تجنّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، الرد على "مزاعم" الولايات المتحدة بأن كوريا الشمالية أرسلت قوات إلى روسيا، لكنه قال إن الأمر متروك لموسكو بشأن كيفية إدارة بند الدفاع المشترك مع بيونج يانج، واتهم الغرب بتصعيد الحرب في أوكرانيا، فيما تصرّ واشنطن على أن القيادة الكورية الشمالية ترسل قواتها للقتال ضد كييف، حسبما نقلت "بلومبرغ".

وأشار بوتين، خلال مؤتمر صحافي في ختام أعمال قمة "بريكس" في كازان الروسية، إلى المادة الرابعة من اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع كوريا الشمالية، والتي قال إن روسيا صادقت عليها الآن"، مضيفاً أنه لم يشك أبداً في أن القيادة الكورية الشمالية تعامل الاتفاقيات بجدية. "لكن ما نفعله وكيف نفعل ذلك هو شأننا في إطار هذه المادة".

وتنص المادة الرابعة من اتفاقية الدفاع التي وقعها بوتين مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في يونيو الماضي، على أن البلدين سيقدمان المساعدة العسكرية وغيرها، إذا تعرض أي منهما للهجوم. وتعهد كيم بـ"دعم روسيا دون قيد أو شرط" خلال أول زيارة لبوتين إلى بيونج يانج منذ 24 عاماً.

وقال بوتين دون الخوض في التفاصيل "نحن بحاجة إلى عقد مفاوضات مناسبة لتنفيذ هذه المادة الرابعة، لكننا على اتصال بأصدقائنا الكوريين. دعونا نرى كيف تتطور هذه العملية".

وزعمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية ترسل قوات إلى روسيا. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن هذا خلق احتمالاً "خطيراً للغاية"، رغم أنه قال أيضاً إن المحللين يواصلون دراسة ما قد يفعلونه في روسيا، حسبما نقلت "بلومبرغ".

أدلة أميركية

وقال أوستن للصحافيين أثناء رحلة إلى أوروبا: "محللونا يواصلون النظر في هذا الأمر، ونحن نرى أدلة على وجود قوات كورية شمالية ذهبت إلى روسيا. ما الذي يفعلونه بالضبط، حسناً، هذا ما يجب أن نرى".

وفي حين حذرت أوكرانيا وكوريا الجنوبية، في وقت سابق، من هذا التطور، لم تؤكد الولايات المتحدة تحركات القوات الكورية الشمالية. وقال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاجون، الاثنين، إن مثل هذا التطور سيكون "خطيراً ومثيراً للقلق للغاية".

ومع بقاء الكوريين الشماليين في روسيا، فليس من الواضح ما إذا كانوا سينضمون إلى القوات الروسية في القتال على الخطوط الأمامية في أوكرانيا أو يعملون كمدربين ومستشارين أثناء جمع المعلومات الاستخباراتية بشأن أداء الأسلحة التي تقدمها كوريا الشمالية في القتال، وفق "بلومبرغ".

وفي هذا الصدد، يقول أوستن "إذا كانت نيتهم ​​هي المشاركة في هذه الحرب نيابة عن روسيا، فهذه قضية خطيرة للغاية، وسيكون لها تأثيرات، ليس فقط في أوروبا، بل ستؤثر أيضاً على الأوضاع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وقال أوستن إن الرئيس الروسي "ذهب في وقت مبكر للحصول على أسلحة ومواد إضافية" من كوريا الشمالية وإيران و"الآن يتخذ خطوة للحصول على المزيد من الأفراد، إذا كانت هذه هي الحالة، إذا تم تصميم هذه القوات لتكون جزءاً من القتال في أوكرانيا".

3000 جندي كوري شمالي في روسيا

ولم يقدم أوستن عدد القوات الكورية الشمالية الموجودة في روسيا، لكن وكالة التجسس في كوريا الجنوبية تعتقد أن حوالي 3000 جندي كوري شمالي تم إرسالهم إلى روسيا، وسيتم نشر ما مجموعه 10 آلاف جندي بحلول ديسمبر المقبل، وفقاً لما قاله المشرعون الكوريون الجنوبيون للصحافيين بعد إحاطة من قبل جهاز الاستخبارات الوطني.

وقال المشرعون الكوريون الجنوبيون، إنه من المتوقع أن تقدم روسيا بعض الفوائد الاقتصادية لكوريا الشمالية في المقابل.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحافي، الاثنين الماضي، إن كوريا الشمالية قد ترسل قوات إلى الجبهة "من أجل المال". وأضاف أن "أفراداً عسكريين من كوريا الشمالية شوهدوا بالفعل، وهم يزورون الأراضي المحتلة من قبل روسيا في أوكرانيا، لفهم ما يجري قبل إرسال القوات".

ويأتي تدفق القوات الكورية الشمالية، في الوقت الذي تعمل فيه موسكو على دفع القوات الأوكرانية من منطقة كورسك، مع الحفاظ على الضغط على خط المواجهة في أوكرانيا. ومن المرجح أن يواجه بوتين رد فعل محلي أوسع إذا سعى إلى تعبئة أوسع للقوات الروسية، وفق "بلومبرغ".

وقالت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية عبر تليجرام، إن الوحدات الأولى من القوات الكورية الشمالية مرت بتدريبات في روسيا، ووصلت بالفعل إلى منطقة القتال. وشمل ذلك منطقة كورسك في روسيا، حيث احتلت القوات الأوكرانية جزءاً من منطقة الحدود، وفق الاستخبارات الأميركية.

وأضاف بوتين للصحافيين أيضاً، أن القوات الروسية حاصرت حوالي 2000 جندي أوكراني في منطقة كورسك و"بدأت في القضاء عليهم"، بينما قال المتحدث العسكري باسم هيئة الأركان العامة في كييف، أندري كوفاليوف، إن ادعاء الرئيس الروسي هو "كذبة" تهدف إلى نشر معلومات مضللة وإثارة الذعر بين القوات الأوكرانية.