قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد، إن رفض طهران التفاوض مع الولايات المتحدة، نابع من التاريخ والخبرة وليس العناد، معتبراً أن الاتفاق النووي لعام 2015 بشكله الحالي، "لا يمكن إحياؤه"، ولكن يمكن الاسترشاد به كنموذج.

ورهن عراقجي الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة بـ"تغير بعض الأمور"، قائلاً: "لم يعد ممكنا الدخول في محادثات مع أميركا إلا إذا تغيرت بعض الأمور".

وكان عراقجي، قد قال الخميس، إن إيران سترد على الرسالة التي تلقتها من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال أيام، والتي حث خلالها على التوصل إلى اتفاق نووي جديد في غضون شهرين.

وأضاف عراقجي: "لن نتفاوض بشكل مباشر إطلاقاً في ظل الضغوط والتهديدات وتشديد العقوبات. سنرد على رسالة ترمب ونرسلها عبر القنوات المناسبة (...) بما أننا في عيد النوروز وشهر رمضان، فإننا لسنا في عجلة من أمرنا للرد، ولكن الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً، وسنرد في الأيام المقبلة".

وأردف عراقجي: "تحتوي رسالة ترمب على تهديدات ومزاعم باحتوائها على فرص. نجري دراسة لكافة الزوايا والنقاط في الرسالة، وسيكون ردنا مع الأخذ بعين الاعتبار كافة أبعاد التهديدات والفرص. وكما قال قاسم سليماني (اغتيل في غارة أميركية في العراق 2020) في كل تهديد هناك فرصة". 

وكان موقع "أكسيوس"، نقل عن مسؤول أميركي ومصدران مطلعان، الأربعاء، بأن رسالة الرئيس الأميركي التي تسلمها المرشد الإيراني علي خامنئي تضمنت منح طهران مهلة شهرين من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وذكر الموقع الأميركي، أنه ليس واضحاً ما إذا كانت هذه المهلة تبدأ من وقت تسليم الرسالة، أو من موعد بدء المفاوضات، مشيرةً إلى أنه في حال رفضت إيران مبادرة ترمب ولم تتفاوض، فإن فرص تنفيذ الولايات المتحدة أو إسرائيل لعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية "ستزداد بشكل كبير".

ووصف مصادر "أكسيوس"، رسالة ترمب إلى خامنئي بأنه كانت "صارمة"، إذ اقترحت الرسالة الأميركية، بدء المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد، لكنها من جهة أخرى حذرت من عواقب رفض إيران العرض، ومواصلة برنامجها النووي الذي بلغ مراحل متقدمة، بحسب "أكسيوس".

وصعّد ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض سياسة "أقصى الضغوط" على إيران بفرض العقوبات عليها. وخلال ولايته الرئاسية الأولى، سحب ترمب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران و6 قوى كبرى، والذي كان يقيد أنشطتها النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات.