قدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب شكوى قانونية ضد حزب العمال البريطاني، متهماً إياه بالتدخل بشكل غير قانوني لمساعدة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر، فيما رفض زعيم الحزب كير ستارمر تلك الاتهامات، مصراً على أن "علاقات الصداقة" لا تزال تجمعه بالمرشح الجمهوري رغم ذلك.

وبحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن الشكوى، التي قدمتها حملة ترمب إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية المستقلة، تتهم حزب العمال بإرسال استراتيجيين لمساعدة الحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية الديمقراطية، التي بدورها قبلت المساعدة.

وكتب محامو حملة ترمب في رسالة إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، في إشارة إلى الثورة الأميركية: "عندما سعى ممثلو الحكومة البريطانية سابقاً إلى الذهاب من باب إلى باب في أميركا، لم ينته الأمر بشكل جيد بالنسبة لهم".

واستشهد فريق ترمب القانوني بتقارير إعلامية تفيد بأن مسؤولين في حزب العمال، بمن فيهم مساعدة رئيس الوزراء كير ستارمر، مورجان ماكسويني؛ ورئيسة استراتيجيته، ديبورا ماتينسون، وماثيو دويل، مدير الاتصالات في مقر الحكومة البريطانية، سافروا إلى الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة لتقديم المشورة لحملة هاريس.

وتستشهد الشكوى أيضاً بمنشور على موقع LinkedIn تم حذفه الآن من صوفيا باتيل، رئيسة العمليات في حزب العمال، كتبت فيه أن "ما يقرب من 100 من موظفي حزب العمال الحاليين والسابقين سيسافرون إلى الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة للمساعدة في انتخاب هاريس".

وتأتي الشكوى قبل أقل من أسبوعين من أحد أشد سباقات الانتخابات الأميركية تنافساً على الإطلاق.

مساهمات أجنبية "تنتهك القانون"

بدورهم، يزعم محامو ترمب أن مثل هذا الدعم يرقى إلى "مساهمات من جهات أجنبية"، في انتهاك لقوانين تمويل الحملات الانتخابية الأميركية.

وطلب محامو المرشح الجمهوري "تحقيقاً فورياً" فيما وصفوه بـ "التدخل الأجنبي الصارخ" في الانتخابات من قبل حزب العمال البريطاني وحملة هاريس.

من جهتها، قالت سوزي وايلز، الرئيسة المشاركة لحملة ترمب: "في غضون أسبوعين، سيرفض الأميركيون مرة أخرى قمع الحكومة الكبيرة الذي رفضناه في عام 1776"، معتبرة أن حملة هاريس "متعثرة وتسعى إلى التأثير الأجنبي، لتعزيز رسالتها المتطرفة".

كما زعم الملياردير إيلون ماسك، وهو أحد المانحين الرئيسيين لترمب ويقوم بحملة نشطة لصالحه، الأسبوع الماضي، أن "عمل نشطاء حزب العمال لصالح هاريس كان غير قانوني".

من جانبه، علق زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج، وعضو البرلمان الذي قام بحملة لصالح ترمب هذا العام، على حسابه في منصة X: "هذا تدخل مباشر في الانتخابات من قبل حزب العمال الحاكم، وغبي بشكل خاص إذا فاز ترمب.. من سيدفع ثمن كل هذا؟"

وقالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم العمالي إميلي ثورنبيري، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، إن الحزب "لن يوقف نشطاءه عن القيام بحملات في الانتخابات الأميركية".

ومع ذلك، تساءلت عن جدوى هذه الخطوة، قائلة: "أنا في الواقع لا أعتقد أن ذهاب السياسيين البريطانيين إلى أميركا وإخبار الأميركيين بالطريقة التي يجب أن يصوتوا بها يساعد حقاً"، مضيفة أنها "لن تحب أن يأتي سياسي أميركي إلى هنا ويخبرني بكيفية التصويت". 

ستارمر: "لا زلنا أصدقاء"

في المقابل، أصر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأربعاء، خلال تصريحات على متن طائرته المتوجه إلى ساموا لحضور قمة الكومنولث، على أن علاقته بترمب جيدة، رغم تقديمه شكوى قانونية ضد حزب العمال، وفق ما أوردته مجلة "بوليتيكو".

ونفى ستارمر أن يكون ذلك قد هدد علاقته بترمب، قائلاً: "قضيت وقتاً في نيويورك مع الرئيس السابق، وتناولت العشاء معه وكان هدفي من القيام بذلك هو التأكد من أننا نقيم علاقة جيدة بيننا، وهو ما فعلناه.. ما زلنا أصدقاء".

وأردف: "أجرينا مناقشة جيدة وبناءة، وبالطبع، بصفتي رئيس وزراء المملكة المتحدة، سأعمل مع أي شخص يختاره الشعب الأميركي كرئيس له".

ورفض ستارمر اتهام حملة ترمب بـ"التدخل الذي يحدث على مرأى من الجميع"، قائلاً إن "متطوعي حزب العمال عبروا المحيط الأطلسي في كل انتخابات تقريباً".

وأضاف: "إنهم يفعلون ذلك في أوقات فراغهم، ويفعلون ذلك كمتطوعين، ويبقون كما أعتقد مع متطوعين آخرين هناك.. هذا ما فعلوه في الانتخابات السابقة، وهذا ما يفعلونه في هذه الانتخابات المرتقبة".

وكان ستارمر وترمب التقيا لأول مرة، في سبتمبر، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تناول هو والرئيس الجمهوري السابق عشاءً لمدة ساعتين. 

وقال ستارمر، آنذاك، إن الأمر متروك للناخبين الأميركيين ليقرروا من سيكون زعيمهم القادم، وأصر: "سنعمل مع أي شخص يكون رئيساً".