انتقد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب استخدام أوكرانيا للصواريخ الأميركية في شن هجمات داخل العمق الروسي، ووصفه بـ"القرار الأحمق"، لافتاً إلى أن لديه "خطة جيدة" للمساعدة في إنهاء الحرب الأوكرانية.

وقال ترمب في مقابلة مع مجلة "تايم" نُشرت، الخميس، تزامناً مع اختياره "شخصية العام": "ما يحدث جنون. أعارض بشدة إطلاق صواريخ تقطع مئات الأميال داخل روسيا، لماذا نفعل ذلك؟ نحن فقط نصعّد هذه الحرب ونجعلها أسوأ، لا يجب السماح بذلك".

وأشار ألى أن الأحداث "الأخطر" في الوقت الحالي، هي  "حين قرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بموافقة من الرئيس الأميركي جو بايدن، البدء بإطلاق الصواريخ في العمق الروسي"، معتبراً أن "هذا تصعيد كبير، وقرار أحمق".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن رفع الشهر الماضي الحظر الأميركي على استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى في ضرب العمق الروسي، كجزء من محاولاته لتعزيز قدرة كييف على التصدي للقوات الروسية.

وجاء القرار استجابة لنداءات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما اعتبر البيت الأبيض أن نشر روسيا 15 ألف جندي كوري شمالي على الجبهة، هو أحد الأسباب الرئيسية لتغيير بايدن موقفه.

"لديّ خطة جيداً جداً ولن أكشفها الآن"

وأكد ترمب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير، أنه يسعى إلى إنهاء سريع للحرب المستمرة منذ قرابة ثلاث سنوات. وقال: "لدي خطة جيدة جداً للمساعدة، لكن إذا كشفتها الآن ستصبح خطة عديمة الفائدة تقريباً".

وقال ترمب: "أتحدث عن الجانبين، من مصلحة الطرفين إنهاء هذا الوضع"، كما اعتبر أن حل مشكلة الشرق الأوسط، ورغم تعقيداتها، هي "أسهل" من حل المشكلة بين روسيا وأوكرانيا.

وكان ترمب قد التقى في نهاية الأسبوع الماضي مع زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس.  

وفي السياق نفسه شدد ترمب على أنه سيستخدم الدعم الأميركي لأوكرانيا كورقة ضغط ضد روسيا للتفاوض على إنهاء الحرب.

ورغم أنه شكك منذ فترة طويلة في استمرار تقديم المساعدات لأوكرانيا في صراعها ضد الغزو الروسي، أكد ترمب في المقابلة أنه يريد التوصل إلى اتفاق. وقال: "الطريقة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق هي عدم التخلي" عن المساعدات.

وتأتي تصريحات ترمب في وقت تستعد فيه أوكرانيا وحلفاؤها لتغير محتمل في السياسة الأميركية تجاه الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.

وقال ترمب: "الشرق الأوسط مشكلة أسهل بكثير مما يحدث بين روسيا وأوكرانيا. أعداد الجنود الشباب الذين سقطوا في الميادين مذهلة، ما يحدث جنون".

"الجيش الأميركي لترحيل المهاجرين"

وأكد ترمب خلال المقابلة على خطته لاستخدام القوات المسلحة الأميركية لترحيل المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، مشيراً إلى أنه سيدفع باستخدام الجيش "إلى الحد الأقصى الذي يسمح به القانون" لتنفيذ عمليات الترحيل.

وقال ترمب إنه يعتبر الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة "غزواً"، مضيفاً أنه سيطلب الاستعانة بالحرس الوطني وهيئات إنفاذ القانون المحلية لدعم جهود الجيش في ترحيل المهاجرين.

وينص القانون الأميركي على عدم إمكانية استخدام الجيش لتطبيق القوانين الداخلية إلا بموافقة الكونجرس.

وبشأن القوانين التي تُقيّد استخدام الجيش الأميركي في تطبيق القوانين الداخلية، قال ترمب إن "هذا لا يمنع الجيش إذا كان الأمر يتعلق بغزو بلادنا، وأنا أعتبره غزواً لبلادنا".

وأضاف: "سأقوم فقط بما يسمح به القانون، لكنني سأصل إلى الحد الأقصى الذي يسمح به القانون، وأعتقد أنه في كثير من الحالات، سيكون رؤساء البلديات وأجهزة إنفاذ القانون بحاجة إلى المساعدة، سنستعين بالحرس الوطني، وسنذهب إلى أبعد ما يسمح به القانون في بلادنا".

كما أشار ترمب إلى أنه قد يبني منشآت احتجاز جديدة لإيواء المهاجرين أثناء التفاوض مع دول أخرى لاستقبالهم، وهدّد حلفاء الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إذا رفضوا استقبال المرحلين.

وأضاف: "سأفعل أي شيء لترحيلهم.. بالطبع، سأفعل ذلك تماماً ضمن حدود القانون، ولكن إذا استلزم الأمر معسكرات جديدة، آمل ألا نحتاج إلى الكثير منها لأنني أريد ترحيلهم بسرعة، ولا أريدهم أن يقضوا 20 عاماً في المعسكرات".

العفو عن المتهمين في أحداث 6 يناير

وقال ترمب إنه يخطط للتركيز على الأشخاص الذين أدينوا بجرائم غير عنيفة في هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول الأميركي، معتبراً أنهم قد "عوقبوا بشدة".

وأضاف أنه سيقوم بمراجعتهم "حالة بحالة"، وسيبدأ النظر في العفو "من الساعة الأولى" التي يدخل فيها إلى المكتب الرئاسي.

وأضاف أنه يعتقد أن "الغالبية العظمى" من المدانين، الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن، لا ينبغي أن يكونوا في السجون.

ووفقاً لوزارة العدل، فإن ما يقرب من 1200 شخص اعترفوا بالذنب أو أدينوا في محاكمات متعلقة بهجوم 6 يناير، وأُصدر حكم بالسجن على أكثر من 645 شخصاً.

اللقاحات والتوحد

وقال ترمب إنه سيعطي تعليمات إلى مرشحه لوزارة الصحة روبرت كينيدي جونيور، الذي يُعد من أبرز المناهضين للقاحات، لدراسة الزيادة في تشخيص حالات اضطراب طيف التوحد.

وأضاف ترمب أنه قد ينظر في إمكانية إلغاء بعض اللقاحات للأطفال إذا اعتقد أنها "خطرة"، مشيراً إلى أن معدلات التوحد ارتفعت بشكل غير مسبوق، وأنه يعتقد أن هناك "شيئاً ما" يسبب ذلك.

وأضاف: "سنكون في نقاش كبير، معدل التوحد وصل إلى مستوى لم يصدقه أحد، إذا نظرت إلى ما يحدث، هناك شيء ما يسببه".

وأكد ترمب أنه سيقوم بـ"اختبارات جادة"، لكنه لم يوضح كيفية إجراء هذه الدراسات أو نتائجها المحتملة. ورفض التطرق إلى التفاصيل حول إمكانية إلغاء بعض اللقاحات.