وتعتزم أوكرانيا مواصلة تعزيز صناعتها الدفاعية، في خطوة تبدو ضرورية في ظل النقص في المساعدات الغربية، وتحديداً في ما يخص تصنيع طائرات بدون طيار، إذ تعتبر الأقل كلفة بين الصناعات الحربية الحديثة، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
مليون طائرة مسيّرة
وحدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي يدرك ما يمكن لهذا السلاح أن يوفّره لجيشه، هدفاً يتمثل في إنتاج مليون طائرة مسيّرة في 2024.
يقول رئيس الرابطة الوطنية لمصنّعي الطائرات بدون طيار والمؤسس المشارك لشركة «آي إس آر ديفنس» فاديم إيونيك لوكالة الأنباء الفرنسية «حصلت طفرة في العام الماضي، ونما عدد الشركات بشكلٍ ضخم».
لكن إيونيك يعترف في الوقت ذاته بأنه «من المستحيل حالياً تجميع طائرة مسيّرة أوكرانية بنسبة 100 في المئة»، لأنه يجب استيراد البطاريات أو الدوائر الدقيقة أو الرقائق.
وتنتج جميع هذه الشركات أجهزة ذات وظائف متنوعة من الطائرات المسيّرة الهجومية الرخيصة إلى الأجهزة المتطورة التي تتمتع بالقدرة على التكيّف مع أوضاع مختلفة.
أبرز هذه الطائرات «آر18» التي تنتجها «آي إس آر ديفنس»، ويمكنها إسقاط متفجرات ونقل ذخيرة أو إمدادات للجنود عندما يكون النقل البري ينطوي على خطر كبير.
أمّا «فامباير»، وهي مسيّرة قتالية قوية تنتجها شركة أوكرانية تحمل الاسم ذاته، فقد تمكنت من إيصال أدوية ومواد غذائية لسكان المناطق التي غمرتها الفيضانات بعد انفجار سد كاخوفكا في يونيو حزيران 2023 في جنوب أوكرانيا.
ويقول المنتجون الأوكرانيون إنهم يخوضون سباقاً مع نظرائهم الروس.
وقال الناطق باسم شركة «فامباير»، طالباً عدم كشف اسمه لأسباب أمنية «إنهم يتعلمون كيفية إخفاء طائراتهم المسيّرة بشكل أفضل، ونحن نتعلم كيفية التعرف عليها وتحييدها بشكل أفضل».
طائرات مسيّرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
بما أن السرية أمر أساسي لهذه الصناعة، لا تكشف الشركات عن التطورات الجديدة التي تعمل عليها، لكن «سكايتون»، إحدى الشركات الناشئة لصناعة الطائرات المسيّرة لصالح الجيش الأوكراني، تنوي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتطوير طائرات أو تحسين ملاحتها أو اكتشاف مواقع العدو.
ويقول مسؤول في شركة «سكايتون» إن «الروس يتمتعون بتفوق هائل في العديد والدبابات والطائرات والأموال»، ويُضيف «بالنسبة لنا، الطريقة الوحيدة للفوز هي العمل على التفوق تكنولوجياً».
ويرى مدير الشركة أندريه فيالكوفسكي أن الحرب التي اندلعت قبل أكثر من عامين هي «حرب طائرات مسيّرة».
في مجال التسلح، يؤكد فيالكوفسكي أن «أوكرانيا هي للأسف أكبر ساحة في العالم» والجبهة تتطور باستمرار، لذلك، «لا أحد» في وضع أفضل من الأوكرانيين لفهم ما يحتاج إليه الجنود، على حد قوله.
تسعى «سكايتون» لتوظيف محاربين قدامى للاستفادة من خبرتهم، مثل ليفكيفسكي الذي سبق أن خدم في الجيش.
ويأمل إيونيك في أن تسمح هذه الابتكارات لبلاده بتعويض نقاط ضعفها.
ويقول «يمكننا أن نرى أن أوروبا حتى لو أرادت المساعدة، يمكنها فقط أن تقدم لنا الأسلحة، ولن يزودنا أحد بالجنود»، مشيراً إلى أنه «يمكن أن يكون لدينا مستودع مليء بالأسلحة.. لكن إذا لم يكن هناك أحد ليقوم بإطلاق النار، فهي لا تفيد في شيء».
ويرى إيونيك أنه يمكن للطائرات المسيّرة أن تعيد خلط الأوراق، لأن «شخصاً واحداً يُمكنه السيطرة على سرب من المسيّرات.. لهذا السبب يجب علينا أن نوظّف كل قوتنا في هذا الأمر».