ومن المرجح أن تساعد هذه الأموال في تمويل المبادرات الحكومية، بما في ذلك المشاريع العقارية والسياحية، التي تراهن عليها المملكة للحد من اعتمادها على النفط.
وتستمر فترة بناء سجل الأوامر حتى يوم الخميس من الأسبوع الجاري، على أن يُعلن سعر الطرح النهائي وموعد التخصيص في السابع من يونيو حزيران (الجمعة)، ويتم إيداع الأسهم في التاسع من يونيو حزيران (الأحد المقبل)، بحسب بيان لشركة أرامكو السعودية.
كان المارد السعودي قد جمع ما يقرب من 30 مليار دولار من الطرح العام الأولي في عام 2019، لكن ذلك لم يكن سوى جزء بسيط من شركة النفط العملاقة، فلا تزال المملكة العربية السعودية تمتلك حصة ضخمة تبلغ 82 في المئة من شركة أرامكو، كما يمتلك صندوق الاستثمار العام التابع لها -الذي يستثمر نيابة عن الحكومة- حصة أخرى تبلغ 16 في المئة.
كيف يفيد الطرح الجديد أرامكو؟
من المقرر إطلاق الطرح الثانوي لأرامكو بسعر يتراوح بين 26.70 و29 ريالاً للسهم الواحد لجمع نحو 44.805 مليار ريال (11.95 مليار دولار) عند الحد الأقصى للنطاق السعري، قد تصل العائدات إلى 13.1 مليار دولار عند الحد الأقصى للنطاق إذا تبنت أرامكو خيار التخصيص الزائد، ما سيسمح ببيع نحو 1.7 مليار سهم، بلغ سعر إغلاق سهم أرامكو في 30 مايو أيار 29 ريالاً (7.7 دولار).
وسيوفر الاكتتاب الجديد أموالاً لتمويل العمليات العامة لأرامكو؛ ما يعزز من فرص النمو والبحث والتطوير والتسويق والنفقات الرأسمالية.
قد تكون ظروف الاقتصاد الكلي رياحاً معاكسة أو مسرعات للطروحات سواء الأولية أو الثانوية، وفي حالة كيان عملاق مثل أرامكو، فالسوق متعطشة إذ تعيش أسواق المال حول العالم حالة من الزخم بفضل ارتفاعات تاريخية تشهدها وول ستريت، فقد قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 4.8 في المئة خلال مايو أيار منهياً تعاملات الشهر عند 5277 نقطة، وأضاف مؤشر ناسداك نحو 6.9 في المئة خلال الشهر الماضي ليغلق عند مستوى 16735 نقطة.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 2.4 في المئة مغلقاً عند 38686 نقطة، وكان مؤشر داو جونز قد اخترق مستوى 40 ألف نقطة خلال الشهر الماضي للمرة الأولى في تاريخ وول ستريت، مدفوعاً بآمال خفض أسعار الفائدة لاحقاً خلال العام الجاري.
ماذا يعني طرح أرامكو لسوق الطاقة العالمية؟
في البداية أرامكو هي الشركة الأكبر من حيث القيمة السوقية في العالم، وهي بمثابة جوهرة التاج في المملكة العربية السعودية، وبالتالي من المتوقع أن تؤثر اكتتابات أرامكو على تطور واتجاهات نظام إمدادات الطاقة العالمي في المستقبل، إذ إنها واحدة من أكبر منتجي النفط ومصدريه في العالم، فهي تضخ نحو 10 في بالمئة من الإمدادات العالمية.
مع تحول أرامكو إلى شركة مساهمة عامة، ستزيد حدة المنافسة في سوق النفط العالمية، وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في مستويات الإنتاج واستراتيجيات التسعير وقرارات الاستثمار التي قد تؤثر على منتجي النفط الآخرين.
قد يؤثر نجاح الاكتتاب الثانوي لأرامكو على معنويات المستثمرين تجاه قطاع الطاقة بشكل عام، فقد يؤدي الأداء القوي لأرامكو بعد الاكتتاب إلى جذب المزيد من الاستثمارات إلى صناعة النفط، في حين أن الأداء الضعيف قد يكون له تأثير معاكس، وقد يؤثر الاكتتاب الجديد على أسعار النفط بناءً على كيفية إدارة أرامكو لمستويات إنتاجها وحصتها في السوق بعد الاكتتاب.
وفي كل الظروف حتى الاستثنائية منها، تعمل أرامكو السعودية على توازن سوق النفط العالمي، ففي خلال الأزمة المالية العالمية بين عامي 2008 و2009، عززت الشركة قدرة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على استعادة أسعار النفط بسرعة عن طريق تخفيضات حادة في الإنتاج عقب هبوط الطلب على النفط بسبب الركود العالمي.