تعهد رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الأحد، بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، طالما أنه على رأس الحكومة في البلاد، حسبما نقلت عنه مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وقال فيكو، في البرنامج الحواري الأسبوعي (5 دقائق قبل الـ 12): "طالما أنني رئيس الحكومة السلوفاكية، فإنني سأوجه أعضاء البرلمان الذين يخضعون لسيطرتي بصفتي رئيس حزب (سمير إس دي) الحاكم، بعدم الموافقة أبداً على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي".
وترغب قيادة "الناتو" في انضمام كييف إلى التحالف العسكري بعد انتهاء حربها مع روسيا، إلا أن تصريح فيكو يبرز الصعوبات السياسية المحتملة التي قد تنشأ في حال استمرار السعي لتحقيق هذا الهدف.
وتتناقض تصريحات فيكو بشكل حاد مع موقف مارك روته، الأمين العام الجديد لحلف "الناتو"، الذي قال الخميس، إن "كييف باتت أقرب الآن إلى الحلف من أي وقت مضى، وستستمر على هذا المسار حتى تصبح عضواً في تحالفنا".
وبموجب معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي لعام 1949، فإن القرارات المتعلقة بالتوسع تُتخذ "بالموافقة بالإجماع"، وهذا يعني أن معارضة فيكو لانضمام أوكرانيا إلى الحلف قد يعيق حصولها على عضويته، وذلك على الأقل حتى نهاية فترة حكمه الحالية في عام 2027، كما أن هناك دولاً أخرى صديقة لروسيا في "الناتو" قد تسعى إلى إحباط تطلعات كييف للحصول على العضوية، بحسب "بوليتيكو".
وحدث موقف مماثل بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، عندما تقدمت السويد وفنلندا بطلب الانضمام إلى الحلف، لكن تم منعهما من قبل تركيا والمجر لمدة عام و10 أشهر، وفي حين اعترضت أنقرة على أنشطة الناشطين الأكراد في ستوكهولم، والقيود المفروضة على صادرات الأسلحة الغربية إليها، فإنه لم يتم ذكر أسباب مقاومة انضمام هلسنكي بشكل صريح، إلا أنه تم قبول انضمام البلدين أخيراً في الرابع من أبريل الماضي.
ومنذ فوزه بإعادة الانتخاب في الخريف الماضي، عكس فيكو سياسة الحكومة السابقة التي كانت تقدم الدعم المادي لأوكرانيا في حربها مع القوات الروسية، وتعهد، بدلاً من ذلك، بأن حكومته لن ترسل "رصاصة أخرى"، بينما يسعى للتواصل مع موسكو جنباً إلى جنب مع رئيس وزراء المجر المجاورة فيكتور أوربان.
كما تعهد فيكو، الخميس الماضي، "ببذل كل ما في وسعه لتجديد العلاقات الاقتصادية مع روسيا".
وقالت "بوليتيكو" إنه بعد تصريحاته في مقابلة، الأحد، شدد فيكو مرة أخرى على تعهداته، مقترحاً زيارة موسكو في مايو المقبل للاحتفال بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية "في حال تمت دعوته".
وأثناء حديثه في حفل أُقيم لإحياء ذكرى وصول قوات الاتحاد السوفييتي السابق في 6 أكتوبر 1944 إلى ممر دوكلا الوعر بالقرب من حدود سلوفاكيا مع بولندا، أكد فيكو أن "التضحيات الروسية ساعدت في تحرير براتيسلافا (عاصمة سلوفاكيا) من الحكم النازي"، قائلاً: "لقد جاءت حريتنا من الشرق، ولا شيء على الإطلاق يمكن أن يغير هذه الحقيقة".