يدعو المئات ممن يعملون على الإشراف على محتوى منصات التواصل الاجتماعي في ألمانيا، وهم الذين يعملون خصيصاً لمراقبة وإزالة المحتوى الضار من منصات مثل «فيسبوك» و«تيك توك»، المشرعين إلى تحسين ظروف عملهم، مستشهدين بوضعهم تحت طائلة الأهداف الصعبة ومخاطر الصحة العقلية.
من المقرر أن يَمثُل جنكيز هاكوز، الذي عمل منسق محتوى في شركة «تيلاس العالمية»، أمام المجلس الرقمي في البرلمان الألماني يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن يخبر المشرعين أن عمله في فحص المواد الضارة تركه «منهكاً عقلياً وعاطفياً».
«تيلاس العالمية» هي مزود معروف لخدمات الإشراف على المحتوى لـ«فيسبوك»، من بين منصات أخرى، إذ تعمل شركات وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تيك توك» التابع لـ«بايتدانس» مع الآلاف من مديري المحتوى حول العالم، والمسؤولين عن منع المستخدمين من رؤية المحتوى الضار مثل المواد الإباحية للأطفال وصور العنف الشديد.
من المتوقع أن يقدّم هاكوز عريضة موقعة من قبل أكثر من 300 مشرف محتوى في ألمانيا، تدعو إلى مجموعة جديدة من الحماية القانونية للعاملين في القطاع، بما في ذلك تحسين الوصول إلى خدمات الصحة العقلية، وحظر اتفاقيات عدم الإفشاء وتحسين الأجور والمزايا.
قال هاكوز لرويترز، «اعتقدت أن الشركة لديها دعم مناسب للصحة العقلية، لكن الأمر ليس كذلك، فهو أشبه بأنشطة التوجيه النفسي فقط»، وأضاف «هذا عمل خطير للغاية وله عواقب وخيمة على العمال.. هذه الوظيفة غيّرتني.. وهؤلاء المتعاقدون الخارجيون يساعدون عمالقة التكنولوجيا على الابتعاد عن مسؤولياتهم».
واجهت ميتا ضغطاً متزايداً جراء ظروف عمل وسطاء المحتوى مع الحفاظ على نظامها الأساسي آمناً، وفي عام 2020، دفعت الشركة تسوية بقيمة 52 مليون دولار لمشرفي المحتوى الأميركيين الذين يعانون من تأثر الصحة العقلية على المدى الطويل.
وجاء في العريضة التي اطلعت عليها رويترز، «بدوننا، ستنهار شركات التواصل الاجتماعي بين عشية وضحاها»، وتابعوا «لا يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي آمنة أبداً ما دامت أماكن العمل لدينا ليست آمنة وعادلة».
(رويترز)