يستعد روبوت المحادث الأكثر اعتماد على الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي"، للقيام برحلة صعبة في جهات مراقبة الخصوصية القوية في أوروبا، بحسب تقرير لصحيفة بوليتيكو.

ويعتبر "تشات جي بي تي" روبوت المحادثة الأكثر رواجا خلال الأشهر الماضية، لكنه تعرض لحظر مؤقت في إيطاليا الشهر الماضي بزعم انتهاك قواعد الخصوصية في أوروبا، واللائحة العامة لحماية البيانات.

مجرد بداية

يُعد الحظر الإيطالي مجرد بداية لمشاكل "تشات جي بي تي"، حيث فتح الباب أمام قضايا الخصوصية في جميع دول الاتحاد الأوروبي، خصوصا أنه يدير تقنية متطورة تثير غضب الحكومات بشأن مخاطر تتعلق بحماية البيانات ونشر معلومات مضللة والاستخدام في الجرائم الإلكترونية والاحتيال والغش.

ولم تنشأ شركة "OpenAI"، المطورة لروبوت المحادثة مقرا رئيسيا محليا في إحدى دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، مما يعني أن أي سلطة لحماية البيانات في أي دولة عضو يمكنها بدء تحقيقات جديدة وفرض حظر عليها.

وفي السابق، واجهت "غوغل" غرامة قدرها 50 مليون يورو في فرنسا والتي تم فرضها قبل أن تقوم شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة رسميا بمركزية نظامها القانوني الأوروبي في أيرلندا. كما واجهت "تيك توك" أيضا العديد من التحقيقات المتعلقة بالخصوصية والغرامات من السلطات الهولندية والإيطالية والفرنسية قبل أن تنشئ مقرا قانونيا في أيرلندا عام 2021.

النظر في انتهاكات

يُفكر منظمو البيانات الأوروبيون في خطواتهم التالية للنظر في انتهاكات "تشات جي بي تي" مثل نظرائهم الإيطاليين، حسبما ذكرت "بوليتيكو".

وقالت لجنة حماية البيانات الأيرلندية إنها "ستنسق مع جميع سلطات حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بهذا الأمر"، وفقا للمتحدث باسمها غراهام دويل.

فيما قالت هيئة حماية البيانات البلجيكية أيضا إن الانتهاكات المحتملة من "تشات جي بي تي" يجب مناقشتها على المستوى الأوروبي".

وتلقت هيئة حماية البيانات الفرنسية شكويين على الأقل ضد "تشات جي بي تي"، على أساس انتهاكات الخصوصية واللائحة العامة لحماية البيانات، بحسب تقارير محلية.

ونفت شركة "OpenAI" انتهاك قوانين الخصوصية في الاتحاد الأوروبي، حيث قال الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان على "تويتر": "إيطاليا هي إحدى الدول المفضلة لدي وأتطلع إلى زيارتها مرة أخرى قريبًا".

وذكرت هيئة حماية البيانات الإيطالية في أبريل إن شركة "OpenAI" منفتحة على معالجة الانتهاك المحتمل لقوانين الخصوصية في الاتحاد الأوروبي.

ولم تكشف "OpenAI " مطلقا عن مجموعة البيانات التي استخدمتها لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يقوم عليه روبوت المحادثة. حتى الباحثون في "مايكروسوفت"، وهي المستثمر الرئيسي في "OpenAI"، قالوا في ورقة بحثية حديثة إنهم "لم يتمكنوا من الوصول إلى التفاصيل الكاملة لبيانات التدريب الضخمة لروبوت المحادثة". 

(ترجمات)