تخطط شركة إس إس آي التي تضم حالياً 10 موظفين، لاستخدام الأموال لشراء قوة حوسبة وتوظيف أفضل المواهب، كما ستركز الشركة على بناء فريق صغير من الباحثين والمهندسين ذوي الثقة العالية موزعين بين بالو ألتو، وكاليفورنيا وتل أبيب.
ورفضت الشركة الكشف عن تقييمها، لكن مصادر مطلعة قالت إن قيمتها تبلغ 5 مليارات دولار.
كما تؤكد التمويلات على أن بعض المستثمرين لا يزالون مستعدين للمخاطرة بمبالغ كبيرة على المواهب الاستثنائية التي تركز على أبحاث الذكاء الاصطناعي الأساسية، هذا على الرغم من التراجع العام في الاهتمام بتمويل مثل هذه الشركات التي قد تكون غير مربحة لبعض الوقت، ما أدى إلى مغادرة العديد من مؤسسي الشركات الناشئة مناصبهم لصالح عمالقة التكنولوجيا.
وشملت الاستثمارات شركات رأس المال المغامر الكبرى مثل أندريسن هورويتز، وسيكويا كابيتال، ودي إس تي غلوبال، وإس في أنجل، وشاركت (NFDG)، وهي شركة استثمارية يديرها نات فريدمان والرئيس التنفيذي لشركة إس إس آي دانيال غروس أيضاً.
قال غروس في مقابلة «من المهم أن نكون محاطين بمستثمرين يفهمون ويحترمون ويدعمون مهمتنا، وهي تحقيق تقدم مباشر نحو الذكاء الخارق الآمن، خاصةً قضاء بضع سنوات في البحث والتطوير على منتجنا قبل طرحه في السوق».
أمان الذكاء الاصطناعي الذي يشير إلى منع الذكاء الاصطناعي من التسبب في الأذى، هو موضوع ساخن في ظل المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يتصرف ضد مصالح البشرية أو حتى يتسبب في انقراض البشر.
أدى مشروع قانون في كاليفورنيا يسعى لفرض لوائح سلامة على الشركات إلى انقسامات في القطاع، إذ تعارضه شركات مثل أوبن إيه آي وغوغل، وتدعمه شركات مثل أنثروبيك وإكس إيه آي التابعة لإيلون ماسك.
سوتسكيڤر البالغ من العمر 37 عاماً، هو واحد من أكثر التقنيين تأثيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، شارك في تأسيس إس إس آي في يونيو حزيران مع غروس الذي قاد سابقاً مبادرات الذكاء الاصطناعي في أبل، ودانيال ليفي، الباحث السابق في أوبن إيه آي.
من أوبن إيه آي إلى إس إس آي
قال سوتسكيفر إن مشروعه الجديد منطقي؛ لأنه «حدد ابتكاراً يختلف قليلاً عمَّا كنت أعمل عليه».
في العام الماضي، كان سوتسكيفر جزءاً من مجلس إدارة المؤسسة غير الربحية التابعة لأوبن إيه آي التي صوتت لإقالة الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، بسبب «انهيار في الاتصالات».
في غضون أيام، تراجع هذا الجزء عن قراره وانضم إلى معظم موظفي أوبن إيه آي في توقيع رسالة تطالب بعودة ألتمان واستقالة مجلس الإدارة، لكن مجريات الأحداث قللت من دوره في أوبن إيه آي، وأُقيل من مجلس الإدارة وغادر الشركة في مايو أيار.
بعد مغادرة سوتسكيڤر، قامت الشركة بتفكيك فريقه «سوبرالينمنت» الذي كان يعمل على ضمان بقاء الذكاء الاصطناعي متوافقاً مع القيم الإنسانية استعداداً لليوم الذي يتجاوز فيه الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري.
على عكس الهيكل المؤسسي غير التقليدي لشركة أوبن إيه آي الذي نفذ لأسباب تتعلق بسلامة الذكاء الاصطناعي، لكنه جعل إقالة ألتمان ممكنة، فإن إس إس آي لديها هيكل عادي للربح.
تسعى إس إس آي حالياً بشكل كبير لتوظيف أشخاص يتناسبون مع ثقافتها.
قال غروس إنهم يقضون ساعات في التحقق مما إذا كان لدى المرشحين «شخصية جيدة»، ويبحثون عن أشخاص ذوي قدرات استثنائية بدلاً من التركيز المفرط على المؤهلات والخبرة في المجال.
وأضاف «أحد الأشياء التي تثير حماسنا هو عندما نجد أشخاصاً مهتمين بالعمل، وليس بالهالة أو الضجيج».
وقالت شركة إس إس آي إنها تخطط للتعاون مع مزودي الخدمات السحابية وشركات الرقائق لتمويل احتياجاتها من قوة الحوسبة، لكنها لم تقرر بعدُ الشركات التي ستعمل معها، تعمل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي غالباً مع شركات مثل مايكروسوفت وإنفيديا لتلبية احتياجاتها من البنية التحتية.
كان سوتسكيڤر من أوائل المؤيدين لفكرة التوسع، وهي فرضية تفيد بأن نماذج الذكاء الاصطناعي ستتحسن في الأداء عند توفر كميات هائلة من قوة الحوسبة، فوجود الفكرة وتنفيذها أطلقا موجة من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي في الرقائق ومراكز البيانات والطاقة، ما مهد الطريق لتقدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
قال سوتسكيفر إنه سيتعامل مع عملية التوسع بطريقة مختلفة عن صاحب العمل السابق، دون أن يشارك التفاصيل.
وأضاف أن «الجميع يهلل لفرضية التوسع، لكن لا أحد يسأل: ماذا نوسع؟».
وأوضح «بعض الناس يمكنهم العمل لساعات طويلة جداً، وسيتبعون الطريق نفسه بشكل أسرع، لكن هذا ليس أسلوبنا حقاً، لكن إذا قمت بشيء مختلف، فإن ذلك يصبح ممكناً بالنسبة لك أن تفعل شيئاً مميزاً».