تحدث المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، خلال أول ظهور له منذ محاولة اغتياله الثانية، عن تفاصيل الواقعة، وقال إن الرؤساء المهمين فقط "يتعرّضون لإطلاق النار".

 وأعلن الرئيس السابق خلال تجمع انتخابي في مدينة فلينت بولاية ميشيجان، الثلاثاء، أنه يخطط لفرض رسوم جمركية عالية على المنتجات المستوردة من الصين والمكسيك ودول أخرى، ما سيعيد إحياء صناعة السيارات، ويعزز انتعاش الاقتصاد في الولاية.

وربط ترمب بين مقترحاته الاقتصادية، ومحاولة اغتياله الثانية في ناديه الخاص للجولف في منتجع "ويست بالم بيتش" بولاية فلوريدا، الأحد، وإطلاق النار عليه خلال مشاركته في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا في يوليو الماضي، بحسب شبكة CNN.

وفي فعالية فلينت، تحدث ترمب بالتفصيل عن محاولة الاغتيال، وما تلاها من أحداث، بما في ذلك المكالمات الهاتفية مع الرئيس بايدن، ومنافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس.

وقال ترمب في كلمة لمؤيديه: "تتساءلون لماذا يُطلق عليّ النار، أليس كذلك؟ الرؤساء المهمين فقط يتعرّضون لإطلاق النار".

وأشار ترمب إلى أنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 200% على السيارات المستوردة من المكسيك "ما يعني أنها ستكون غير قابلة للبيع".

وانتقد ترمب بشدة أيضاً رئيس اتحاد عمال السيارات، شاون فاين، الذي قال إنه يدعم جهود الرئيس جو بايدن في الانتقال إلى السيارات الكهربائية إلى حد كبير.

وادعى ترمب أن هذه السيارات "ستصنع كلها في الصين والمكسيك"، على الرغم من العقود النقابية التي تم التفاوض عليها في نهاية العام الماضي، والتي تهدف إلى ضمان تصنيع تلك السيارات في الولايات المتحدة.

وتابع: "سنجلب الكثير من مصانع السيارات إلى بلادنا. ستصبحون أكبر أو بنفس الحجم الذي كنتم عليه قبل 50 عاماً".

وتعهد ترمب بفرض رسوم جمركية "مقابلة"، تتطابق مع تلك التي تفرضها الدول الأخرى على الواردات الأميركية، وقال إن الرسوم الجمركية هي "كلمة جميلة".

رسائل للناخبين

كان عرض ترمب للرسوم الجمركية موضوعاً رئيسياً، لكنه تناول أيضاً قضايا أخرى، تشمل التحذير من حرب نووية، والثناء على الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والشكوى من اسم جائحة فيروس كورونا، وتكرار الادعاءات بشأن حدوث "تزوير واسع النطاق" في انتخابات 2020، وأكثر.

ورجحت CNN أن الرسالة كانت موجهة إلى ولاية فاز بها الرئيس السابق في انتخابات عام 2016، وتضم نوعية من ناخبي الطبقة العاملة، الذين كانوا يصوّتون بشكل تقليدي للديمقراطيين قبل أن يدخل ترمب الساحة السياسية.

وعلى الرغم من أن محاولة الاغتيال، الأحد، كانت من بين الأمور التي تطرق إليها في حديثه، سعى ترمب غالباً إلى التركيز على صناعة السيارات والرسوم الجمركية بشكل خاص خلال الفعالية.

بدورها، قالت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس إن الرسوم الجمركية، التي اقترحها ترمب ستعادل ضريبة مبيعات تدفع التضخم.

ووفقاً لـCNN، فإن الرسوم الجمركية تدفعها الشركات التي تستورد السلع الأجنبية، وأشارت حملة هاريس إلى أن الشركات من المؤكد أنها ستنقل هذه التكاليف الإضافية إلى المستهلكين.

وقال الرئيس السابق، من جانبه، إنه إذا فازت كامالا هاريس في الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر، فلن يكون هناك "وظائف في صناعة السيارات أو وظائف تصنيع.. ستنتهي جميعاً".

وأضاف ترمب: "لن تصنع السيارات هنا بعد الآن. لن يصنع أي شيء في بلدنا بعد الآن، سنعيد كل شيء".

