قد تكون رسالة وصلت إلى البريد الإلكترونيّ الخاص بالرئيس التنفيذيّ لشركة آبل تيم كوك في عام 2013، هي التي أشعلت شرارة المعركة القانونية الدائرة حاليًا بين عملاق التكنولوجيا وشركة ماسيمو. كيف ذلك؟ إليكم القصة.
عند نحو الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت كاليفورنيا في أحد أيام العام 2013، أرسل خبير تقنيّ رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الرئيس التنفيذيّ لشركة آبل، تيم كوك، مع عرض لا يقاوم.
كتب الخبير في رسالته: "أعتقد أنه يمكننا تطوير توجّه جديد في التكنولوجيا سيجعل من شركة آبل العلامة التجارية رقم 1 في سوق اللياقة البدنية والصحة".
وبعد نحو 10 ساعات من إرسال الرسالة، تواصل مسؤول التوظيف في شركة آبل مع الخبير، وبعد أسابيع فقط من ذلك، بات المهندس صاحب الرسالة يعمل في الشركة الرائدة على ساعة ذكية مزوّدة بأجهزة استشعار للصحة.
بعد فترة أي في غضون بضعة أشهر من العمل ضمن شركة آبل، بدأ الموظف بطرح طلبات تقديم نحو 12 براءة اختراع، تتعلق بأجهزة استشعار وخوارزميات تحدد مستوى الأوكسجين في الدم لدى الشخص الذي يرتدي الساعة.
آبل وماسيمو
لكن مع الوقت تبيّن أنّ هذا المهندس الجديد الذي يقوم بإدخال الكثير من الميزات على منتجات آبل، لم يكن مجرد مهندس فحسب، بل كان المدير الفنيّ لشركة Cercacor Laboratories Inc.، الشركة الشقيقة لشركة Masimo Corp، التي دفعت مؤخرًا إلى حظر بيع آبل لساعاتها الذكية بسبب نزاع حول براءات اختراع، تزعم أنها تعود لها واستغلها على ما يُظهر الموظف.
ويبدو أنّ قرار شركة آبل تعيين هذا الخبير التقنيّ الذي يحمل دكتوراه في الهندسة من جامعة ستانفورد، استفزّ شركة ماسيمو للتقدم بشكاوى ضد آبل. وبينما تنفي الشركة المصنّعة لهواتف آيفون ارتكاب أيّ خطأ، تشير ماسيمو في شكواها إلى سرقة موظفيها من قبل آبل وانتهاك براءات اختراعها.
وبلغ النزاع ذروته هذا الشهر بين الشركتين، عندما اضطرت آبل إلى سحب أحدث ساعاتها من متاجر الشركة في الولايات المتحدة، ما أدى إلى عرقلة أعمالها التي تدرّ لها أرباحًا سنوية تبلغ نحو 17 مليار دولار.
لكن في الساعات الماضية، أوقفت محكمة استئناف أميركية الحظر المفروض على مبيعات الشركة موقتًا. وردّت الشركة بإعادة المنتجات إلى الرفوف في بعض متاجر البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة الأربعاء، مع استئناف المبيعات عبر الإنترنت يوم الخميس.
(ترجمات)