في حين أصبح التطبيق الصيني الشهير تيك توك الأكثر شعبية في العالم، فإن نسخة محليّة تسمى "دوين" متاحة للمستهلكين الصينيين تستخدم خوارزميات مختلفة تروّج لمحتوى تثقيفي وتاريخي رزين.

وتظهر هذه الخوارزميات مقاطع فيديو للصينيين بتيار منسق من المواد التي تروّج للوطنية والتماسك الاجتماعي والتطلعات الشخصية، مثل مقاطع للمعلمين يتم الاحتفاء بهم، وتجارب علمية في المنزل، ورجل يحل مكعب روبيك معصوب العينين.

وأثبت "دوين" أنه أداة دعاية محلية مثالية، وهو خط اتصال مباشر من الحزب الشيوعي الحاكم إلى شباب الصين لضخ الرسائل المؤيدة للمجتمع والمرسخة للهوية الوطنية.

ووفقا لصحيفة "ديلي بيست"، يشاهد الأطفال والمراهقون في جميع أنحاء العالم ما معدله 91 دقيقة من مقاطع فيديو تيك توك يوميا، مما يوفر وصولا غير مسبوق إلى عيون وآذان وقلوب وعقول الشباب في العالم.

إدمان "تيك توك"

ووجدت دراسات من الصين أن مناطق الدماغ المرتبطة بالإدمان تضيء في فحوصات الدماغ عندما يعرض على الشباب مقاطع فيديو تيك توك.

وقد أثبت التطبيق المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية أنه أرض خصبة خطيرة للمشاكل النفسية مثل انتشار محتوى الصحة العقلية السلبي، وإثارة التشنجات اللاإرادية المعدية في بعض الفتيات المراهقات، وحتى يحتمل أن تحفز زيادة طفيفة في تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD.

إلا أن ما عملت على تطويره الصين في تطبيق تيك توك المحلي "دوين" هو بناء تأثير دائم على صحة الشباب النفسية والعقلية عبر مقاطع فيديو تغذي العقل والروح.

ومع انتشار "دوين" أكثر فأكثر محليا، يتزايد العداء تجاه "تيك توك" عالميا حيث حظرت الحكومة الكندية الثلاثاء التطبيق على كل هواتفها وأجهزتها، مشيرة إلى "مخاوف على صعيد حماية البيانات"، في الوقت الذي أمهل البيت الأبيض الهيئات الحكومية 30 يوما للتأكد من عدم وجود التطبيق على أي من الأجهزة أو الأنظمة التابعة للحكومة الاتحادية.

مخاطر تجسس

كما حذّر البرلمان الدنماركي الثلثاء موظفيه والنواب من استخدام "تيك توك" على هواتف العمل الخاصة بهم كإجراء خاص بالأمن السيبراني، وسط مخاوف من "مخاطر تجسس".

وقال رئيس البرلمان الدنماركي سورين ينسين إنه بعث برسائل عبر البريد إلكتروني إلى النواب والموظفين، وبها توصية قوية بحذف تطبيق "تيك توك" إذا كان على هواتفهم.

وأعلن كثير من السياسيين في الأيام الماضية أنهم حذفوا التطبيق من هواتف عملهم لأسباب تتعلق بالأمن السيبراني.

من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية في وقت سابق إنها حظرت التطبيق مؤقتا من الهواتف التي يستخدمها الموظفون كإجراء أمني.

وجاء قرار الاتحاد الأوروبي عقب خطوات مماثلة في الولايات المتحدة، حيث حظر أكثر من نصف الولايات في البلاد والكونغرس "تيك توك" من الأجهزة الحكومية الرسمية.

بينما تم حظر التطبيق في الهند بالفعل "بسبب التهديدات التي تطرحها على أمنها ودفاعها الوطنيين".

رد صيني

وردا على ذلك قالت الصين على لسان المتحدث باسم الخارجية ماو نينغ الثلاثاء، إن "الولايات المتحدة تُعمّم مفهوم الأمن القومي وتسيئ استغلال السلطة الوطنية، وتقمع بشكل غير معقول شركات البلدان الأخرى".

وأضاف ماو أن حكومة الولايات المتحدة "يجب أن توفر بيئة منفتحة وعادلة وغير تمييزية للشركات من جميع البلدان للاستثمار والعمل في الولايات المتحدة"، موضحا "بصفتها أقوى دولة في العالم، تحتاج الولايات المتحدة إلى أن تكون أكثر ثقة بالنفس، بدلاً من الخوف الشديد من تطبيق يحبه الشباب".


(ترجمات)