أثّرت عمليات التسريح على صناعة التكنولوجيا بشدة باستثناء شركة آبل وهي أكبر شركة في العالم التي تجنّبت حتى الآن تسريح الموظفين على غرار شركات أخرى مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون وميتا.
لا توجد شركة في العالم ستتجنب التخفيضات الكبيرة بأعداد موظفيها في بيئة اقتصادية متقلبة مثل البيئة الحالية، كما أن شركة آبل ليست محصّنة ضد تحديات الأعمال التي أصابت عمالقة التكنولوجيا الآخرين، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
ومن المتوقع أن تعلن الشركة في فبراير المقبل عن أول انخفاض ربع سنوي في مبيعاتها منذ أكثر من 3 سنوات، كما عمدت إلى إبطاء بعملية التوظيف في بعض المناطق.
لكن الشركة، التي تصنع هاتف آيفون، كانت في وضع أفضل من العديد من المنافسين حتى الآن بشكل جزئي، لأنها قامت بالتوظيف بشكل أبطأ بكثير من تلك الشركات أثناء فترة جائحة كورونا.
منذ نهاية السنة المالية بين سبتمبر 2019 وسبتمبر 2022، نمت القوة العاملة في آبل بنحو 20% لتصل إلى ما يقرب من 164 ألف موظف بدوام كامل.
وخلال الفترة نفسها تقريبا، تضاعف عدد الموظفين في أمازون وارتفع في مايكروسوفت بنسبة 53% وزاد عدد الموظفين في شركة ألفابيت الشركة الأم لشركة غوغل بنسبة 57% في حين تضخم العدد في شركة ميتا وفيسبوك بنسبة 94%.
لدى آبل نحو 65 ألف موظف بيع بالتجزئة يعملون في أكثر من 500 متجر يشكلون ما يقرب من 40% من إجمالي القوى العاملة في الشركة.
موجة تسريح جديدة
وأصبحت "ألفابيت" الجمعة أحدث شركة تقنية تعلن عن تسريح موظفين على نطاق واسع، مع خطة لإلغاء ما يقرب من 12 ألف وظيفة وهي أكبر جولة على الإطلاق لتسريح الوظائف للشركة.
جاء قرار خفض شركة ألفابيت في أعقاب موجة من عمليات التسريح الكبيرة للعمال في أمازون وميتا ومايكروسوفت.
شهدت صناعة التكنولوجيا تسريح أكثر من 200 ألف عامل منذ بداية عام 2022 وفقا لموقع "Layoffs.fyi"، وهو موقع إلكتروني يتتبع التخفيضات في القطاع عند ظهورها في التقارير الإعلامية وإصدارات الشركة.
حدثت آخر جولة كبيرة من عمليات التسريح في شركة آبل في عام 1997 عندما عاد المؤسس المشارك للشركة ستيف جوبز وخفض التكاليف عبر فصل 4100 موظف.
من المقرر أن تقدم شركة آبل تقريرا في 2 فبراير المقبل حيث واجهت تحديات التصنيع في الصين وأدت السياسات الصارمة لعدم انتشار فيروس كوفيد-19 إلى إضعاف الكثير من النشاط الاقتصادي.
يتوقع محللون أن الطلب لم ينحسر على أجهزة آيفون، ومع استمرار الشركة في تكثيف التصنيع من المتوقع أن تنتقل زيادة الطلب إلى مارس المقبل.
لم يكن نموذج أعمال الشركة محصنا تماما من التباطؤ الأوسع نطاقا، حيث استمرت إيرادات خدمات الأعمال في التباطؤ ونمت بنسبة 5% سنويا لتصل إلى 19.2 مليار دولار في سبتمبر الماضي، على الرغم من المكاسب التي تحققت في الأرباع الأخيرة من عام 2022.
ويتوقع كبير محللي الأبحاث في بنك الاستثمار ديفيدسون وشركاه توم فورتي أن تقلل شركة آبل عدد الموظفين، لكنها قد تفعل ذلك بهدوء من خلال تناقص الموظفين عبر عدم استبدال العمال الذين يغادرون.
وأضاف: "يمكن للشركة أن تتحرك في اتجاه إجراء تخفيضات أو تعديلات أخرى على الامتيازات الشائعة في وادي السيليكون. لا تقدّم آبل وجبات غداء مجانية للموظفين في حرمها الجامعي على عكس شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى مثل غوغل وميتا".
مشاريع غير مجدية
من جانبه، قال دانييل مورجان وهو مدير محفظة في شركة "سينوفوس تراست" التي تعد شركة آبل من بين أكبر ممتلكاتها، إن بعض عمالقة التكنولوجيا الذين يسرّحون العمال أنفقوا مبالغ طائلة على مشاريع من غير المرجح أن تتحوّل إلى أعمال قوية في أي وقت قريب.
وأضاف: "كل من ميتا وغوغل مذنبان بشكل رهيب في ذلك".
تضخ "ميتا" مليارات الدولارات في مختبرات "رياليتي لابس" من أجل طموحاتها الجديدة فيما يسمى ميتافيرس.
دافع الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ عن إنفاق الشركة على "رياليتي لابس" وأشار إلى أن الواقع الافتراضي سيصبح منصة تكنولوجية مهمة.
بعد الإعلان عن تسريح العمال، قال الرئيس التنفيذي لشركة ألفابيت سوندار بيتشاي إن الشركة شهدت فترات نمو دراماتيكية خلال العامين الماضيين.
وكتب في رسالة إلى الموظفين الجمعة: "لمواكبة هذا النمو وتعزيزه، قمنا بتعيين واقع اقتصادي مختلف عن الواقع الذي نواجهه اليوم".
تعمل آبل أيضا على رهانات مستقبلية محفوفة بالمخاطر مثل سماعة رأس تعمل بتقنية الواقع المعزز في وقت لاحق من عام 2023 ومشروع سيارة غير مؤكد تاريخ إصداره.
(ترجمات)