أعلنت الأجهزة الأمنية في إسرائيل، الخميس، القبض على إسرائيلي للاشتباه بتورطه في مخطط إيراني لاغتيال مسؤولين إسرائيليين بارزين في إطار "الثأر" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في يوليو الماضي، على ما أفاد إعلام إسرائيلي.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن بيان مشترك لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة، أن أجهزة الأمن ألقت القبض على مدني إسرائيلي الشهر الماضي للاشتباه بأن إيران جندته لاغتيال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزير الدفاع يوآف جالانت أو رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار.

وأضافت أن المشتبه به تم تهريبه إلى إيران مرتين، وتلقى أموالاً مقابل تنفيذ المهام، لافتة إلى أنه وجهت إليه اتهامات، الخميس، دون الكشف عن هويته. 

وأفادت التحقيقات التي أجراها جهاز "الشاباك" والشرطة، بأن المواطن الإسرائيلي اليهودي هو رجل أعمال عاش لفترات طويلة في تركيا، حيث كانت تربطه علاقات تجارية واجتماعية مع مواطنين أتراك وإيرانيين.

وفي أبريل 2024، وافق المشتبه به، من خلال وساطة تركيين، هما أندريه فاروق أصلان وجونيد أصلان، على مقابلة رجل أعمال ثري يعيش في إيران يُدعى إيدي، لتعزيز النشاط التجاري، بحسب "الشاباك".

وسافر المشتبه به إلى مدينة سمنداج التركية القريبة من سوريا، والتقى بمندوبين أرسلهما رجل الأعمال الإيراني. وفي سمنداج، أجرى المشتبه به الإسرائيلي، والإيراني مكالمة هاتفية، بعد أن عجز الأخير عن مغادرة إيران.

وفي مايو 2024، كما يقول الشاباك، سافر المشتبه به إلى تركيا للقاء أندريه وجونايد ومندوبي رجل الأعمال إيدي.

وبعد أن عجز رجل الأعمال الإيراني مجدداً على ما يبدو عن مغادرة إيران والسفر إلى تركيا، تم تهريب الإسرائيلي إلى إيران عبر معبر بري قرب مدينة فان التركية شرق البلاد، بحسب "الشاباك".

وداخل إيران، التقى الإسرائيلي رجل الأعمال الإيراني إيدي وشخص آخر يُدعى خواجة، الذي قدم نفسه بصفته أحد أفراد قوات الأمن الإيرانية. كما قدم المشتبه به الإسرائيلي نفسه بصفته مواطن إسرائيلي خلال اجتماع في منزل إيدي في إيران، بحسب التحقيق.

وخلال ذلك الاجتماع، اقترح إيدي على المشتبه به الإسرائيلي تنفيذ مهام مختلفة في إسرائيل لصالح النظام الإيراني، تشمل إرسال أموال أو مسدس إلى مواقع محددة، والتقاط صور لمناطق عامة مزدحمة، وتهديد مدنيين إسرائيليين يعملون أيضاً لصالح إيران، ولم ينفذوا مهامهم، وفقاً لما توصل إليه "الشاباك".

وقال المشتبه به الإسرائيلي إنه سيفكر في الأمر، وفي أغسطس 2024، عاد إلى إيران. وتم تهريبه إليها عبر معبر بري، مختبئاً داخل شاحنة، وفقاً للتحقيق.

"الثأر لاغتيال لهنية"

وقال "الشاباك" إن الإسرائيلي التقى في منزل إيدي بمسؤولين في الاستخبارات الإيرانية، طلبوا منه "تنفيذ عمليات اغتيال" ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو وزير الدفاع يوآف جالانت، أو رئيس جهاز الأمن العام رونين بار.

كما بحث مسؤولو الاستخبارات الإيرانية إمكانية اغتيال مسؤولين كبار آخرين، بينهم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، وفقاً للتحقيق.

وقال جهاز الأمن العام إن المسؤولين الإيرانيين اعتبروا مخططات الاغتيال "ثأراً" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران خلال يوليو الماضي، والذي نُسب إلى إسرائيل.

ووفقاً للتحقيق، طلب الإسرائيلي مليون دولار دفعة مقدمة قبل تنفيذ أي من المهام.

وفي اليوم التالي، التقى المشتبه به الإسرائيلي مجدداً مسؤولي الاستخبارات الإيرانية، حيث ناقشوا مرة أخرى خطط اغتيال كبار المسؤولين الإسرائيليين، وفقاً لجهاز "الشاباك".

وخلال ذلك الاجتماع، اُقترح كذلك أن يودع الرجل الإسرائيلي أموالاً في مواقع مختلفة داخل إسرائيل لآخرين يعملون لصالح إيران. ومن بين الخطط الأخرى التي اقترحت في الاجتماع أن يقوم بتحديد مواقع روس أو أميركيين وتكليفهم باغتيال معارضين إيرانيين في أوروبا والولايات المتحدة، وتجنيد أحد أعضاء الموساد كعميل مزدوج.

وفي هذا الاجتماع أيضاً، طلب الإسرائيلي مليون دولار مقدماً، لكن عملاء الاستخبارات الإيرانية رفضوا طلبه، وقالوا إنهم سيتصلون به في المستقبل، بحسب "الشاباك".

ووفقاً للتحقيق، قبل مغادرته إيران للمرة الثانية، حصل الإسرائيلي على 5 آلاف يورو من أحد عملاء الاستخبارات الإيرانية لحضور الاجتماعات.