يبدو أنّ النمو فائق السرعة في عدد مستخدمي تطبيق "ثريدز" الذي أطلقته شركة "ميتا" قبل نحو أسبوع، قد أثر بالفعل على "تويتر"، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها، والتي أشارت إلى تراجع عدد زوار منصة التغريدات الشهيرة. 

وسجلت منصة التدوين الصغيرة الجديدة نحو 100 مليون مستخدم في أقل من أسبوع بعد إطلاقها، وفق ما قال الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ.

فيما تشير تقديرات طرف ثالث على الأقل، إلى أنّ زيارات المستخدمين لـ"تويتر" كانت تنخفض جنبًا إلى جنب مع حدوث ذلك، في إشارة إلى أنّ المستخدمين ربما يتركونه لصالح "ثريدز" بدلا من محاولة التوفيق بين التطبيقين.

والأسبوع الماضي قالت شركة "تويتر" إنّ لديها ما يقرب من 535 مليون مستخدم نشط شهريا خلال يونيو.

انخفاض الزوار

وتبدو المنصتان متشابهتين، حيث يركز كلاهما على مشاركة تدوينات قصيرة، والسماح أيضا للمستخدمين بنشر الصور ومقاطع الفيديو، لكنّ الاختلاف الأساسي بينهما يتمثل في حاجة مستخدمي "ثريدز" إلى امتلاك حسابات في تطبيق "إنستغرام" الذي يضم أكثر من 2 مليار مستخدم شهريا.

ووفق الصحيفة الأميركية، انخفض عدد زوار "تويتر" بنسبة 5% في اليومين الأولين لانطلاق "ثريدز"، مقارنة مع اليومين نفسيهما من الأسبوع السابق، مشيرة إلى أنّ عدد زيارات منصة "تويتر" انخفض أيضا على أساس سنوي بنسبة 11%.

ويوم الأحد الماضي غرد الرئيس التنفيذي لشركة البنية التحتية السحابية " كلاود فلير" ماثيو برنس قائلا: "الرسم البياني لحركة الزوار يُظهر انخفاضا في ترتيب تويتر بالنسبة إلى أفضل مواقع الإنترنت الأخرى".

ومنذ أن استحوذ عليه إيلون ماسك في أكتوبر الماضي، خضع "تويتر" لسلسلة من التغييرات، حيث تبنّى الملياردير الأميركي خطة لزيادة الإيرادات وخفض التكاليف، الأمر الذي أعطى فرصة للمنافسين للانقضاض عليه.

وبدأت شركة "تويتر" في فرض رسوم على المستخدمين لمنح "الشارة الزرقاء" التي كانت مجانية في السابق، ومُنحت فقط للحسابات للمؤسسات والشخصيات البارزة. كما وضع ماسك خلال الأسابيع الأخيرة قيودا على عدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين مشاهدتها.

وقال ماسك إنّ الحسابات التي تم التحقق منها وتدفع اشتراكا شهريا، ستكون قادرة على رؤية تغريدات أكثر من المستخدمين الذين لم يتم التحقق منهم.

هل ينتهي تويتر؟

عانى "تويتر" أيضا العديد من المشكلات الفنية منذ تولى ماسك المسؤولية، حيث تراجع المعلنون وسط مخاوف بشأن زيادة القيود على المحتوى.

ويشير النمو الحاد لتطبيق "ثريدز" خلال الأيام القليلة الماضية، إلى رغبة المستخدمين في منح "ميتا" فرصة جديدة بعد سلسلة الفضائح المرتبطة بحماية خصوصية بيانات العملاء.

ويقول المحلل لدى "Evercore ISI" مارك ماهاني: "سواء أصبحوا مستخدمين متفاعلين بالفعل أم لا، سيستغرق الأمر بعض الوقت للتحقق من ذلك"، مشيرا إلى أنه من وجهة نظر المعلنين قد يكتسب "ثريدز" ميزة نسبية عن "تويتر"، وذلك بالنظر إلى قوة "ميتا" في مجال الإعلانات.

وأضاف: "ثريدز مملوك لشركة جيدة جدا في مساعدة جهات التسويق على استهداف وإدارة الحملات بفاعلية ضد العملاء المعنيين. ويمكنهم فعل ذلك بشكل أفضل من تويتر".

ومنذ إطلاق تويتر في عام 2006، نجح في صد منافسيه من الشركات الناشئة مثل "بارلير"، وهي شبكة اجتماعية اشتهرت من قبل مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب، كما تغلّب على أزمات أخرى، ما يشير إلى أنّ "تويتر" يمكن أن يتغلب على هذه العاصفة الأخيرة، بحسب ما قال المحلل لدى "Cascend" إريك روس.

وأضاف روس: "كان تويتر موجودا منذ فترة طويلة جدا، وقد نجا من العديد من الإصدارات المختلفة المنافسة وأيضا الأزمات. لذلك لا أعتقد أنّ تويتر سينتهي".


(ترجمات)