ففي لبنان، وبينما كانت إسرائيل تستهدف كبار قادة حزب الله من خلال عمليات الاغتيال، توصل زعيمه حسن نصر الله إلى استنتاج مفاده أنه إذا كانت إسرائيل تتجه نحو التكنولوجيا العالية، فإن حزب الله سوف يتلقى ضربات مؤلمة.
وفي فبراير الماضي، قال نصر الله إن إسرائيل تستخدم شبكات الهاتف المحمول لتحديد مواقع عملائه.
وأضاف في خطاب تلفزيوني: "تسألونني أين العميل؟ أقول لكم إن الهاتف الذي بين أيديكم وأيدي زوجاتكم وأطفالكم هو العميل".
ثم قال نصر الله: "ادفنوه. ضعوه في صندوق حديدي وأغلقوه".
وكانت رسالة نصر الله واضحة، إذ كان على دراية بالتقدم التكنولوجي لدى إسرائيل، والحل من وجهة نظره كان التخلي عن التكنولوجيا، وعلى رأسها الهاتف المحمول.
وحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، كان نصر الله يعمل لسنوات عدة على أن يعتمد حزب الله بدلا من ذلك على أجهزة "البيجر"، التي رغم قدراتها المحدودة يمكنها تلقي البيانات من دون الكشف عن موقع المستخدم أو أي معلومات أخرى قد تعرضه للخطر.
إلا أن مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية رأوا فرصة في ذلك الأمر.
فعندما قرر نصر الله توسيع استخدام أجهزة "البيجر"، نصبت إسرائيل الفخ لحزب الله، ووضعت خطة لإنشاء شركة وهمية تعمل كمنتج لهذه الأجهزة.
وكشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن شركة "بي إيه سي" المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة "البيجر" في لبنان، الثلاثاء والأربعاء، ما هي إلا جزء من "واجهة إسرائيلية".
وكانت شركة "غولد أبوللو" التايوانية لصناعة أجهزة "البيجر"، ذكرت الأربعاء، أن نموذج الأجهزة الذي استخدم في تفجيرات لبنان هو من إنتاج شركة "بي إيه سي كونسلتنغ"، التي تتخذ من بودابست مقرا ولديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.
وقالت "نيويورك تايمز" نقلا عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة "البيجر".
وأشارت الصحيفة إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة "الاستخبارات الإسرائيلية".