تأتي هذه الأخبار بعد أن عقدت وكالة الفضاء الأميركية اجتماعاً رسمياً يوم السبت لتحديد ما إذا كانت مركبة «ستارلاينر» من بوينغ آمنة بما يكفي لإعادة الطاقم إلى الأرض، أو ما إذا كانت مركبة «كرو دراغون» الخاصة بشركة «سبيس إكس» ستتدخل لتنفيذ هذه المهمة.
كانت مركبة «ستارلاينر» التي نقلت رواد الفضاء سوني ويليامز وبوتش ويلمور إلى محطة الفضاء في أوائل يونيو، قد تعرضت لمشكلات مع تسربات الهيليوم وتعطل بعض المحركات في المرحلة الأولى من رحلتها التجريبية المأهولة الأولى، أمضى المهندسون أسابيع في محاولة لفهم هذه المشكلات بشكل أفضل، وقالت بوينغ في 2 أغسطس إنها لا تزال واثقة من أن المركبة ستكون قادرة على إعادة ويليامز وويلمور إلى الأرض.
ومع ذلك، كشفت ناسا خلال مؤتمر صحفي في 7 أغسطس آب أن النقاشات داخل وكالة الفضاء حول سلامة كبسولة «ستارلاينر» قد تطورت؛ ما دفع الوكالة الفيدرالية إلى النظر بجدية في استخدام مركبة «كرو دراغون» من سبيس إكس لإعادة رواد الفضاء إلى الأرض، وذكرت الوكالة أن ممثليها عبر مختلف الإدارات والمراكز البحثية كانوا متفقين بالإجماع على هذا القرار.
قال نيلسون، مدير ناسا: «لقد ارتكبنا أخطاءً في الماضي؛ فقدنا مكوكين فضائيين نتيجة عدم وجود ثقافة تسمح بتقديم المعلومات بشكل صحيح، الطيران الفضائي محفوف بالمخاطر، حتى في أفضل حالاته وأكثرها روتينية، ورحلة تجريبية، بطبيعتها، ليست آمنة ولا روتينية».
كانت سبيس إكس مستعدة بالفعل لتنفيذ مهمة روتينية إلى محطة الفضاء الدولية لنقل أربعة رواد فضاء كجزء من دورات الطاقم القياسية على متن المحطة المدارية، ولكن سيتم الآن إعادة تكوين هذه المهمة، المسماة «كرو-9»، لنقل رائدي الفضاء فقط بدلاً من الأربعة.
سيسمح هذا التعديل بوجود مقعدين فارغين ليحتلهما ويليامز وويلمور في رحلة «كرو-9» للعودة إلى الأرض، كما سينضم رواد الفضاء إلى فريق «كرو-9»، ليصبحوا جزءاً من البعثة الرسمية لمحطة الفضاء الدولية، وبذلك، سيبقون في الموقع لمدة إضافية تصل إلى ستة أشهر، وهي مدة المهمة الروتينية لمحطة الفضاء.
سيتم دفع موعد عودة الثنائي إلى فبراير 2025 على الأقل. أما مركبة «ستارلاينر»، فستعود إلى الأرض دون طاقم، وإذا سارت رحلة العودة غير المأهولة بشكل جيد، فإن ناسا ستواجه قراراً حاسماً بشأن منح «ستارلاينر» شهادة رسمية للطيران البشري إلى الفضاء، وهي خطوة ستؤهل المركبة للقيام برحلات روتينية إلى المدار.
لم يكن هناك أي ممثلين من بوينغ في المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم السبت.
وفي بيان صادر يوم السبت، قالت بوينغ إنها «تركز أولاً وقبل كل شيء على سلامة الطاقم والمركبة الفضائية، نحن ننفذ المهمة كما حددتها ناسا، ونستعد لإعادة المركبة الفضائية غير المأهولة بأمان ونجاح».
من جانبه، قال ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري التابع لناسا، يوم السبت «إن هناك اختلافاً طفيفاً في وجهات النظر (بين ناسا وبوينغ) في ما يتعلق بمستوى المخاطر»، وأضاف: «يتوقف الأمر على كيفية تقييمك المخاطر، لقد فعلنا ذلك بشكل مختلف قليلاً مع طاقمنا عمّا فعلته بوينغ».
وأكد نيلسون لاحقاً أنه واثق بنسبة «100%» من أن بوينغ ستعالج المشكلات، وستقوم بتحضير «ستارلاينر» لمهمة مأهولة أخرى في المستقبل.
وقد ردت غوين شوتويل، الرئيسة التنفيذية للعمليات في سبيس إكس، على الأخبار بتغريدة على منصة X (تويتر سابقاً) قائلة «سبيس إكس جاهزة لدعم ناسا بأي طريقة ممكنة».
مسار ستارلاينر المتعثر
لقد قالت ناسا مراراً إن قدرة سبيس إكس على التدخل تسلط الضوء على كيف صممت وكالة الفضاء برنامج الطاقم التجاري الخاص بها، والذي تم تطوير كل من «ستارلاينر» و«كرو دراغون» تحت مظلته، بحيث يمكن لكل مركبة أن تكون بديلةً للأخرى.
صرَّح كين باورسوكس، المدير المساعد لمديرية عمليات الفضاء التابعة لناسا، في 7 أغسطس آب «نحن في وضع جديد نوعاً ما الآن، حيث لدينا خيارات متعددة.. وهذا شيء سنضطر للتعامل معه في المستقبل، قد نجد أنفسنا في وضع نحتاج فيه إلى إعادة طاقم (سبيس إكس) دراغون أو طاقم (روسيا) سويوز على متن ستارلاينر».
لكن الوكالة الفيدرالية موَّلت تطوير كل من «كرو دراغون» من سبيس إكس و«ستارلاينر» من بوينغ في الوقت نفسه في عام 2014، وقد دخلت «كرو دراغون» في الخدمة منذ أربع سنوات، بينما يعاني برنامج «ستارلاينر» من تجاوزات في التكاليف بمئات الملايين من الدولارات وتأخر لسنوات.
قد تؤدي مشكلات «ستارلاينر» إلى نقاشات حادة حول ما إذا كان ينبغي منحها شهادة الطيران البشري أم لا، لا سيما بالنظر إلى أن المركبة لم تكمل مهمتها كما هو مخطط لها.
إذا تم منح «ستارلاينر» الشهادة النهائية، فقد تنضم إلى «كرو دراغون» في القيام برحلات روتينية إلى محطة الفضاء الدولية، حالياً، تحدث تلك الرحلات كل ستة أشهر تقريباً.
أما إذا لم تحصل المركبة على الشهادة، فسيكون ذلك بمثابة ضربة أخرى لسمعة بوينغ المتضررة بالفعل، وقد يكلف الشركة ملايين الدولارات الإضافية على رأسها نحو 1.5 مليار دولار التي خسرتها بالفعل في برنامج «ستارلاينر».
في الوقت الحالي، من غير الواضح مَن سيتحمل تكاليف الاختبارات الإضافية والتطوير الذي قد يكون مطلوباً لإتمام برنامج «ستارلاينر».
(جاكي واتلز CNN)