يتخصص عدد من الحسابات على تطبيق تيلغرام في تبادل وبيع البيانات المخترقة، والتي تتراوح أسعارها من بضع عشرات إلى عشرات آلاف يورو. تظهر المنتجات كما لو كنت يتصفح موقعًا تقليديًا للبيع عبر الإنترنت.

يكشف الصحفي المتخصص في الأمن السيبراني داميان بانكال، لموقع "ليكسبريس" الفرنسي أن البيانات المخترقة المعروضة للبيع لا تتعلق فقط برموز سرية لموقع نتفلكس أو ديزني بلاس، بل يصل إلى بيانات رسمية للدولة، مثلا المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية في فرنسا.

يعرض قراصنة الإنترنت أيضا برنامجًا يسمح لك باسترداد معلومات الدفع من أي رقم فرنسي مثلا، عبر مشغله مقابل مبلغ متواضع قدره 2000 دولار. يوضح داميان بانكال: "أنت لا تعرف أبدًا نوعية المنتج النهائي. لأنه في عالم القرصنة هذا، يوجد أيضًا قراصنة يقرصنون القراصنة".

تبيع بعض "المتاجر" رموز Netflix أو Disney، والبعض الآخر يتخصص في تبادل جوازات السفر الممسوحة ضوئيًا والمخترقة على مواقع منظمي الرحلات السياحية أو الفنادق، والبعض الآخر في البريد الإلكتروني الشخصي أو كلمات مرور الحساب على الشبكات الاجتماعية.

ناهيك عن قواعد البيانات "الكلاسيكية" المفصلة إلى حد ما من المستشفيات أو البلديات أو المؤسسات العامة، مثل مؤسسة التوظيف في فرنسا "Pôle emploi".

في نهاية شهر أغسطس، يتذكر داميان بانكال أن البيانات الشخصية لأكثر من 10 ملايين باحث عن عمل عُرضت للبيع "بحوالي 900 دولار" على شبكة الإنترنت المظلم بعد اختراق أحد مقدمي خدمات المنظمة.


"كل يوم يتم اختراق المواقع"

يقول الباحث في مجال الأمن السيبراني بابتيست روبرت: "إن العالم الافتراضي أقل أمانًا بكثير مما نعتقد، والمستخدمون العاديون يتركون بياناتهم الشخصية في كل مكان على الإطلاق".

في حين أن أدنى تسجيل على موقع ويب يتطلب الآن عنوان بريد إلكتروني وكلمة مرور وأحيانًا تاريخ ميلاد أو رقم هاتف، فإن قواعد البيانات المخزنة من قبل الشركات أو الخدمات عبر الإنترنت مليئة بهذه المعلومات محمية بشكل أو بآخر.

يوضح روبرت أن "المشكلة هي أن هناك دائمًا ثغرة أمنية، خصوصا في الأنظمة الكبيرة، مثل المستشفيات. كل ما يتعين على المتسللين فعله هو العثور على تلك الثغرة الأمنية، ثم الدخول إلى الخوادم وسرقة كل ما يهمهم.

وبحسب المختص، أصبحت سرقة البيانات أمراً شائعاً: "كل يوم يتم اختراق المواقع، وكل يوم يتم العثور على الملفات في كل مكان على الإنترنت". 

(ترجمات )