(CNN)—تناولت المديرة العامة للمعهد الملكي للخدمات، كارين فون هيبل، ما يثار في الوقت الحالي بعد سقوط نظام بشار الأسد على أيدي فصائل المعارضة السورية بقيادة أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، وأن الأخير نزع نفسه من عباءة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وذهب إلى الاعتدال.

وأوضحت هيبل في مقابلة مع CNN: "من الصعب حقًا تحديد ذلك، لأنه (الجولاني) بدأ كما نعلم كعضو في تنظيم القاعدة، وكان متحالفا مع البغدادي، الذي كان مسؤولا عن داعش حتى مقتله، لكنه يدعي أنه غيّر آراءه، وهو يدعي أنه أكثر اعتدالا، إنه ليس هو فقط، لكن الأمر الآن لا يقتصر على هذه المجموعة، هيئة تحرير الشام، بل إنها مجموعة متنوعة من الجماعات المتمردة التي تعمل معًا".

وتابعت: "في كثير من الأحيان، عندما يجتمع الناس معًا لغرض مشترك، يمكنهم البقاء معًا، ولكن عندما تعلم أن التغيير يحدث، مثل الإطاحة بالنظام، فعندها تكون المخاوف حول كيف يمكن أن تنهار الأمور بسهولة، الآن، حتى الآن، أصدر (الجولاني) كل التصريحات الصحيحة".

وأضافت: "ستحترم المسيحيين والمجموعات الأخرى في سوريا، ولن نفرض الشريعة الإسلامية في البلاد، كما نقل نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر مؤخرًا، الكلمات شيء واحد، لكننا سنراقب ما يفعلونه.. وأعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، وحثهم خلف الكواليس على فعل الشيء الصحيح".

واستطردت: "الآن، أعتقد أيضًا أن السوريين لن يتسامحوا مع أي حكومة صارمة أخرى مهما كانت - سواء كانت دينية أو غير دينية، أعتقد أنهم ضاقوا ذرعًا ومرهقين، ولذلك، أعتقد أن صمود الشعب السوري سيسطع، وأنا آمل حقًا، وأعتقد أنهم سيضغطون بشدة من أجل شكل ما من أشكال الدولة الديمقراطية، لا أعرف كيف سيبدو الأمر، ما زال الوقت مبكرًا، لكنني متفائل بعض الشيء، هناك دائمًا أشياء خاطئة، وصحيحة.."

ومضت المحللة قائلة: "أعتقد حتى الآن أن الأخبار جيدة جدًا، عادة، عندما يكون هناك فراغ في السلطة، يكون هناك نهب، وعمليات قتل انتقامية، وتحدث كل أنواع الأشياء الفظيعة، وهذا لم يحدث، أليس كذلك؟ هل تتذكرون في العراق، بعد الغزو الأمريكي، وبعد انتهاء الجزء العسكري من الحملة، كان هناك عمليات نهب وقتل انتقام، لقد حدث ذلك في بنما، وقد حدث ذلك في العديد من الأماكن الأخرى، مثل كوسوفو، وما إلى ذلك، وحقيقة أن هذا لم يحدث يخبرك بشيء بالفعل، وحقيقة أن الجولاني قد طلب من ميليشياته ألا يقوموا، كما تعلمون، بألا يقوموا بالتخريب، وألا يهاجموا الناس وهم يفعلون ذلك، هي في الواقع علامة جيدة للغاية، لذا، أعتقد أنكم تعلمون أن العلامات المبكرة الإيجابية تشير إلى عودة السوريين، ولن يعودوا إذا لم يكونوا متفائلين، الآن، بالطبع، هم متوترون، ومن لن يكون كذلك، لكن هذا التفاؤل يمكن أن يساعد حقًا".