يترأس أمين بن حسن الناصر شركة النفط السعودية العملاقة منذ عام 2015، وهي واحدة من أعلى الشركات قيمة سوقية في العالم والتي تتجاوز تريليوني دولار، وتتجه الأنظار نحو الشركة مع إعلان طرح ثانوي لـ1.545 مليار سهم، أو ما يعادل 0.64 في المئة من أسهم الشركة المصدرة، على أن يبدأ الطرح يوم الأحد الموافق الثاني من يونيو حزيران 2024.
أمين الناصر.. رحلته لقيادة أرامكو
على عكس رؤساء تنفيذيين آخرين في أرامكو، أمين الناصر ليس خريج جامعة أميركية كبرى بل حصل على درجة البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران.
وانخرط بعد تخرجه في عدد من المهام التطويرية، بما في ذلك ندوة التطوير الإداري في أرامكو التي عُقدت في واشنطن عام 1999، وبرنامج أرامكو للأعمال الدولية في عام 2000، وبرنامج كبار التنفيذيين في جامعة كولومبيا الأميركية في عام 2002.
ويمتد تاريخ الناصر الوظيفي في أرامكو إلى أربعة عقود، وقبل أن يصبح الرئيس التنفيذي للشركة في سبتمبر أيلول 2015 شغل مناصب منها النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج، وقاد حينها أكبر برنامج للاستثمار الرأسمالي للشركة في محفظتها المتكاملة للنفط والغاز.
وبجانب منصبه رئيساً تنفيذياً لأبرز شركة طاقة وبتروكيماويات متكاملة في العالم، فهو أيضاً عضو في مجلس إدارة أرامكو، وعضو في جمعية مهندسي البترول منذ عدة عقود.
وتشمل أبرز الجوائز التي حصل عليها الناصر خلال حياته المهنية، جائزة الجمعية للإنجاز مدى الحياة في عام 2017، وميدالية «تشارلز ف. راند» الذهبية في عام 2015 التي تمنحها الجمعية للإنجازات المتميزة في إدارة التعدين، بجانب اختياره من قبل لجنة مكوّنة من كبار مسؤولي الطاقة التنفيذيين في العالم، لينال جائزة شخصية العام التنفيذية في مجال الطاقة في عام 2020.
وفي يوليو تموز 2023، أعلنت «بلاك روك» عن انضمام الناصر، إلى مجلس إدارتها، في خطوة تعكس التزام الشركة المتزايد تجاه الشرق الأوسط كجزء من استراتيجيتها طويلة الأجل.
وتصدر الناصر قائمة فوربس لأقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط لعام 2023، يليه د. سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة أدنوك الإماراتية، ثم أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات، واحتفظوا جميعاً بتصنيفاتهم ضمن القائمة للعام الثالث على التوالي.
أرامكو في عهد الناصر
بدأت أرامكو كمشروع عُرف باسم شركة الزيت العربية الأميركية بعدما اكتشف منقبون من شركة ستاندرد أويل التابعة لعائلة روكفلر النفط في السعودية عام 1938، وبلغ إنتاج النفط الخام من المشروع حينها نحو 500 ألف برميل يومياً في 1949.
وبحلول عام 1980 اشترت الحكومة السعودية جميع الأسهم من كل المساهمين الأصليين وأصبحت تملك الشركة بنسبة 100 في المئة، ثم تأسست شركة أرامكو رسمياً بعد ثماني سنوات، لتبدأ مسيرة الازدهار الاقتصادي في السعودية التي استمرت لعقود.
توسعت أرامكو على مدار عقود وكان الناصر يتدرج في السلم الوظيفي منذ انضمامه للشركة في عام 1982 ليشغل عدداً من المناصب الإشرافية والقيادية، حتى تولى منصب الرئيس التنفيذي في عام 2015، ليخلف خالد الفالح وزير الاستثمار السعودي الحالي، والذي شغل قبلها منصب وزير الطاقة.
وفي ظل قيادة الناصر، تعمل أرامكو على الاستفادة من موقعها الريادي في قطاع التنقيب والإنتاج جنباً إلى جنب مع تعزيز جهود الاستدامة، عبر ضخ استثمارات ضخمة وإطلاق شراكات في مشاريع مشتركة داخل المملكة وعدد من الأسواق العالمية.
-
الخط الزمني منذ عام 2015
في عام 2015، تعهدت أرامكو بخفض كثافة الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وأعلنت التوسعة في مشروع شيبة في عام 2016، كما حصلت الشركة على 230 براءة اختراع في الولايات المتحدة الأميركية في عام 2017.
وكان عام 2019 بمثابة نقلة نوعية لأرامكو، عندما تحولت إلى شركة مساهمة عامة وأُعلن إدراج أسهمها في السوق المالية السعودية (تداول) في طرح عام أولي، جمع مبلغاً غير مسبوق بلغ 29.4 مليار دولار.
كما يعتبر 2022 من الأعوام المميزة لأرامكو عندما أصدرت الشركة تقريرها السنوي الأول للاستدامة، لتؤكد التزامها بدعم جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030.
واتجهت الشركة في عهد الناصر أيضاً للتوسع في عمليات التكرير وصناعة البتروكيماويات، إذ استحوذت على 70 في المئة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في 2020.
وفي عام 2023 استحوذت على أنشطة المنتجات العالمية لشركة فالفولين مقابل 2.65 مليار دولار، كما بدأت في إنشاء عدة مجمعات للبتروكيماويات من بينها مشروع بقيمة سبعة مليارات دولار في كوريا الجنوبية مع شركة إس أويل، ومشروع بقيمة 11.8 مليار دولار في الصين تقوم بتطويره شركة هواجين أرامكو للبتروكيماويات (هابكو).
ذلك بالإضافة إلى إنشاء مجمع بقيمة 11 مليار دولار من خلال مشروع مشترك مع شركة توتال إنرجيز في المملكة، وشراء حصة نسبتها عشرة في المئة في شركة التكرير الصينية رونغشنغ للبتروكيماويات مقابل 3.4 مليار دولار.
وبنهاية ديسمبر كانون الأول 2023، كان لدى شركة النفط العملاقة نحو 251.2 مليار برميل من النفط المكافئ، وهو أكبر من الاحتياطات المجمعة لشركات إكسون موبيل وشيفرون وشل وبي بي وتوتال إنرجيز معاً.