نمو كبيرة عندما يتعلق الأمر بأماكن معينة خارج الولايات المتحدة، وخاصة تلك التي تعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية فيها.. لقد تم تسليط الضوء على الهند، على سبيل المثال، باعتبارها فرصة كبيرة للغاية»، وأضاف أن ريديت متاح بأقل من 10 لغات، ما يعني أن الشركة يمكن أن تجد أيضاً نمواً جديداً.
وقال كيسلر «إن التحدي الكبير، بالطبع، لا يتمثل في نمو عدد المستخدمين فحسب، بل في تحقيق الدخل المرتبط به».
من بين خطط Reddit لتحقيق الدخل بشكل أفضل لهؤلاء المستخدمين هو ترخيص بياناتهم للمساعدة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وقد أعلنت الشركة مؤخراً عن صفقة ترخيص للذكاء الاصطناعي مع غوغل يقال إن قيمتها تبلغ 60 مليون دولار سنوياً.
وبينما يبدو من المؤكد أن ما يسمى بـ«الصفحة الأولى للإنترنت» لديها إمكانات كمصدر للبيانات، يبدو أن بعض المستخدمين محبطون من فكرة بيع المحتوى الخاص بهم لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي.
وكشفت ريديت الأسبوع الماضي أن لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تدرس خططها لترخيص البيانات لشركات الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن الشركة قالت إنها لا تعتقد أنها انتهكت قانون حماية المستهلك الأميركي.