أبدى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان استعداد بلاده للعودة إلى الاتفاق النووي، واقترح إجراء استفتاء بين الفلسطينيين في الداخل والخارج ليقرروا مستقبلهم، مطالباً المجتمع الدولي بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.

واتهم بزشكيان، في كلمته خلال الاجتماع الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مساء الثلاثاء (بالتوقيت المحلي)، إسرائيل باغتيال العلماء والدبلوماسيين والضيوف، ودعم "داعش والجماعات الإرهابية سراً وعلانية"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وقال إن شعوب العالم شاهدت طبيعة الكيان الإسرائيلي مؤخراً، "لقد رأت كيف يرتكب قادة هذا الكيان الجرائم، إذ قتلوا خلال 11 شهراً أكثر من 41 ألف إنسان بريء في غزة، معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء، لكنهم يعتبرون الإبادة الجماعية وقتل الأطفال وجرائم الحرب وإرهاب الدولة دفاعا مشروعاً، بينما المستشفيات ورياض الأطفال والمدارس أهدافا عسكرية مشروعة".

وأضاف: "يصفون الشعوب المحبة للحرية التي تحتج على الإبادة الجماعية في غرب وشرق العالم بأنها معادية للسامية، ويطلقون صفة الإرهابي على الشعب المظلوم (الفلسطيني) الذي انتفض ضدهم بعد 7 عقود من الاحتلال والإذلال".

وطالب بزشكيان المجتمع الدولي بوقف العنف، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، و"إيقاف وحشية إسرائيل الجنونية في لبنان قبل أن تشعل المنطقة والعالم"، وفقاً للوكالة.

وقال إن "الطريقة الوحيدة لإنهاء كابوس انعدام الأمن المستمر منذ 70 عاماً في غرب آسيا والعالم هو استعادة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ونقترح أن يقرر كل الشعب الفلسطيني، سواء أولئك الموجودين الآن في وطنهم، أو أولئك الذين أجبروا على مغادرة ديارهم، مستقبلهم في استفتاء وطني".

وتابع: نعتقد أنه بمثل هذه الآلية يمكن تحقيق السلام الدائم، بهذه الطريقة فقط يستطيع المسلمون واليهود والمسيحيون العيش معاً في أرض واحدة، في سلام، بعيداً عن العنصرية والفصل العنصري".

بزشكيان: إيران لم تبدأ أي حرب

ودافع الرئيس الإيراني عن الاتهامات الموجهة لبلاده بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وزعزعة استقرار المنطقة، قائلاً إن إيران "لم تبدأ أي حرب" و"لم تحتل أرض أي دولة، ولم تطمع في موارد أي دولة، واقترحت مراراً وتكراراً خططاً مختلفة على جيرانها والمحافل الدولية لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة".

وأضاف بزشكيان أن المنطقة الموحدة والقوية تقوم على عدة مبادئ، أولها "أن تتقبل دول المنطقة أنهم جيران لنا، وبفضل ذلك سنبقى دائماً معاً"، واعتبر أن إسناد الأمن إلى دول خارج المنطقة" ليس مفيداً لأي منا".

وقال بزشكيان إن ثاني المبادئ أن يكون "النظام الجديد للمنطقة شاملاً، ويفيد جميع دول المنطقة"، وثالثها هو "ألا تهدر الدول الجارة والشقيقة مواردها الثمينة باتجاه الاستنزاف وسباق التسلح".

بزشكيان: نريد السلام 

وقال بزشكيان إن إيران "عازمة على توفير وضمان أمنها، وليس زعزعة أمن الآخرين"، وأضاف: "نريد السلام للجميع، ولا نريد الحرب والنزاع مع أحد، نريد السلام والأمن المستقرين لشعبي أوكرانيا وروسيا".

وتابع قائلاً إن إيران تعارض الحرب، وتؤكد على ضرورة الوقف السريع للصراع العسكري في أوكرانيا، وتدعم أي حل سلمي، وترى أن هذه الأزمة تنتهي بالحوار فقط.

وقال: "في العالم المترابط الحالي، لن يتم ضمان أمن ومصالح دولة واحدة أبداً، من خلال تدمير أمن ومصالح الآخرين، يمكن للمنطق التفاعلي أن يخلق فرصاً جديدة للتعاون".

العودة إلى الاتفاق النووي

وتطرق الرئيس الإيراني في كلمته إلى أن إيران والقوى العالمية توصلت إلى "خطة العمل المشتركة الشاملة بنهج قائم على الفرص وقبول أعلى مستوى من المراقبة في المجال النووي، مقابل الاعتراف بحقوق إيران ورفع العقوبات عنها"، معتبراً أن خروج ترمب أحادي الجانب من الاتفاق النووي أظهر نهجاً موجهاً نحو التهديد في المجال السياسي والهيمنة في المجال الاقتصادي.

وقال بزشكيان إن بلاده "كانت ملتزمة بجميع تعهداتها في خطة العمل الشاملة المشتركة بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معتبراً أن "العقوبات أحادية الجانب تستهدف الشعب، وتسعى إلى تدمير الأسس الاقتصادية لبلاده". 

وأضاف الرئيس الإيراني: "نحن مستعدون للتفاعل مع أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، وإذا تم تنفيذ التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة بالكامل وبحسن نية، يمكننا الدخول في مناقشات حول قضايا أخرى أيضاً".

وخاطب الرئيس الإيراني في ثنايا كلمته الشعب الأميركي قائلاً: "أنا أخاطب الشعب الأميركي، ليست إيران هي التي بنت قاعدة عسكرية بجوار حدودكم، وليست إيران هي التي فرضت عقوبات على بلدكم، وأعاقت علاقاتكم التجارية مع العالم، وليست هي التي تمنع حصولكم على الدواء، وتمنع وصولكم إلى النظام المصرفي والنقدي في العالم".