قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إنه يجب اتخاذ قرارات مهمة لتطوير مجموعة بريكس وتعزيز التعاون في إطارها، فيما قال نظيره الهندي ناريندرا مودي إن "بريكس" بنت شخصية خاصة بها خلال 15 سنة ماضية.

وشدد بوتين، خلال لقائه مودي في قازان على هامش اجتماعات قادة "بريكس"، على أن العلاقات الروسية الهندية ترتقي إلى الشراكة الاستراتيجية، ووصفها بأنها "واعدة للغاية"، مشيراً إلى أن توسيع التمثيل الدبلوماسي الهندي في روسيا يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.

بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنه خلال 15 سنة الماضية، بنت "بريكس" شخصية خاصة بها، حتى باتت العديد من دول العالم ترغب اليوم في الانضمام إليها.

وبشأن الأزمة في أوكرانيا، قال مودي: "نتواصل بشكل دائم، المشكلة يجب حلها بشكل سلمي، وندعم إحلال السلام بأسرع وقت ممكن، ونجعل الإنسانية أولويتنا ونرغب في المساعدة".

ووصل الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا وغيرهما من زعماء الدول الأعضاء في "بريكس"، الثلاثاء، إلى مدينة قازان الروسية لحضور قمة مجموعة البريكس، التي يأمل الكرملين أن يجعلها قوة موازية لما يصفه بـ"هيمنة الغرب"، وفق "أسوشييتد برس".

وألغى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا رحلته التي كانت مقررة إلى روسيا، ومن المزمع أن يشارك في القمة عبر الفيديو، وفق ما أعلنت الرئاسة البرازيلية التي أشارت إلى تعرضه لحادث سقوط منعه من السفر بالطائرة. 

ويراهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه القمة، التي تستمر ثلاثة أيام، لإظهار فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.

ووصف مستشار الشؤون الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف القمة بأنها "أكبر حدث للسياسة الخارجية على الإطلاق" من قبل روسيا، حيث يحضرها 36 دولة وأكثر من 20 منها ممثلون برؤساء دول، ومن المقرر أن يعقد بوتين اجتماعات ثنائية معهم على هامش القمة.

ومن المقرر أن يلتقي بوتين الخميس، أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي سيقوم بأول زيارة له إلى روسيا منذ أكثر من عامين. وانتقد جوتيريش مراراً وتكراراً تصرفات روسيا في أوكرانيا، وفق "أسوشييتد برس".

وضم تحالف "بريكس" في البداية دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ثم توسع ليشمل مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا. وتقدمت تركيا وأذربيجان وماليزيا رسمياً بطلبات للانضمام، وأعربت دول أخرى عن اهتمامها بالانضمام.

تجنب العقوبات الغربية

وتهدف القمة إلى إنشاء نظام دفع جديد من شأنه أن يوفر بديلاً لشبكة الأنظمة المصرفية العالمية سويفت ويسمح لموسكو بتجنب العقوبات الغربية والتجارة مع الشركاء.

ويرى مراقبون أن قمة البريكس تشكل جزءاً من جهود الكرملين لإظهار الدعم من دول الجنوب العالمي وسط التوترات المتصاعدة مع الغرب والمساعدة في توسيع العلاقات الاقتصادية والمالية، وفق "أسوشيتد برس".

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة لا تنظر إلى منظمة البريكس باعتبارها "تهديداً".

وعند سؤاله عن قمة البريكس، قال كيربي، الاثنين، إنه لا ينبغي النظر إلى القمة باعتبارها انتصاراً للرئيس بوتين أو روسيا، وأكد أن البريكس كمنظمة "ليست جديدة".

وقال إن البلدان المشاركة في بريكس "لها الحق في اتخاذ قرارات سيادية بشأن من تتعاون معه وبأي صيغة".

وأضاف: "كما تعلمون، لا ننظر إلى ترتيبات مجموعة البريكس باعتبارها نوعاً من التهديد، ويمكن لهذه البلدان أن تقرر بنفسها من تريد أن ترتبط به، خاصة كيف تريد أن ترتبط اقتصادياً ببعضها البعض".

ورد كيربي بـ"لا" على سؤال ما إذا كان نجاح "بريكس" دليلاً على فشل الجهود لفرض العزلة على روسيا في الساحة الدولية، مضيفاً أن "عزلة موسكو ملموسة".