
كشفت مصادر مطلعة على مجريات الحراكالأميركي – الإسرائيلي، لإعادة توطين سكان غزة في الدول الأخرى، يوم الأربعاء، عنالتوصل لاتفاق إستراتيجي يقضي بإيواء سكان غزة في مراكز خاصة في الأردن، لحيناستحصال موافقة مصر.
وقالت المصادر لوكالة شفق نيوز، إنه "رغمالرفض المعلن من قبل جميع الدول العربية لمقترح تهجير سكان غزة وتقديم خطة بديلةمن قبل الحكومة المصرية والتي تقضي بإعادة بناء مدينة غزة المدمرة بتمويل عربي وبمدة تتراوح بين (5-10) أعوام، وخلالها يتم نقل سكانها إلى مراكز إيواء داخلفلسطين أو عند نقاط حدودية مشتركة مع البلدان المجاورة، إلا أن الأمر لا يخلوا منخطط بديلة أو تفاهمات ساندة لمخططات أمريكية – إسرائيلية، عبر ممارسة الضغط علىمصر والأردن، من خلال التهديد بقطع التمويل والدعم".
وأضافت أن "الخطة تقوم على عدة محاور من بينها نقل نحو 2000عائلة لديها طفل مريض يحتاج إلى رعايةطبية، وتحت تلك اليافطة يتم استقدام آخرين وهكذا يتم توطينهم في مراكز إيواء اللاجئينالفلسطينيين في الأردن كما كانت في السباق، حيث توزعت العائلات الفلسطينية علىاكثر من عشرة مخيمات، من بينها مخيمالزرقاء حطين والسخنة في محافظة الزرقاء، وفي محافظة إربد في مخيمات إربد و الشهيد عزمي المفتي، وأيضا فيمخيمات محافظة جرش مخيم جرش".
وأكدت تلك المصادر، أن "الدول العربية حتىالآن ترفض تهجير أهل غزة من مدينتهم"، مردفة بالقول إنه "من المؤمل أنتفصح الاجتماعات العربية في المملكة العربية السعودية والقمة العربية في بغداد عنموقف موحد إزاء الخطط الرامية لتقسيم فلسطين وحل الدولتين، بما يحفظ لسكان فلسطينجميعا وبالأخص أهل غزة والضفة الغربية".
وأشارت المصادر إلى أن "خطط أميركا تغيرتكثيرا عما سبق، إذ بات همها الأكبر هو الاستحواذ على الموارد الاقتصادية المهمة فيمنطقة الشرق الأوسط الجديد، بمعنى آخر أن غزة تحتوي ارضها على موارد مهمة للطاقةإلى جانب موقعها الاستراتيجي، وبذلك تكون وجهة سياحية مهمة تحقق إيرادات عظيمةمستقبلا، ناهيك عن غلتها الزراعية وتلك الأسباب مجتمعة تدفع إلى الاستيلاء عليهامن دون إثارة حفيظة سكانها".
وكان العاهل الأردني عبدالله الثاني قالالأسبوع الماضي، للصحفيين في واشنطن إنّ مصر ستقدّم ردا على خطة ترامب، مشيرا إلى أنّالدول العربية ستناقشه بعد ذلك في محادثات في الرياض، وذلك بعد موافقته علىاستقبال 2000 طفل فلسطيني.
وأثار ترامب ذهولا عندما أعلن مقترحا الأسبوعالماضي يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرةوتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكانآخر من دون خطة لإعادتهم.
وواجه الاقتراح الصادم ردود فعل إقليمية ودوليةرافضة واسعة النطاق، كما أثار تحركا عربيا موحدا في شكل نادر.
ويتمسّك ترامب باقتراحه في كل مناسبة، ويقضيبأن تكون ملكية قطاع غزة للولايات المتحدة، على أن ينتقل سكانه إلى الأردن ومصر مندون أن يكون لهم الحقّ بالعودة بعد إعادة إعماره.
وبالنسبة إلى الفلسطينيين، فإن أي محاولاتلإجبارهم على الخروج من غزة من شأنها أن تعيد ذكريات "النكبة" لدى تأسيسدولة إسرائيل في عام 1948.