أصرت وزارة الخارجية الألمانية على الاستمرار في السخرية من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ما أدى إلى تعميق الخلاف بين الأخير والمسؤولين الألمان، حسبما أفادت مجلة "بوليتيكو" الأميركية. 

وقالت المجلة، في تقرير نشرته الجمعة، إن الخلاف بدأ عندما ادعى ترمب خلال المناظرة الرئاسية الأميركية، الثلاثاء، أن ألمانيا فشلت في التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، وأن الألمان "عادوا إلى بناء محطات الطاقة التقليدية". 

وغضبت وزارة الخارجية الألمانية بسبب تعليقات المرشح الجمهوري، وردت بمنشور غير معتاد على حسابها الرسمي على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، قائلة: "سواء أعجبك ذلك أم لا: نظام الطاقة في ألمانيا يعمل بكامل طاقته، ويتم استخدام أكثر من 50% منه من مصادر الطاقة المتجددة، ونحن نعمل على إغلاق المحطات العاملة بالفحم والطاقة النووية، وليس بناؤها، كما سيتم إيقاف استخدام الفحم بحلول عام 2038 على أقصى تقدير". 

وفي إشارة إلى ادعاء ترمب بأن المهاجرين غير الشرعيين يأكلون الحيوانات الأليفة المملوكة للسكان الأميركيين في أوهايو، أضافت الوزارة الألمانية في بيانها تعليقاً لاذعاً قالت فيه: "ملاحظة: نحن أيضاً لا نأكل القطط والكلاب". 

وعلى الرغم من ردود الفعل العنيفة التي تلقتها من حلفاء ترمب، بما في ذلك سفيره السابق في ألمانيا، ريتشارد جرينيل، الذي اتهم برلين بـ"التدخل الصارخ في الانتخابات"، فقد أصرَت الوزارة الألمانية على تبني هذا النهج اللاذع. 

وكتبت آنا لورمان، وزيرة الدولة الألمانية لشؤون أوروبا، الخميس، أن الرد على "المعلومات المضللة" التي أطلقها ترمب "بالحقائق والفكاهة" كان "الرد الصحيح"، مضيفة:" بصفتنا ديمقراطيين، فإنه لا يمكننا السماح للتصريحات الكاذبة أن تمر دون تعليق". 

وتابعت: "لقد توقفنا عن استخدام الطاقة النووية، ونحرق كميات أقل من الفحم مقارنةً بالكميات التي كان يتم حرقها منذ الستينيات، وإمدادات الطاقة لدينا مستقرة وستظل كذلك". 

ويخوض ترمب حالياً سباقاً محتدماً للوصول إلى البيت الأبيض ضد نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، حيث أظهرت استطلاعات الرأي في العديد من الولايات المتأرجحة أن السباق بات متقارباً للغاية. 

ووفقاً لـ "بوليتيكو"، فإن الدخول في مواجهة مع ترمب تعد مخاطرة بالنسبة للمسؤولين الألمان، إذ أن الأمر قد يؤذيهم في حال انتُخب مرة أخرى رئيساً للولايات المتحدة خلال نوفمبر المقبل، وذلك بالنظر لاعتماد برلين على "القوة العسكرية الأميركية للدفاع عن نفسها". 

وكان ترمب يهاجم ألمانيا كثيراً أثناء فترة رئاسته، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالإنفاق الدفاعي للبلاد، ووصف الرئيس السابق برلين مراراً بأنها "مقصرة" في هذا المجال، وهدد بسحب 12 ألف جندي من البلاد، قائلاً في ذلك الوقت: "لا نريد أن نكون سُذجاً بعد الآن". 

والخميس، هاجم ريتشارد جرينيل السفير الأميركي السابق في ألمانيا مرة أخرى برلين قائلاً: "إن وزارة الخارجية الألمانية كذبت بشأن إنجازاتها في مجال الطاقة"، وأضاف:" على الولايات المتحدة أن تكون أكثر وعياً بشأن تدخل الحكومة الألمانية الحالية في الانتخابات".