"ظهور مسرحي"

ولفتت CNN إلى أن ترمب خرج من وراء ستارة في ملعب هوكي استضاف الفعالية، وسار على ممر طويل مزود بحواجز معدنية يحيط به أفراد الأمن. وكان الناس يمدون أيديهم لتحيته ومصافحته.

وغالباً ما يدخل ترمب على المنصة من مكان مرتفع، ويحيي المؤيدين في الحشد دون الاقتراب منهم.

وقال ترمب لسارة ساندرز، حاكمة أركنساس والمتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض، التي استضافت الفعالية: "يعتقدون أن قيادة سيارات السباق خطيرة. لا، يظنون أن ركوب الثيران أمر مخيف حقاً، أليس كذلك؟ كلا، هذه هي المهنة الخطيرة، لذا علينا أن نحافظ على السلامة".

وتطرّق ترمب إلى المحادثات الهاتفية مع بايدن وهاريس، قائلاً إن كلا الديمقراطيين كانا "لطيفين" في محادثاتهما.

وقال ترمب إنه أراد أن "يكون لطيفاً" لأن بايدن "كان لطيفاً جداً معي أمس"، لكنه قال إنه كان يفضل عدم حدوث المكالمتين، حتى لا يضطر إلى الثناء على منافسيه السياسيين.

وتابع: "تعرفون، بطريقة ما، أتمنى لو لم تحدث المكالمة، لأنني أشعر أنه (بايدن) كان لطيفاً جداً"، وأضاف: "ونفس الشيء مع كامالا اليوم. لم تكن أكثر لطفاً".

وقال ترمب إن المكالمة مع هاريس كانت "لطيفة جداً، ونقدر ذلك، ولكن علينا أن نستعيد بلدنا. يجب أن ننتصر. سننتصر، وسنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

كانت هاريس ناقشت مكالمتهما الهاتفية في وقت سابق الثلاثاء في فيلادلفيا. وقالت خلال حديثها مع الرابطة الوطنية للصحافيين السود: "تواصلت معه للتأكد من أنه بخير. أخبرته بما قلته علناً، لا مكان للعنف السياسي في بلدنا".

وأضافت: "أنا في هذه الانتخابات، في هذا السباق، لأسباب عديدة، بما في ذلك الدفاع عن الديمقراطية. وفي الديمقراطية، لا مكان للعنف السياسي. يمكننا ويجب أن يكون لدينا مناقشات وحوارات واختلافات صحية، ولكن دون اللجوء إلى العنف لحل تلك القضايا".

إشادة بجهاز الخدمة السرية 

وقال ترمب إن جهاز الخدمة السرية "قام بعمل رائع، فعلاً"، في إيقاف محاولة الاغتيال، الأحد، وأشاد بالعملاء الذين حددوا وأوقفوا المهاجم المحتمل.

وأضاف: "الآن، هم (جهاز الخدمة السرية) بحاجة إلى مزيد من الأشخاص، واشتكوا من ذلك منذ فترة طويلة. لكنهم قاموا بعمل رائع".

جاءت تعليقاته وسط التدقيق الذي يخضع له جهاز الخدمة السرية خلال الأسابيع الأخيرة، لا سيما بسبب فشله في منع مهاجم من إطلاق النار على الرئيس السابق في تجمع انتخابي في باتلر، بولاية بنسلفانيا، في يوليو.

وقال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، الذي يترأس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ التي تقود التحقيق في ذلك الحادث، الثلاثاء، إنه "على وشك الغضب" من عدم تعاون وزارة الأمن الداخلي.

وقال السيناتور الجمهوري جوش هاولي من ميزوري إن "المشكلة الحالية"، هي أن وزارة الأمن الداخلي والخدمة السرية "ترفضان تقديم أي وثائق تقريباً"، مضيفاً: "لم لا؟ أعني، ماذا يريدون؟ لماذا لا يريدون المساءلة؟".

كما مدح ترمب الشاهدة التي رأت الرجل يقفز إلى سيارة، والتقطت صوراً للوحة ترخيص السيارة، وأرسلت تلك الصور إلى مكتب قائد الشرطة.

وقال عن الشاهدة: "رأت شيئاً وقررت أنه كان سيئاً.. فكر في الأمر.. من سيفعل هذا؟ إذا أخذت 1000 من هذه الحوادث، هل سيكون شخص واحد فقط فعلها؟".